أكد نائب قائد القوات البرية للجيش الإيراني، على أن الجيش لن يكون البادئ بالهجوم اطلاقا، وصرح بان الهدف من تعزيز الجيش ليس الحرب، بل الردع ومنع الحرب.
وقال العميد نوذر نعمتي، في تصريح له يوم الخميس ، على هامش المؤتمر الوطني الثاني للعلوم والتقنيات الناشئة والرائدة في المجال الدفاعي، بمنهج العلم النافع والسلطة العلمية، والذي عُقد في جامعة الإمام علي (عليه السلام) للضباط: إن لتقنيات اليوم تأثيرات عديدة تُغير موازين القوى، وسواء رغبنا في ذلك أم لا، فإنها تلعب دورًا لا غنى عنه في حروب اليوم والمستقبل.
وأضاف: عموماً، في جميع العصور وفترات الحروب، استُخدمت تكنولوجيا ذلك العصر. إن استخدام التقنيات في المجالين الدفاعي والعملياتي ليس بالأمر الجديد، لذا، فانه نظراً لاحتياجاتنا الحالية في الحروب البرية، ولا سيما في القوات البرية، فإننا بحاجة إلى تقنيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي. يجب أن تكون هذه التقنيات قادرة على تسريع تحقيق الأهداف التي نسعى إليها في تطوير معداتنا.
وأوضح نائب قائد القوات البرية للجيش، قائلاً: لقد اتبعنا وما زلنا نتبع مناهج محددة في القوات البرية، وخططنا لتطوير معدات وأسلحة ذات أربعة مكونات رئيسية هي “الدقة، والدقة المتناهية، والربط الشبكي، والقدرة بعيدة المدى”. وانطلاقاً من هذا النهج الذي بدأناه قبل بضع سنوات، نسعى أيضاً إلى تحقيق أهدافنا في التقنيات الناشئة. ويمكن لعدد كبير من هذه التقنيات الحديثة أن يساعدنا في بناء قوات برية حديثة.
وصرح العميد نعمتي: في الواقع، عندما نسعى إلى الدقة والدقة المتناهية، فإننا نحاول خلق قوة ردع. هدفنا من تعزيز الجيش ليس الحرب، بل الردع ومنع الحرب. ولهذا الغرض، نقوم بتجهيز أنفسنا وإعدادها وتدريبها.
*استنادًا إلى استراتيجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لن نكون أبدًا البادئين بالهجوم
وفيما يتعلق بمسألة الأخلاق في الحرب، قال: في الدفاع الذي نعتزم القيام به، نسعى لضمان عدم تعريض أي مدني أو أي شخص غير منخرط ضدنا للخطر في ساحة الحرب والدفاع. نلتزم بقيمنا الأخلاقية والدينية، وحتى لو أمكننا إلحاق خسائر غير متوقعة بالعدو في عملية ما، فإن هذه القيم لن تسمح لنا بذلك.
وأكد نائب قائد القوات البرية للجيش: نسعى لجعل شبكاتنا ذكية ومتجاوبة، ونتقدم انطلاقًا من أخلاقيات وقيم مجتمعنا. لا نسعى بأي حال من الأحوال إلى امتلاك أسلحة دمار شامل، ولا نسعى إلى تدمير المنشآت المدنية. هذه جزء من أخلاقياتنا المهنية التي نتبعها في التقنيات الناشئة.
وذكّر العميد نعمتي: لدينا خطة وطنية شاملة في القوات البرية لا تتغير بتغيير القادة والأفراد، وهي خطة طويلة الأجل.
وأكد قائلاً: “إن العدو يراقب بلا شك جميع الأدوات والمنظومات التي يستطيع رصدها. نحن في منطقة لا تتمتع فيها دول عديدة بمستوى عالٍ من الأمن. إن الوضع الأمني في بلدنا الحبيب يدل على أن معدات وأسلحة القوات المسلحة قد بلغت مستوى الردع المطلوب، وهذا ليس سرًا على مجتمعنا”.
وفي معرض حديثه عن أهمية عقد المؤتمر الوطني للتقنيات الناشئة، صرح نائب قائد القوات البرية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية قائلاً: “هذا المؤتمر هو ثمرة جهود علمية مكثفة وتعاون مثمر بين مؤسسات البحث داخل الجيش وخارجه، وهو مؤتمر استشرافي وتكنولوجي. إن التطورات السريعة في مجال العلوم والتكنولوجيا في عالمنا اليوم لا تقتصر على المجال التكنولوجي فحسب، بل أحدثت تغييرات في مفاهيم القوة والإدارة المستقبلية”.
وأكد العميد نعمتي أن التطورات تجري بوتيرة متسارعة، قائلاً: “يدرك شعبنا معنى الثورة، ولكن علينا أن نعي أن الأمور تتقدم بوتيرة ثورية، وأن التكنولوجيا تتقدم، بل إنها في الواقع تتطور بوتيرة ثورية”.
عُقد المؤتمر الوطني الثاني للعلوم والتقنيات الناشئة والرائدة في المجال الدفاعي، بمنهج العلم النافع والسلطة العلمية، يوم الخميس ، في جامعة ضباط القوات البرية التابعة للجيش الإيراني، بحضور نخبة من المسؤولين والقادة، من بينهم العميد حسين دادرس، نائب القائد العام للجيش، والعميد نوذر نعمتي، نائب قائد القوات البرية، ومجموعة من عائلات الشهداء، من بينهم عائلة الشهيد محسن فخري زاده.