أمين عام المهرجان للوفاق:

«سينما الحقيقة».. صوت المظلومين في مواجهة الظلام الإعلامي

خاص الوفاق: حميدي مقدم: يبرز هذا العام قسمٌ خاص بعنوان «إيران الموحّدة، الحضارة العريقة، حرب الصهيونية المفروضة الـ12 يوماً» الذي يضم 30 فيلماً يوثق أحداثاً محلية بصيغ وأساليب مختلفة.

موناسادات خواسته

 

افتُتِحت الدورة التاسعة عشرة لمهرجان سينما الحقيقة في طهران يوم الأربعاء 10 ديسمبر بحضور مخرجين محليين ودوليين، بينهم الفلسطيني رشيد مشهراوي. أشار أمين عام المهرجان محمد حميدي مقدم إلى أن الدورة الجديدة تعكس تحولات العالم المعاصر، وتُسلّط الضوء على دور السينما الوثائقية في النقد وطرح الأسئلة.

 

كما أكد على أهمية الوحدة الوطنية بعد الحرب الصهيونية المفروضة، موجهاً تحية لنساء وأمهات غزة وضحايا الإعتداءات الصهيونية. من جانبه، تحدّث ضيف شرف المهرجان، المخرج الفلسطيني مشهراوي عن دور الوثائقي في تحويل أرقام الضحايا إلى وجوه وقصص، وإزاحة الستار عن أربعة أفلام فلسطينية مشتركة الإنتاج.

 

اختُتم الحفل بعرض فيلم «نامش زن» أي «إسمها إمرأة»، وبهذه المناسبة أجرينا حواراً مع أمين عام المهرجان الأستاذ «محمد حميدي مقدم» فيما يلي نصه:

 

 

تنوع واسع وحضور فلسطيني لافت

بدايةً، سألنا الأستاذ محمد حميدي مقدم عن مميزات هذه الدورة من المهرجان، فقال: تتميز الدورة الجديدة من مهرجان «سينما الحقيقة» بتنوعٍ كبير في موضوعات الأفلام المشاركة، إذ تشمل الوثائقيات الإجتماعية، والبيئية، والطبية، والرياضية، إضافةً إلى الأعمال المرتبطة بخطاب الثورة الإسلامية والوثائقيات العابرة للحدود.

 

ويبرز هذا العام قسمٌ خاص بعنوان «إيران الموحّدة، الحضارة العريقة، حرب الصهيونية المفروضة الـ12 يوماً» الذي يضم 30 فيلماً يوثق أحداثاً محلية بصيغ وأساليب مختلفة. كما يشهد المهرجان حضوراً قوياً للأفلام الدولية المختارة من أبرز الإنتاجات العالمية. وكذلك قسم «غزة، مقاومة، فلسطين» الذي يقدّم أعمالاً إيرانية وأجنبية عالية المستوى، إضافةً إلى أربعة أفلام فلسطينية جديدة من إنتاج مشترك بين مركز «كُسترش» وشركة «مشهراوي»، والمقرر إزاحة الستار عنها غداً الأحد.

 

 حضور عربي لافت

أما عن مدى الإقبال على المهرجان ومشاركة الدول العربية فقال أمين عام المهرجان: كان الإقبال ممتازاً، إذ إمتلأت القاعات جميعها رغم الأمطار في يوم الإفتتاح. أمّا بالنسبة للدول العربية فنحن مهتمون جداً بها، وأحد أهداف «سينما الحقيقة» هو عرض سينما مختلفة، عادلة، ومتجددة من الدول العربية.

 

الأفلام التي تُنتج في المنطقة، وخاصةً في لبنان وفلسطين واليمن والعراق، لها مكانة خاصة لدينا. وفي قسم العروض الخاصة لدينا فيلم بعنوان «سينما كواكب» وهو فيلم ممتاز من عُمان، يتناول موضوعاً سينمائياً ذا طابع نوستالجي، وفي خلفيته قضية غزة.

 

لدينا أفلام من لبنان، وأفلام خاصة من فلسطين، ولدينا صُنّاع أفلام نحاول إشراكهم في المهرجان غداً الأحد عبر الإتصال المباشر بشكلٍ إلكتروني، وذلك لعدم تمكّنهم من السفر، فهم في رفح وغزة وقد صنعوا أفلامهم في ظروف المخيمات.

 

كما لدينا أفلام جيدة ورفيعة المستوى من تونس في قسم المسابقة الدولية، ولدينا ضيوف من لبنان وفلسطين والعراق، فضلاً عن عرب مقيمون في دول أوروبية يديرون ورش العمل والدورات التدريبية لدينا.

 

 مشروع يوثّق صوت غزة للعالم

وفيما يتعلق بالأفلام الفلسطينية المشاركة، أوضح حميدي مقدم: هي مجموعة أفلام من إنتاج السيد مشهراوي. قبل عامين، بعد 7 أكتوبر وبعد كارثة الإبادة في غزة، قام مشهراوي بتنظيم هؤلاء المخرجين داخل فلسطين ليصنعوا أفلاماً عن الأحداث وحياتهم، حتى لا يضيع صوت أهل غزة وفلسطين في ظلام الإحتكار الإعلامي الغربي.

 

الموجة الأولى تحوّلت إلى مجموعة بعنوان «نقطة الصفر»، وقد حققت نجاحات كبيرة، وعرضناها العام الماضي وكانت حوالي 20 فيلماً، وقد ترشحت للأوسكار.

 

أما الجزء التالي الذي بدأه مشهراوي فهو بعنوان «نقطة الصفر +»، وهي مجموعة جديدة شاركنا في إنتاج أربعة وثائقيات منها كإنتاج مشترك، وسيتم إزاحة الستار عنها في المهرجان.

 

 تعزيز التعاون الثقافي

وحول حجم التعاون المشترك بين إيران والدول العربية، قال حميدي مقدم: يؤكد مهرجان سينما الحقيقة إهتمامه الكبير بتوسيع التعاون الثقافي مع دول الجوار والدول ذات القيم المشتركة في العقيدة والثقافة واللغة، بما يشمل دول آسيا الوسطى والدول الصديقة والقريبة والبعيدة.

 

يسعى المهرجان إلى عرض الأفلام الوثائقية الإيرانية في هذه البلدان، وإنتاج أعمال مشتركة تعالج موضوعات وتاريخاً مشتركاً، بهدف تعزيز الروابط بين الشعوب وإطلاق حركة تبادلية مستمرة. كما تتمتع السينما الإيرانية بحضور قوي في المهرجانات الدولية، خصوصاً في مجالات الأنيميشن والوثائقي والروائي، ولها حضور واضح في الدول العربية. كذلك يطمح المهرجان إلى إستضافة أفضل إنتاجات تلك الدول، ليتعرف صُنّاعها على الثقافة الإيرانية والسينما الأكاديمية، بما يسهم في توسيع دائرة التعاون المشترك.

 

 رسالة المهرجان

وأخيراً عن رسالة المهرجان، قال حميدي مقدم: الرسالة هي العدالة، الحرية، السلام، والدفاع عن حق المظلوم، وألا يضيع صوت المظلومين في ظلام العالم، كل هذا تحت مظلة واحدة.

 

كما يُظهر الشعب الإيراني في حياته اليومية أنه شعب مثقّف، ذو حضارة عريقة، وديانات وثقافات متعددة تحت مظلة إيران الكبرى. المهرجان يعكس كل هذا، وفي الوقت نفسه يقول: لن ننسى أن هناك أصواتاً مظلومة تُقتل وتُهمّش كل يوم. المهرجان يريد أن يكون صدى لهذه الأصوات: صوت المقاومة، صوت الحرية، صوت السلام، وصوت مواجهة الإحتكار الإعلامي الغربي والفضاء الإفتراضي الظالم الذي يعمل ضد الدول الإسلامية.

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص