ارتفاع عدد الشهداء منذ وقف إطلاق النار إلى 383

تفاقم معاناة النازحين في غزة بين العدوان وانهيار المنازل

تتفاقم المأساة الإنسانية في قطاع غزة مع استمرار العدوان الصهيوني واشتداد المنخفض الجوي، إذ أعلنت وزارة الصحة تسجيل 4 شهداء و10 إصابات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

في حين حذرت وزارة الصحة في غزة من ارتفاع عدد الشهداء نظراً لوجود ضحايا ما زالوا تحت الأنقاض وفي الطرقات، في ظل العجز الكبير الذي تعانيه طواقم الإسعاف والدفاع المدني.

ووفق إحصائيات الوزارة، ارتفع عدد الشهداء منذ اتفاقية وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2025 إلى 383 شهيداً و1002 إصابة، فيما بلغ إجمالي حصيلة العدوان الصهيوني على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 70,373 شهيداً و171,079 إصابة، إضافة إلى انتشال 627 جثماناً من تحت الأنقاض.

 

*انهيارات في المنازل

في التفاصيل، ارتفع عدد الوفيات جراء موجة البرد والمنخفض الجوي الذي يضرب قطاع غزة إلى 11 شهيداً، بينهم الرضيعة تيم الخواجة من مخيم الشاطئ، والطفلة هديل عبدالله حمدان (9 سنوات) من مدينة غزة، نتيجة انخفاض درجات الحرارة وغياب وسائل التدفئة داخل الخيام والمساكن المدمرة. وتشير المصادر الفلسطينية إلى أن معظم الضحايا من الأطفال، في وقت تواجه فيه آلاف العائلات ظروفًا مناخية شديدة القسوة وسط انعدام شبه كامل لمقومات الحماية والإيواء.

وزادت العاصفة الجوية من حجم الكارثة الإنسانية، بعدما شهد القطاع خلال الساعات الماضية 7 وفيات إضافية بسبب انهيارات المنازل وغرق الخيام؛ إذ استشهد خمسة مواطنين وأصيب آخرون جراء انهيار منزل يؤوي نازحين في منطقة بئر النعجة شمال بيت لاهيا، كما استشهد مواطنان إثر سقوط حائط كبير على خيام نازحين في حي الرمال غرب غزة. وفي مخيم الشاطئ، استشهد مواطن آخر بانهيار جدار، بينما فارقت رضيعة الحياة في خيام النازحين بمنطقة المواصي في خان يونس بسبب البرد القارس. كما أُصيب طفلان في مخيم أبو جبل بعد سقوط خيمتهما، في حين وثّقت طواقم الدفاع المدني انهيار ما لا يقل عن عشرة منازل خلال الساعات الأخيرة، مع استمرار عمليات إجلاء العائلات من مناطق الشيخ رضوان والكرامة شمال القطاع.

وأدى المنخفض إلى غرق مخيمات كاملة في المواصي بخان يونس، وتضرر مناطق واسعة في دير البلح والنصيرات ومدينة غزة، في ظل ظروف معيشية متدهورة ونقص شديد في مواد الإيواء والإنقاذ.

 

*”حماس” تتهم الاحتلال الصهيوني بالتنصل من التزاماته

وحذّرت بلدية غزة من كارثة إنسانية وبيئية متصاعدة، مؤكدة أن غالبية الخيام تضررت بفعل الرياح العنيفة والأمطار المتواصلة، فيما تعمل فرق الإنقاذ بإمكانات بسيطة دون معدات لشفط المياه التي ارتفع منسوبها بشكل خطير. وأوضحت البلدية أن منازل عديدة انهارت فوق ساكنيها وأخرى مهددة بالسقوط، وأن آلاف المواطنين باتوا في الشوارع بلا مأوى بعد تطاير الخيام. كما نبّهت إلى مخاطر طوفان مياه الصرف الصحي وتراكم النفايات، ما ينذر بتفشي أمراض خطيرة في الأيام المقبلة، داعية إلى تدخل عاجل لإنقاذ الوضع المتدهور في القطاع.

وفي السياق، اتهمت حركة حماس الاحتلال الصهيوني بالتنصل من التزاماته ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، خاصة ما يتعلق بالبروتوكول الإنساني، مؤكدة أن منع إدخال مواد الإيواء الأساسية أدى إلى تفاقم معاناة مئات آلاف النازحين مع دخول فصل الشتاء. ودعت الحركة الوسطاء والدول الضامنة إلى التدخل العاجل والضغط على الاحتلال لإدخال مواد الإيواء وفتح معبر رفح في كلا الاتجاهين، مؤكدة ضرورة تحرك عربي ودولي لوقف الانتهاكات وإلزام الاحتلال بتعهداته.

وتتزايد المخاوف من كارثة إنسانية وشيكة مع استمرار النزوح، وغرق المخيمات، وعجز الخيام المهترئة عن مواجهة برد الشتاء وعواصفه، ما يضاعف الحاجة إلى تدخل دولي عاجل لإنقاذ المدنيين والتخفيف من حجم الكارثة الانسانية المتصاعدة.

وقد تلقت وزارة الداخلية أكثر من 4300 نداء استغاثة من مختلف محافظات القطاع منذ بدء المنخفض الجوي.

 

*مخيمات الشمال

في السياق، أكد مصدر محلي أن جميع مخيمات شمال قطاع غزة غرقت بالكامل، إضافة إلى انهيار عدد من المنازل.

وأوضح أن مخيم حلاوة دُمّر بشكل شبه تام، وغرقت الخيام تماما وتلفت محتوياتها، كما غرق أيضا مخيم نادي النزلة في جورة الصفطاوي وتم إخلاؤه كاملا.

وغمرت المياه منازل مخيم جباليا وبيت لاهيا ومراكز الإيواء بشكل شبه كامل، فضلا عن الخيام التي لم تصمد أمام الأمطار الغزيرة.

وتعيش نحو 250 ألف أسرة في مخيمات النزوح بقطاع غزة، وتواجه البرد والسيول داخل خيام مهترئة وسط نقص المساعدات، وفق تصريحات سابقة للدفاع المدني.

وعلى مدى نحو عامين من الإبادة تضررت عشرات آلاف الخيام بفعل القصف الصهيوني الذي أصابها مباشرة أو استهدف محيطها، في حين اهترأ بعضها بسبب عوامل الطبيعة من حرارة الشمس المرتفعة صيفا والرياح شتاء.

 

*غوتيريش يعرب عن قلقه العميق إزاء استمرار العدوان

من جهته، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن الوضع الإنساني في قطاع غزة كارثي، مؤكدا أن أكثر من 80% من المباني السكنية والعامة دُمّرت أو تضررت بشكل بالغ.

وقال غوتيريش، في تقرير صادر عن الأمم المتحدة، إن الغارات” الإسرائيلية” المتكررة على قطاع غزة ما زالت تتسبب في سقوط أعداد كبيرة من المدنيين وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه العميق إزاء هشاشة الوضع الأمني واستمرار أعمال العنف التي تهدد اتفاق وقف إطلاق النار.

وشدد الأمين العام على ضرورة ضمان المساءلة الكاملة عن أي “جرائم فظيعة أو انتهاكات جسيمة للقانون الدولي”، مؤكدا أن غياب المحاسبة يقوّض فرص تحقيق العدالة والاستقرار.

ومع دخول فصل الشتاء، يعيش مئات آلاف النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة ظروفا مأساوية، حيث تنعدم مقومات الحياة الأساسية داخل الخيام، وسط استمرار جيش الاحتلال في منع إدخال المنازل المتنقلة والمستلزمات الضرورية لتجهيز أماكن الإيواء.

وفيما يتعلق بالضفة الغربية، أدان غوتيريش التوسع الاستيطاني الصهيوني، مؤكدا أن جميع المستوطنات “غير قانونية وباطلة ولاغية وتشكّل انتهاكا صارخا للقانون الدولي”.

المصدر: الوفاق/ وكالات