أُقيمت الدورة التاسعة لمجمع الحضارات العريقة (ACF) 12 ديسمبر في مدينة أثينا بجوار المجمع التاريخي والحضاري للأكروبوليس. وتناولت القمة موضوعين رئيسيين: حماية التراث الثقافي في ظل التغيرات المناخية، ومكافحة تهريب الممتلكات الثقافية والحضارية.
وأكد سيد رضا صالحي أميري، في الاجتماع على ضرورة الدور المشترك للحضارات العريقة في حماية التراث الثقافي وصون الأخلاق والحكمة في عصر التحولات المتسارعة للتكنولوجيا.
وأعرب عن شكره لحكومة وشعب اليونان، وخاصة وزيرة الثقافة، على الاستضافة اللائقة، واعتبر أثينا «مهد الفلسفة والجمال» ومكاناً مناسباً لطرح مسؤولية الحضارات تجاه مستقبل البشرية.
وأشار صالحي أميري إلى التحديات العالمية، بما في ذلك التغيرات المناخية والتنافس التكنولوجي والتهديدات الناشئة عن الذكاء الاصطناعي، محذراً من أن التزوير الرقمي والمحتوى التاريخي غير الصحيح يستهدفان أمن التراث المشترك للبشرية.
وأضاف: المعرفة التي لا تستند إلى الأخلاق يمكن أن تكون خطيرة، وإن تراثنا الحضاري يذكرنا بالارتباط الضروري بين المعرفة والعدالة والكرامة الإنسانية.
واستعرض صالحي أميري التجارب المريرة لأفغانستان وسوريا، واصفاً تدمير التراث الثقافي في الحروب بأنه «ضربة للذاكرة الجماعية للأمم»، كما أشار إلى الهجوم الأخير الذي شنه الكيان الصهيوني المحتل على الأراضي الإيرانية، قائلاً: إن تهديد المراكز الثقافية في الأزمات العسكرية لا يزال أمرًا جديًا.
وأكد أن بلادنا تمتلك ملايين الآثار والمواقع التاريخية وعشرات المواقع المسجلة عالميًا الملموسة وغير الملموسة، وشدد على ضرورة التعاون العملي وتجاوز مستوى إصدار البيانات في منتدى الحضارات القديمة.
ورأى أن محوري التعاون الرئيسيين—مكافحة تهريب الآثار وتأثيرات التغيرات المناخية—يتوافقان مع أولويات إيران.
ثم طرح صالحي أميري اقتراح «إنشاء مجلس تعاون جامعات الحضارات القديمة»، ليكون الذراع البحثية والتخصصية للمنتدى، معلناً استعداد جامعة جندي شابور التاريخية للاضطلاع بدور محوري في هذه المبادرة.
وختم صالحي أميري بالتأكيد أن التراث الثقافي ليس مجرد ذكرى من الماضي، بل هو رصيد للسلام والعقلانية والحوار، وأن إيران مستعدة لتعزيز التعاون والتعايش بين الحضارات القديمة.