الآن، لم يعد مهمًا عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم، سواء 32 أو 48 فريقًا؛ المهم هو حضور إيران القوي على مسرح يجذب أنظار الملايين. لأن الصعود ليس نهاية المطاف، بل هو بداية طريق أكثر صعوبة وحساسية.
وعليه، عُقدت اجتماعات خاصة بعد قرعة كأس العالم في الولايات المتحدة لدراسة الوضع الجديد للمنتخب الوطني. وفي هذا السياق، عُقد اجتماع خاص في مقر الاتحاد الإيراني لكرة القدم يوم السبت الماضي، حيث قدّم الوفد المكون من ثلاثة أعضاء – الذي كانوا متواجدين في مراسم القرعة – تقريرًا شاملاً إلى مهدي تاج رئيس الاتحاد، حول أجواء الحدث، ونهج المنظمين، والقضايا التي طُرحت على هامش القرعة، والظروف المُقبلة للمنتخب الإيراني. كما نوقشت في هذا الاجتماع تفاصيل تتعلق بتواجد المنتخب في الولايات المتحدة ومكان إقامة البطولة، والمسائل الإدارية، وقضايا التأشيرات والتفاعلات الدولية. وفي سياق هذا الاجتماع، جرى تلخيص المحادثات التي دارت بين مختلف مسؤولي الاتحاد وأعضائه الحاضرين، وذلك لاتخاذ قرارات مبنية على معلومات دقيقة وواقعية. وكان التركيز الرئيسي لهذا الاجتماع على اتخاذ خطوة متماسكة وغير متحيزة لإعداد المنتخب الوطني لكأس العالم.
أصبحت نظرة النقاد الحادة أداةً للإصلاح والإدارة، بدلاً من التهميش. فمن أروقة المركز الوطني لكرة القدم، حيث يتخذ أمير قلعة نوئي من مكتبه مدرباً للمنتخب الوطني مقراً له، إلى أروقة مبنى الاتحاد، يتدفق هدف واحد: نجاح المنتخب الوطني من أجل إسعاد الشعب الإيراني.
لا شك أن المشاكل الداخلية المتعلقة بتأمين الموارد المالية والعقوبات الخارجية غير الحكيمة من الحكومات المعادية، بما في ذلك السلوك التقييدي الذي أبدته الولايات المتحدة حتى في الإجراءات المتعلقة بكأس العالم، تجعل الطريق وعراً؛ لكن التجربة أثبتت أن العمل الجاد هو السبيل الوحيد لتجاوز العقبات. يجتمع الجميع الآن حول طاولة واحدة لوضع استراتيجية للأيام الـ 176 المتبقية حتى انطلاق كأس العالم؛ بدءاً من تحديد مباريات تحضيرية عالية المستوى في بطولات كأس العالم القادمة، وصولاً إلى رسم مسار الإعداد الفني والذهني للمنتخب الوطني. إن كرامة كرة القدم الإيرانية مرهونة بهذا التماسك والوحدة؛ وهو مسار، إذا ما استمر بالجدية نفسها، سيقود المنتخب الوطني إلى كأس العالم 2026 جاهزاً ومتألقاً.