مادورو يحذّر كاست.. وفنزويلا ترفض تهديدات ترامب

في مشهد سياسي متشابك يعكس تصاعد التوتر في أميركا اللاتينية، وجّه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو تحذيراً شديد اللهجة إلى الرئيس التشيلي المنتخب خوسيه أنتونيو كاست، الذي أعلن خلال حملته عزمه على طرد نحو 340 ألف مهاجر غير نظامي، معظمهم من الفنزويليين. مادورو خاطب كاست قائلاً: «احذر من المسّ بشعرة واحدة من رأس أي فنزويلي»، مؤكداً أن المهاجرين الفنزويليين يتمتعون بحقوق يجب أن يضمنها الدستور التشيلي.

وأضاف أن كاست قد يكون بينوشيهياً أو مؤيداً لأفكار هتلر، لكن ذلك لا يبرر المساس بحقوق مواطنيه، داعياً إلى احترامهم وعدم تحميلهم مسؤولية الأزمات الداخلية في تشيلي. تصريحات مادورو جاءت في وقت تتصدر فيه قضايا الجريمة والهجرة غير النظامية قائمة مخاوف التشيليين، حيث ربط كاست بين هذه الظواهر وظهور جماعات أجنبية مثل«ترين دي أراغوا»، وهي مجموعة فنزويلية تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية.

 

 

في المقابل، علق دونالد ترامب على انتخاب كاست، واصفاً إياه بأنه “شخص جيد جداً”، في وقت يواصل فيه الضغط على فنزويلا عبر العقوبات على قطاع النفط ونشر قوات عسكرية في البحر الكاريبي. وزارة الخارجية الفنزويلية ردّت بقوة على تهديدات ترامب، مؤكدة أن البلاد لن تسمح بأي تدخل خارجي في شؤونها، وأنها ستواصل ممارسة سيادتها على جميع ثرواتها الطبيعية. ونددت بما وصفته «محاولة لفرض حصار عسكري بحري غير عقلاني»، معتبرة أن الهدف منه نهب موارد فنزويلا.

 

 

وشددت كاراكاس على أن الشعب الفنزويلي، في اتحاد شعبي عسكري مثالي، قادر على الدفاع عن حقوقه التاريخية، وأن البلاد لن تكون أبداً مستعمرة لأي قوة أجنبية. هذه المواقف المتزامنة تكشف عن تصاعد التوتر في المنطقة، حيث تتقاطع سياسات الهجرة والأمن مع صراع النفوذ بين واشنطن وكاراكاس، ما ينذر بمرحلة أكثر احتداماً في العلاقات الإقليمية والدولية، ويضع المهاجرين الفنزويليين في قلب معركة سياسية تتجاوز حدود تشيلي لتصل إلى مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة.

 

 

المصدر: الوفاق