مختار حداد/ رئيس التحرير
تمثل هذه العلاقات ليس مجرد خيار دبلوماسي، بل ضرورة تاريخية ودينية وجغرافية، تجمع بين شعبين مسلمين يشتركان في مصير واحد ومصالح مشتركة.
إن اتفاق بكين عام 2023، الذي أعاد العلاقات الدبلوماسية بعد سنوات من القطيعة، كان خطوة حاسمة نحو بناء جسور الثقة، وها هو يؤتي ثماره في عام 2025، مع تأكيد الجانبين في اجتماع طهران الثلاثي مع الصين على الالتزام الكامل بمخرجاته.
تكمن أهمية هذه العلاقات الأخوية في تعزيز الوحدة الإسلامية، حيث أن إيران والسعودية، كقوتان إسلاميتان كبيرتان، تمتلكان إمكانيات هائلة لقيادة الأمّة نحو الازدهار والاستقرار.
التعاون بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية يرسخ مبدأ حسن الجوار، ويدعم مبدأ الاستقرار والأمن في المنطقة.
أمّا تأثير هذه العلاقات على المنطقة، فهو عميق وإيجابي، ويساهم التقارب والتعاون الإيراني-السعودي في إرساء الاستقرار، ودعم حلول سياسية للأزمات الإقليمية، بعيداً عن التدخلات الخارجية.
إنّ تعزيز الحوار والتعاون الإقليمي يفتح أبواب التعاون الاقتصادي على مصراعيه، مثل مشاريع الطاقة والتجارة، مما يعزز الاستقرار والازدهار لشعوب المنطقة، ويمثل هذا التقارب دعوة لمنطقة قوية موحدة تعتمد على نفسها.
وفي هذا السياق، يبرز دور الإعلام الإيراني والسعودي كجسر ناعم لتعزيز هذه العلاقات، ويمكن للإعلام أن يسلط الضوء على المشتركات الدينية والثقافية بين البلدين، ويبني ثقة شعبية عميقة.
إنّ تعاون الإعلاميين الإيرانيين والسعوديين في نقل صورة إيجابية عن التقارب، وتغطية الإنجازات المشتركة، سيرسخ قناعة بأن العلاقات الأخوية ليست ظرفية، بل هي مصير مشترك يخدم الأمّة الإسلامية بأسرها.
في الختام، تمثل العلاقات الطيبة بين إيران والسعودية خطوة نحو عالم إسلامي موحد وقوي، يواجه التحديات بتعاون وأخوة، وسيتعزز هذا الطريق بحكمة قادة البلدين، ففيه الخير لشعبينا وللمنطقة كلها.