شهيد البرد في غزة.. طفل يرحل قبل أن يعرف الدفء

في ليلة شتوية قاسية، وبين رياح تعصف بخيمة لا تقي بردا ولا مطرا، لفظ رضيع فلسطيني أنفاسه الأخيرة في خيمة مهترئة بمواصي خان يونس، بعد حياة لم تتجاوز شهرا واحدا.

سعيد أسعد عابدين، ابن الـ29 يوما، أستشهد بصمت، ليختصر مأساة الطفولة في غزة، حيث بات البرد القارس قاتلا جديدا يلاحق الأطفال العزل داخل خيام النزوح. وزارة الصحة في قطاع غزة أعلنت أن استشهاد الرضيع جاءت نتيجة الانخفاض الحاد في درجات الحرارة، لترتفع حصيلة شهداء البرد إلى ثلاث عشرة حالة، معظمهم من الأطفال، في ظل موجات منخفضات جوية متتالية تضرب القطاع منذ أيام. كما تضررت نحو ثلاثة وخمسين ألف خيمة تؤوي نازحين، غالبيتها لم تعد صالحة للحياة بعد غرقها بالمياه وتمزقها بفعل الرياح.
في هذا السياق، أكد مجمع الشفاء الطبي أن أطفال غزة يجتمع عليهم القتل بالدبابات والبرد والمرض، محذرا من كارثة وشيكة في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية وغياب البيوت المتنقلة ومواد التدفئة. كما حذرت بلدية غزة من أزمة نفايات خانقة بسبب شح الوقود، ما ينذر بكارثة بيئية وصحية إضافية.

المصدر: العالم