نجاح باهر لجامعة أميركبير الصناعية؛

نانو جسيمات بوليمرية ذكية للعلاج الكيميائي الدقيق للسرطان

الوفاق/ أعلن باحثون من جامعة أميركبير الصناعية عن إتمام مشروع بحثي رائد يهدف إلى تطوير وتصنيع الجسيمات البوليمرية النانوية الذكية Smart Polymeric Nanoparticles المصممة للإطلاق المُوجَّه Targeted Delivery للعقاقير المُضادة للأورام السرطانية. وقد أنجز هذا المشروع البحثي أحد أعضاء هيئة التدريس في الجامعة بدعم من المؤسسة الوطنية للعلوم في إيران.

ويتمحور البحث حول تصميم هذه الجسيمات النانوية التي تحمل صفة “الذكاء”، والتي من شأنها أن تُشكل خطوة فعّالة ومؤثرة في تعزيز فعالية العلاج الكيميائي وتقليل آثاره الجانبية السلبية، خاصة في سياق علاج سرطان الثدي النقيلي Metastatic Breast Cancer.

 

وفي هذا السياق، صرَّح الدكتور أكبر كارخانه، عضو هيئة التدريس في جامعة أميركبير الصناعية، حول المشروع قائلاً: يؤثر مرض السرطان بشكل كبير على صحة ونوعية حياة الأفراد المصابين به. وإن قضية علاج السرطان تُعد من أهم المسائل المتعلقة برفع مستوى الصحة العامة في المجتمع. ويُشار اليوم إلى السرطان على أنه معضلة صحية عالمية، حيث تجاوز أمراض القلب ليصبح السبب الأول للوفيات في العالم. ومن بين جميع أنواع السرطانات، يُعد سرطان الثدي النقيلي “المتنقل” من أكثر الأنواع شيوعاً التي تسبب الوفاة بين المرضى.

 

وأضاف الدكتور كارخانه: إن الاستراتيجية العلاجية الأكثر شيوعاً المستخدمة حالياً في علاج سرطان الثدي النقيلي هي العلاج الكيميائي، إلا أن هذه الطريقة العلاجية تواجه العديد من القيود، منها: الانحلالية المنخفضة للعقاقير المضادة للسرطان، والآثار الجانبية العديدة، وضعف الاستهداف، والإطلاق غير الأمثل للدواء، وغيرها. ويُعد استخدام الجسيمات النانوية الحساسة للبيئة القادرة على الإطلاق داخل الخلايا للعقار المضاد للسرطان، أحد الحلول المناسبة للتغلب على المشاكل القائمة في العلاج الكيميائي التقليدي.

 

وتابع هذا الباحث قائلاً: شهد العقدان الأخيران تقدماً ملحوظاً في تكنولوجيا النانو البوليمرية، مما لعب دوراً هاماً في نشأة وتطور نظام الإيصال المستهدف للأدوية. وتُستخدم البوليمرات في كثير من الحالات كـمواد حيوية نظراً لخصائصها، مثل التوافق الحيوي، والتنوع الكبير في التركيب والخواص الكيميائية، وسهولة التعديل الوظيفي “التفعيل”. ولهذا السبب، يُطرح استخدام الجسيمات النانوية البوليمرية كخيار واعد في مجال العلاج الكيميائي للسرطان.

 

وأوضح كارخانه: من بين الجسيمات النانوية الحاملة للأدوية، حظي تصميم وتطوير المِذيلات البوليمرية Polymeric Micelles باهتمام الباحثين في السنوات الأخيرة باعتبارها حلاً واعداً للتغلب على عدد من التحديات القائمة.

 

واختتم كارخانه بالإشارة إلى أن هدفنا في هذه الدراسة هو تقييم فعالية المِذيلات البوليمرية المحملة بعقار مضاد للسرطان قليل الذوبان في الماء “كاره للماء”، وذلك على سرطان الثدي في كل من البيئة المخبرية “خارج الجسم” والبيئة الحيوية “داخل الجسم”. ويمكن أن تُستخدم نتائج هذا البحث في علاج سرطان الثدي وتحسين أداء العلاج الكيميائي.

 

المصدر: الوفاق