تشخيص الخلايا السرطانية خلال 15 ثانية

لأوّل مرّة في العالم.. إيران تنتج جهاز «مساعد جرّاح السرطان»

الوفاق/ قام مبتكرو شركة إيرانية قائمة على المعرفة، لأول مرة في العالم، بتصنيع جهازCDP  والذي يستطيع تحديد الحواف السرطانية بدقة مذهلة تبلغ 90% أثناء جراحة سرطان الثدي.

وفي تعليق له على المنتج، قال محمد حسين يزدي، مدير المبيعات في الشركة القائمة على المعرفة: أحد الإنجازات الرئيسية للشركة التي وصلت إلى مرحلة التسويق التجاري هو جهاز CDP Cancer Diagnostic Probe، أو مسبار تشخيص حواف السرطان أثناء عملية جراحة سرطان الثدي. وأضاف: جهاز CDP الذي صُمم وصُنع لأول مرة في العالم، يُقدَّم كنظام مساعد للجراح في جراحات سرطان الثدي، ويمكن استخدامه كعنصر مكمل في المراكز التي تتوفر فيها تقنية الفحص النسيجي المُجمَّد (Frozen Pathology) -طريقة تُقلل من زمن تجهيز العينات للتشخيص الباثولوجي وتُسرّع من وقت التشخيص لإعلام الجرّاح- أو كأداة مساعدة فعالة للجراح في المراكز التي لا تتوفر فيها هذه الإمكانية.

 

 آلية عمل الجهاز

 

وشرح يزدي آلية عمل الجهاز، قائلاً: يعلن هذا النظام للجراح، أثناء العملية وفي وضع الحواف (Margin Mode)، عن أي منطقة حافة داخل الجسم يُشتبه باحتوائها على سرطان بدقة تصل إلى عدة ملليمترات، وذلك بمساعدة مستشعر إبري ذي معايرة باثولوجية، ويحتوي النظام على تصنيف تشخيصي سريري متوافق بين نتائج الباثولوجيا للأنسجة المفحوصة وقمم استجابة  CDP، بناءً على تصنيف النظام الباثولوجي (مع الأخذ في الاعتبار آخر التعديلات المبلغ عنها من قبل منظمة الصحة العالمية).

 

وصرح مدير المبيعات في هذه الشركة، مضيفاً: تظهر النتائج التشخيصية للجهاز، والمُعايرة بناءً على علم الأمراض (الباثولوجيا)، على الشاشة في غضون 15 ثانية كاستجابات مصنفة على هيئة: سلبي، مشتبه به، وإيجابي. وفي العديد من التجارب السريرية التي أُجريت باستخدام CDP، تمكنت هذه التقنية من الكشف عن حوالي 30% من الحواف (Margins) الملوثة بالسرطان لدى المرضى، والتي لم يتم تشخيصها بواسطة طريقة الباثولوجيا المعتادة، حتى عند وجود الفحص بالتجميد (Frozen Section) والباثولوجيا الدائمة (Permanent Pathology)، وهذا ما يؤكد الدور الفعال لـCDP كأداة مساعدة للجراح أثناء جراحة السرطان، بهدف منع الانتكاس الموضعي (Local Recurrence).

 

 

 تحديد بدقة تتجاوز 93%

 

 

وفي معرض بيانه لقدرة جهاز CDP، صرح يزدي بأن الجهاز قادر على تحديد الحواف الملوثة بالخلايا قبل السرطانية أو السرطانية التي لم يتم تشخيصها بواسطة باثولوجيا التجميد (Frozen) والباثولوجيا الدائمة (Permanent) بدقة تتجاوز 93% أثناء جراحة سرطان الثدي. وأكد قائلاً: إن استخدام هذا الجهاز يؤدي إلى انخفاض يقارب 30% في الحواف الملوثة المتبقية في أجسام المرضى، حتى في الحالات التي أُجريت فيها فحوصات الباثولوجيا بالتجميد والدائمة على حواف الورم. وأضاف: تمتلك هذه التقنية القدرة على تقييم الأورام التي لم يتم تحديدها قبل العملية، والتي يواجهها الجراح بشكل مفاجئ أثناء الجراحة. وتابع: إن استخدام جهاز CDP يمكن أن يساهم في تحسين المآل (Prognosis) للمرضى وتقليل معدل انتكاس سرطان الثدي.

 

 

تشخيص الخلايا السرطانية خلال 15 ثانية

 

وأشار يزدي إلى مزايا هذه التقنية مقارنة بالطرق الشائعة، مصرحاً: يتمتع هذا الجهاز بمزايا كبيرة مقارنة بطريقة الباثولوجيا بالتجميد (Frozen Pathology)، وأهمها يتمثل في الانخفاض الملحوظ في زمن التشخيص؛ حيث تقلص وقت الاستجابة من حوالي 45 دقيقة في الطرق التقليدية إلى ما يقارب 15 ثانية. وتابع قائلاً: كذلك، ارتفعت دقة التشخيص في هذه التقنية من حوالي 70% في طريقة الباثولوجيا بالتجميد (Frozen Pathology) إلى حوالي 90%، وهذا الأمر يلعب دوراً هاماً في تقليل احتمالية بقاء الخلايا السرطانية، وبالتالي الحد من احتمالية عودة المرض بعد الجراحة.

 

وقال يزدي: نحن نعتقد أنه باستخدام جهاز CDP، يمكن تقليل وتغطية ما لا يقل عن 20% من هذه الأخطاء. وأضاف: الأطباء الذين يتعاونون في استخدام هذه التقنية، والذين يُعتبرون من أبرز جراحي الثدي في البلاد، لم يؤكدوا كفاءة الجهاز فحسب، بل يقدمون أيضاً تدريباً على استخدامه لزملائهم المتخصصين؟

 

 

الوضع التنافسي والتسجيلات العالمية

 

وفي رده على سؤال حول الوضع التنافسي لهذا المنتج، قال يزدي: هذا الجهاز ليس لديه منافس محلي حالياً، ومن الناحية التقنية، لا يوجد نموذج خارجي بنفس مستوى الأداء والتطبيق هذا. حتى الآن، تم تسجيل أكثر من خمس براءات اختراع في الولايات المتحدة لهذه التقنية، كما يتم نشر النتائج العلمية المستخلصة من استخدام الجهاز باستمرار في المجلات الدولية المرموقة.

 

وأشار مدير مبيعات هذه الشركة المعرفية إلى المراكز العلاجية التي تستخدم هذه التقنية، قائلاً: يستخدم ما يقرب من 10 مراكز علاجية في البلاد هذا الجهاز حالياً، ومن بينها يمكن الإشارة إلى مستشفى شهداء تجريش ومستشفى الإمام الخميني في طهران، ومستشفى مريم في محافظة ألبرز، ومستشفى سيد الشهداء في أصفهان، والمستشفى المركزي في شيراز.

 

 

التصدير والتحديات التنظيمية

 

وفيما يتعلق بتصدير هذا المنتج، قال يزدي: في الوقت الحالي، ليس لدينا صادرات، وأكبر تحدٍّ يواجهنا هو الحصول على التراخيص الدولية، خاصة الشهادات الأجنبية المعتمدة. ونظراً لأن هذه التقنية مبتكرة بالكامل، فإن إجراء التجارب السريرية في الخارج أمر ضروري، الأمر الذي يفرض تكاليف باهظة على الشركة، ويتطلب إنشاء مكتب وبنية تحتية في الخارج.

 

المصدر: الوفاق