وقال روح الله فتحي، في المؤتمر العلمي والتخصصي الأول «نورا» الذي عقد في قاعة الشهيد هاشمي نجاد بمستشفى الإمام الرضا(ع)، مشيرًا إلى كلمات قائد الثورة الإسلامية في لقائه مع الأساتذة والنخب العلمية: إن هدف البحث يجب أن يكون مزدوجًا، أحدهما الوصول إلى المرجعية العلمية والحضور بين الشخصيات العلمية والتكنولوجية، والآخر حل مشكلات المستقبل في البلاد. هذان الهدفان ليسا متناقضين فحسب، بل يتكاملان مع بعضهما، ويجب على إيران أن تسعى في الوقت نفسه للوصول إلى قمة العلم والتكنولوجيا على المستوى العالمي، وأن تعالج التحديات الداخلية واحتياجات البلاد.
وأضاف فتحي: العلم قوة، والقوة العلمية يمكن أن تكون أساس التقدم في جميع المجالات، بما فيها الاقتصادية والعسكرية والثقافية. يجب على إيران، من أجل الحفاظ على مرجعيتها العلمية وتعزيزها، أن تولي اهتمامًا خاصًا بمكانتها العلمية في العالم، وأن تستفيد من جميع القدرات لتحقيق هذا الهدف. وتابع: إن إيران تحتل مركزًا متقدمًا في عدة مؤشرات علمية، خاصة في مجالات الطب وبحوث الخلايا الجذعية، على مستوى المنطقة وحتى العالم. وفي الواقع، تحتل إيران الصدارة بين دول غرب آسيا وشمال أفريقيا في المجالات العلمية والبحثية.
وأشار نائب رئيس التعليم في معهد “رويان” إلى الإحصاءات المتاحة بشأن إنتاج المقالات العلمية في هذا المجال، قائلاً: إن إيران احتلت المركز الأول في نشر المقالات الطبية المتعلقة بالعقم خلال السنوات من 2020 إلى 2024، وأن الفارق بينها وبين الدول الأخرى، خاصة تركيا والسعودية، ملحوظ.
کما أشار فتحي إلى أن المرجعية العلمية لا تقتصر على تحقيق النجاحات الداخلية فحسب، بل يجب أن نصل إلى مرحلة يمكن فيها للدول الأخرى الاستفادة من المعرفة والتجارب العلمية الإيرانية. إن هذه الاكتفاء الذاتي والمرجعية العلمية هي التي تجلب القوة والمكانة الوطنية.
وأكد بشكل خاص على أهمية رفع مستوى جودة علاجات العقم في إيران، مضيفًا: إن علاج عقم النساء فوق سن الأربعين في إيران قد أصبح أحد أنجح العلاجات على المستوى العالمي. هذا النجاح، إلى جانب الإنجازات العلمية الأخرى، يعكس القدرة العلمية والطبية للبلاد.
وأشار نائب رئيس التعليم في معهد رويان إلى عقد المؤتمرات الدولية والتعاونات العلمية مع دول مختلفة، قائلاً: في السنوات الأخيرة، نظم معهد رويان مؤتمرات علمية كبيرة في مجال العقم والخلايا الجذعية، ولاقت ترحيبًا واسعًا من الباحثين العالميين. كما تم عقد مؤتمرات في دول مختلفة، بما فيها العراق، بالإضافة إلى إقامة تعاونات علمية مع الجامعات والمؤسسات البحثية الدولية.
كما أشار إلى التأثير الإيجابي لهذه المؤتمرات على تعزيز مكانة إيران العلمية على المستوى العالمي، معبرًا عن أن عقد هذه المؤتمرات والتعاونات يساعدنا في تعزيز مرجعيتنا العلمية وفي الوقت نفسه الاستفادة من الإنجازات العالمية.
وختم فتحي قائلاً: إن الوصول إلى المرجعية العلمية في أفق عام 2025 يتطلب تعاونات أكبر وعزيمة وطنية. كما يجب علينا تربية جيل جديد من الباحثين والمحققين الذين يكنون انتماءً للعلم والبحث في البلاد، ويسعون جاهدين لرفع إيران إلى مكانتها الحقيقية في الساحة العلمية العالمية.