و قد استهل المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية، اسماعيل بقائي، مؤتمره الصحفي لهذا الاسبوع ، قائلا:”لقد هنّأتُ إخواني المواطنين الأعزاء ليلة أمس بمناسبة ليلة يلدا، وأهنّئكم اليوم أيضا باشراقة صباح يلدا، خصوصا وأنها تزامنت مع ولادة الإمام محمد الباقر (ع) ودخول شهر رجب الاصب. نسأل الله أن يكون هذا الشتاء مباركا ومليئا بالأمطار والبركات لإيراننا العزيزة.”
واكمل بقائي:”الحقيقة هي أن منطقتنا لا تزال تعاني من مشكلة مزمنة، ألا وهي استمرار جرائم الكيان الصهيوني. لا ينبغي أن تشغلنا الأحداث المتعددة في قطاع غزة عن الجرائم الجارية في الضفة الغربية. وان استمرار الاعتقالات التعسفية، التعذيب، القتل، والممارسات اللاإنسانية ضد الفلسطينيين، كلها تُعدّ جرائم ضد الإنسانية، البرنامج نفسه الذي أشار إليه المقرر الخاص المعني بفلسطين مرارا وتكرارا باسم “مشروع إنهاء الاستعمار الفلسطيني”.
وتابع:”ان تكرار واستمرار هذه الجرائم يجعل مسؤولية كل دولة وكل إنسان في اتخاذ إجراءات فعّالة لردع هذا الكيان المعتدي أكثر ثِقَلا.”
الكيان الصهيوني لا يتردد في استخدام أي أداة غير إنسانية لتحقيق أهدافه
وردا على سؤال حول اعترافات ضابط سابق في جهاز الاستخبارات البريطاني (MI5) تتعلق بقضايا “آميا” في الارجنتين وتفجير السفارة الصهيونية في لندن، قال بقائي:”كل ما ذكرتموه جدير بالاهتمام والتحقيق. الكيان الصهيوني لديه سجل طويل في تصميم وتنفيذ عمليات ما يُعرف بالراية المزيفة او العلم الزائف (False Flag)، وهذه ليست مسألة جديدة، بل هناك العديد من الأمثلة الموثّقة اليوم على مثل هذه الممارسات.
واستطرد في هذا السياق مشيرا الى قضية لافون كمثال واضح:” في عام 1954، نفّذ الكيان الصهيوني- مستغلا اليهود المصريين- سلسلة تفجيرات وتخريب ضد أهداف أمريكية وبريطانية مدنية في القاهرة والإسكندرية، مثل المكتبات ومكاتب البريد. كان هدف هذه العمليات هو إبقاء القوات البريطانية المحتلّة في قناة السويس، وتدمير العلاقة بين مصر والدول الغربية في عهد جمال عبد الناصر.”
وأضاف:”الكيان الصهيوني أنكر أي ضلوع له في هذه القضية حتى عام 2005، حين كرّم علنا الأشخاص الذين نجوا منها، مُعترفا رسميا بعد 50 عاما بتنفيذ هذه العملية. لذا، لا جديد في هذا السلوك، وأفضل سلاح لمواجهته هو فضحه وإعلام الرأي العام العالمي بجرائم هذا الكيان، الذي لا يتوانى عن استخدام أي أداة غير إنسانية لتحقيق مآربه.”
لا تدخل لنا إطلاقا في النزاع الروسي-الأوكراني
وردا على سؤال حول اتهام الاتحاد الأوروبي لإيران بالمشاركة عسكريا في الحرب الأوكرانية، قال بقائي:” هذه المزاعم مجرد تكرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية أكدت منذ اليوم الأول أن النزاع بين الدول يجب حله بالحوار، ونرفض تماما أي تدخل عسكري. نحن لم نتدخل ولن نتدخل في هذا الصراع.”
وأوضح أن:”من غير المنطقي أن يُطلب من أي دولة قطع علاقاتها مع روسيا لمجرد أنها تحافظ على روابط ودية معها بناء على طلب أوروبي. علاقاتنا مع روسيا مبنية على المصالح والاحترام المتبادل، ولا تعني بأي حال معاداة طرف ثالث.”
وتابع:”على الدول الأوروبية أن تنظر إلى مسؤولياتها أولا، وتسأل نفسها: ما الذي أدى الى نشوب هذا النزاع؟ ألم تكن سياسات الناتو التوسعية واستفزازاته هي السبب؟ بدل اتهام الآخرين، يجب أن تُحاسب نفسها، لأن تكرار الاتهامات لن يحل الأزمة، بل المشكلة تكمن في سياسات أوروبا نفسها.”
الحركة الدبلوماسية بين إيران وروسيا أمر طبيعي
وردا على سؤال حول تزامن زيارة نائب رئيس الوزراء الروسي الى طهران وزيارة وزير الخارجية الإيراني الى موسكو، قال بقائي:”هذا تزامن عادي جدا. العلاقات الإيرانية-الروسية واسعة، ومن الطبيعي أن نشهد تبادلا دبلوماسيا مستمرا.”
وأضاف أن زيارة وزير الخارجية الى موسكو جاءت تلبية لدعوة من نظيره الروسي، وتناولت خلالها “مجموعة واسعة من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية”.
وتابع :”كما تعلمون، لدينا اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة دخلت حيّز التنفيذ قبل أشهر، ونحن عازمون على استغلال كل الفرص المتاحة فيها لتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية، التجارية، النقل، الطاقة وغيرها.”
عدم وصول إيران إلى أموالها في قطر مثال آخر على خيانة أمريكا
وردا على سؤال حول مصير الـ6 مليارات دولار الإيرانية المجمدة في قطر، قال بقائي:”سبق أن أوضحنا هذا الأمر. هذا الملف هو واحد من مئات الأمثلة على خيانة الولايات المتحدة الأمريكية لتعهداتها. وفق الاتفاق، كان يُفترض أن تُتاح هذه الأموال والتي هي ملك الشعب الإيراني، للاستخدام من قبل الحكومة الإيرانية، لكن الطرف الأمريكي لم يفِ بأي من التزاماته، وما زال ينتهك هذا التعهد حتى اليوم.”
نشاط الصهيونية لا يعني سوى الشر والقتل
وردا على سؤال حول تحليلات إعلامية تتحدث عن “انحسار المقاومة واضعافها” و”نشاط الكيان الصهيوني”، قال بقائي:”نشاط الصهيونية لا يعني إلا الشر والقتل. لو أردنا أن نسمّي هذا نشاطا، فمعناه الوحيد هو الشر والقتل والإبادة والدمار. هذه الممارسات تثبت أن هذا الكيان لا يرى نفسه جزءا من المنطقة.”
واكد المتحدث باسم الخارجية على ان أي طرف يؤمن بانتمائه التاريخي والهوياتي لأرض ما، لا يقتل أبناءها بدم بارد ولا يعتدي على دول الجوار،مشيرا الى أن هذا السلوك يعكس حالة الخوف والرعب التي يعيشها الكيان من عزلته المتزايدة في المنطقة.
أما عن المقاومة، فقال:”المقاومة ظاهرة فطرية ومتجذرة.و طالما هناك احتلال وظلم وتمييز عنصري، فستولد المقاومة من رحم الشعوب. التقلبات المؤقتة لا تعني ضعفها أو زوالها. المقاومة موجودة في صميم المجتمعات، لأن وجود كيان احتلالي عنصري في منطقتنا هو أمر غير طبيعي.”
وفي ختام حديثه بهذا الخصوص، هنّأ بقائي القائمين على “راديو المقاومة” بمناسبة انطلاق دورته السادسة، وقال:”أهنّئكم بمناسبة بدء بث برامجكم اليوم، خصوصا وأن الأسبوع القادم يوافق ذكرى استشهاد البطل الأسطوري الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني.”
إيران تنفي ادعاءات الصهاينة في ضلوعها باغتيال عالِمَيْن نوويَّيْن
وردا على سؤال حول اتهام الكيان الصهيوني لإيران بالضلوع في اغتيال عالِمَيْن نوويَّيْن (نون ولوريرو) وبروفيسور في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، قال بقائي:”يمكننا القول- مع تعديل طفيف-إن المجرمين يظنون أن الجميع على شاكلتهم.”
واضاف : الكيان الصهيوني، بسبب سجله الطويل في القتل والاغتيال والتنكيل بمواطني الدول الأخرى، ينظر دوما الى الأحداث من خلال اساليبه الإجرامية، ويسارع الى اتهام الآخرين بالطريقة التي يمارسها هو.”
القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية تعرف جيدا كيف تدافع عن البلاد عند الحاجة
ردا على سؤال من وكالة “إرنا” حول موجة إعلامية جديدة أطلقتها وسائل إعلام عبرية وحليفة لها في أمريكا، تزعم أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني سيسعى خلال لقائه القادم مع رئيس الولايات المتحدة الى إقناعه بشن هجوم جديد على إيران بذريعة “البرنامج الصاروخي الإيراني”.
اجاب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية:اسمحوا لي أن أطرح ثلاث نقاط في هذا الشأن؛أولا، إن البرنامج الصاروخي الإيراني تم تطويره دفاعا عن ارض وسيادة الوطن، ولا يخضع أبدا للتفاوض. لقد صُمّمت قدراتنا الدفاعية لردع أي معتد عن التفكير في الاعتداء على إيران، وهي ليست موضع نقاش أو مساومة.”
وأضاف بقائي:”ثانيا، نحن نواجه هنا نفاقا مزدوجا واضحا؛ بينما يُصوَّر برنامجنا الصاروخي الدفاعي كتهديد، نرى في المقابل تدفق سيول الأسلحة الفتاكة، بل والأسلحة الكيميائية والبيولوجية، الى الكيان الصهيوني الذي يرتكب إبادة جماعية، ويحتل أراضي دولتين، وشن هجمات خلال الأشهر الأخيرة على سبع دول! هذا تناقض صارخ ومؤشر واضح على الانحطاط الأخلاقي الذي يجب أن تُحاسب عليه الولايات المتحدة وحلفاؤها.”
وتابع:” ثالثا، هذه الحملات الإعلامية تأتي في سياق الحرب الهجينة التي يشنها الكيان الصهيوني بدعم أمريكي ضد إيران منذ سنوات. لكننا نؤكد أننا نمضي في طريقنا بتركيز كامل. القوات المسلحة الإيرانية تعرف جيدا بل وقد تعلمت كيف تدافع عن البلاد عند الحاجة. ولن نلتفت الى هذه المؤامرات الماكرة؛ بل سيواصل الشعب الإيراني وقواته المسلحة وكل مؤسسات الدولة مسيرتهم بعزم.”
لا توجد إجراءات معيارية لتفتيش المنشآت النووية المتضررة
وردا على سؤال حول التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وموضوع تفتيش المنشآت النووية المتضررة، لفت بقائي الى ان اتصالات ايران مع الوكالة الدولية للطاقة النووية مستمرة، وان ايران بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية (NPT) وبروتوكول الضمانات الشامل، وتعرف جيدا كيف تفي بالتزاماتها.
وأوضح أن “القضية التي يُكرر مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الحديث عنها يجب أن يُجيب عنها هو نفسه، ويجب أن يوجه مطالبه الى الجهات التي سبّبت هذا الوضع”.
وتابع متسائلا:” ان منشآت ايران النووية تحت الضمانات كانت تتعرض لهجوم بينما كانت تخضع لأعلى معدلات التفتيش في العالم. فمن الذي تسبب في وقف هذا التعاون؟ هل نحن أم من ارتكب جريمة بحق منشآتنا بشكل غير قانوني؟”
وأكد بقائي على أنه لا توجد إجراءات معيارية لتفتيش المنشآت المتضررة، لأن هذا النوع من الحوادث لم يسبق له مثيل.
وأضاف: “دخلنا في مفاوضات مع هذه الوكالة وقتها، ووقع الجانبان تفاهما مشتركا، لكن الأطراف الغربية استخدمت آلية تسوية الخلافات في الاتفاق النووي في نيويورك لعرقلة تنفيذه. ولهذا، فإن تكرار الحديث عن هذه المسألة يعزز الشكوك في أن مدير الوكالة الدولية للطاقة النووية يسعى للاستغلال السياسي لموضوع لم يعد مشكلة حقيقية.”
رواية المفاوضين الإيرانيين حول “اسنب باك” هي الصحيحة
وحول تصريحات وزير الخارجية الروسي في مقابلة مع التلفزيون الإيراني بشأن آلية تسوية الخلافات في الاتفاق النووي، قال بقائي:”ما نتحدث عنه ليس مجرد رواية، بل هو واقع تم توثيقه في التقارير الرسمية والكتب المتعددة التي صدرت حول هذا الموضوع. لا لبس هنا، فالرواية الصحيحة هي تلك التي قدّمها المفاوضون الإيرانيون منذ البداية.”
وأضاف: “أرى أن مواصلة الجدل حول هذا الأمر لم يعد في مصلحة البلاد، لأنه واقع واضح، وأصبح اليوم مسألة تاريخية. علاوة على ذلك، علاقاتنا مع روسيا ممتازة ومتينة، ولا فائدة من إثارة خلافات قد تضر بهذه العلاقة الاستراتيجية.”
على الوكالة الدولية للطاقة النووية إدانة الهجمات على منشآتنا النووية
وشدّد بقائي على أن “مطلب الجمهورية الإسلامية الايرانية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها العام لا يزال قائما، الا وهو ضرورة إدانة الهجمات الصهيو-امريكية على المنشآت النووية الإيرانية بوضوح.”
وأوضح أن “الامتناع عن إصدار حتى بيان بسيط إدانة لهذه الجرائم ليس تجاهلا فقط، بل قد يُفسر على أنه تشجيع لتكرارها. هذه الهجمات كانت انتهاكا صارخا للقانون الدولي وألحقت ضررا جسيما بنظام الحد من الانتشار النووي. ولذلك، فإن إدانتها واجب قانوني وأخلاقي.”
اتفاق التعاون بين وزارتي خارجية إيران وروسيا يعزز التنسيق الاستراتيجي
وحول توقيع مذكرة تفاهم بين وزارتي خارجية إيران وروسيا، أوضح بقائي أن هذا الاتفاق “يأتي بعد انتهاء الاتفاق السابق، ويكتسب أهمية مضاعفة في ظل دخول اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين حيز التنفيذ.”
وأضاف: “المذكرة تُعد إطارا مناسبا لتعزيز التنسيق في المجالات السياسية، الاقتصادية، الأمنية، والإقليمية، وتدعم الرؤية الشاملة للتعاون بين البلدين على المدى الطويل.”
أمريكا والكيان الصهيوني مسؤولان عن دعم الإرهاب و”داعش”
وردا على سؤال حول عودة نشاط “داعش”، قال بقائي:”ينبغي توجيه هذا السؤال الى من اعترفوا بأن ظهور داعش كان نتيجة سياسات الإدارة الأمريكية السابقة، كما صرّح بذلك الرئيس الأمريكي الحالي نفسه أثناء حملته الانتخابية.”
وتابع : نحن على اعتاب الذكرى السنوية لاستشهاد القائد سليماني، ويجب التأكيد انه لولا جهود الشهيد سليماني والجمهورية الإسلامية الايرانية، لربما سيطر داعش على المنطقة بأكملها.
واكمل: اليوم، مع عودة الحديث عن خلايا داعش، يجب النظر بعين الانتباه إلى السياسات الأمريكية والصهيونية. فالعدوان المتكرر على سورية، والسعي لجعلها دولة فاشلة، يخلق ظروفا خصبة لنمو الإرهاب من جديد.”
وأضاف: ” في مثل هذه الظروف، يجب محاسبة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، اللذان ساهما فعليا في دعم الإرهاب والوصول الى ما وصل اليه الوضع الحالي.”
ادعاء ترامب برفع العقوبات بعد الهجوم على إيران، كذب محض
و ردا على تقرير إعلامي أمريكي يزعم أن ترامب عرض رفع العقوبات بعد الهجوم الصهيوني على إيران، قال بقائي:”هذا الادعاء كذبٌ محض ولا أساس له من الصحة.”
تكذيب نقل كلام على لسان وزير الخارجية
نفى بقائي نسب جملة الى وزير الخارجية مفادها أن “إيران تعتمد على روسيا لمنع الكيان الاسرائيلي من الاعتداء مجددا”، وقال:”لم يقل الوزير شيئا كهذا. كنتُ حاضرا في المقابلة، ولم يُطرح هذا الموضوع أصلا.”
واوضح : ان ما قيل كان ردا عاما على سؤال حول اتصالاتنا مع روسيا، ونتشاور مع أصدقائنا الروس حول القضايا المشتركة. ولذلك، لم يُدرج هذا التصريح في نص خطاب الوزير عراقجي.