تشير إليه التقارير الميدانية والإحصاءات غير الرسمية

إيران في طليعة جهود دعم اللاجئين

تشير التقارير الميدانية والإحصاءات غير الرسمية أيضاً إلى وجود حوالي 7 ملايين لاجئ أفغاني في إيران.

تُعدّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية من أبرز الدول المُضيفة للاجئين والمهاجرين

على مستوى العالم لأكثر من أربعة عقود، ويُشكّل اللاجئون والنازحون الأفغان

النسبة الأكبر من تجمعات اللاجئين في ايران الذين فرّوا من ديارهم بسبب

الحرب وانعدام الأمن والفقر والأزمات الهيكلية.

 

يأتي التواجد الكبير للمهاجرين الأفغان داخل الاراضي الإيرانية في وقتٍ، وفقًا

لتقارير دولية، يواجه فيه العالم أكثر من 304 ملايين مهاجر دولي و83 مليون

نازح محلي و44 مليون لاجئ وطالب لجوء في عام 2023.

 

وباستضافتها لأكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون شخص، تُعدّ إيران جزءًا

مهمًا من هذا المشهد العالمي وإحدى الجهات الفاعلة الرئيسية في إدارة

أزمة الهجرة.

 

وتشير التقارير الميدانية والإحصاءات غير الرسمية أيضاً إلى وجود حوالي 7

ملايين لاجئ أفغاني في إيران، منهم أكثر من 4 ملايين يفتقرون إلى الوثائق

القانونية ويعتبرون مهاجرين غير شرعيين.

 

مكانة إيران في مشهد الهجرة العالمي

 

وفقًا للإحصاءات الرسمية الصادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة

لشؤون اللاجئين، تستضيف الجمهورية الإسلامية الإيرانية ما يقرب من 770

ألف لاجئ رسمي يحملون بطاقات هوية خاصة، بالإضافة إلى أكثر من مليونان

و700 ألف شخص في أوضاع لجوء مماثلة يعيشون في المناطق الحضرية جنبًا

إلى جنب مع المجتمع المضيف.

 

إجمالاً، يوجد في إيران أكثر من 3.5 مليون شخص في وضع لاجئ أو وضع

مماثل، مما يجعل إيران ثاني أكبر دولة مضيفة للاجئين في العالم.

 

سياسات شاملة وإنسانية للجمهورية الإسلامية الإيرانية

 

استجابةً لإحتياجات اللاجئين وفرت إيران إمكانية الوصول على نطاق واسع

إلى الخدمات الصحية الأساسية وهو إجراء يتم تنفيذه بشكل مماثل

للمواطنين الإيرانيين، وقد حظيت هذه الخطوى بإشادة متكررة من

المؤسسات الدولية.

 

في مجال التعليم، يُمكن لأطفال اللاجئين الأفغان الالتحاق بالمدارس

الحكومية والدراسة جنباً إلى جنب مع أقرانهم الإيرانيين دون دفع رسوم

إضافية. وتُطبّق هذه السياسات في وقتٍ يواجه فيه اللاجئون في العديد من

البلدان المضيفة قيوداً خطيرة في مجالي التعليم والصحة.

 

وأعرب رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مؤخراً عن

تقديره لكرم الضيافة الذي أبداه الشعب الإيراني والسلطات الإيرانية، مؤكداً أن

البلاد استضافت عدداً كبيراً من اللاجئين بكرامة وإنسانية لأكثر من أربعة

عقود.

 

کما أعرب “دانانجيا باتاراي” عن تقديره الخاص لتوجيهات قائد الثورة الاسلامیة

وتوجيهات الحكومة الأخيرة بشأن إدماج الأطفال الأفغان غير المسجلين في

التعليم ووصف هذه السياسات بأنها نموذج مثالي للدول الأخرى المضيفة

للاجئين وقال: “يجب على المجتمع الدولي أن يلعب دوره في دعم تعليم

اللاجئين بشكل أقوى”.

 

الاندماج الاجتماعي والفرص الاقتصادية

 

معظم اللاجئين الأفغان في إيران، باستثناء نحو واحد بالمئة ممن يقيمون في

مخيمات رسمية، يتواجدون في المدن والقرى ويتفاعلون باستمرار مع

المجتمع المضيف. وقد سعت الحكومة الإيرانية، بالتعاون مع المؤسسات

الدولية، إلى توفير فرص كسب العيش والتدريب المهني والتعاون المشترك

مع المنظمات غير الحكومية.

 

التحدیات والدعم الدولي

 

على الرغم من هذه السياسات الإنسانية، تواجه إيران تحديات خطيرة. إذ لم

يقدم المجتمع الدولي سوى أقل من ثلث التمويل اللازم لتلبية الاحتياجات

الإنسانية للاجئين في إيران. هذا على الرغم من حقيقة أنه في عام 2023

وحده، تم تسجيل أكثر من 66 مليون حالة نزوح جديدة في جميع أنحاء العالم،

مما وضع ضغطاً غير مسبوق على البلدان المضيفة.

 

سياسة جديدة لإعادة الرعايا الافغان غير الشرعيين

 

طبّقت الجمهورية الإسلامية الإيرانية هذا العام سياسة جديدة لإعادة

المقيمين الأفغان وغيرهم من الرعايا غير الشرعيين، بهدف تنظيم أوضاع

المهاجرين وحماية الأمن والمصالح الوطنية.

 

وتأتي هذه الخطوة في إطار القوانين المحلية وبالتعاون مع المؤسسات

الدولية وتشمل إعادة الأفراد الموجودين في إيران بدون وثائق قانونية أو الذين

تجاوزوا مدة إقامتهم القانونية.

 

تُظهر الرسوم البيانية للهجرة العالمية أن أزمة النزوح تتجاوز الحدود الوطنية.

وباستضافة إيران لملايين المهاجرين، وخاصة الأفغان، فهي ليست جزءًا من

هذه الأزمة العالمية فحسب، بل أصبحت أيضًا نموذجًا يُحتذى به في

السياسات الإنسانية والاندماج الاجتماعي. في وقت يواجه فيه العالم تزايداً

في النزوح والاتجار بالبشر واختفاء المهاجرين، حوّل نهج إيران في قبول

اللاجئين ودعمهم، تحدياً عالمياً إلى فرصة للتعاون الإقليمي والدولي.

 

 

المصدر: الوفاق - ارنا