وفي مقابلة مع وكالة “إرنا”، أوضح حاكم مدينة جابهار، علي رضا نورا، أن الموقع الجيو-سياسي لهذا الميناء على شمالي بحر عُمان، ومباشرته للمياه الدولية المفتوحة، جعل منه نقطة ستراتيجية للتبادل التجاري مع دول المنطقة وما وراءها، خاصة في فترات الأزمات والحروب أو القيود الملاحية بمنطقة الخليج الفارسي، إذ يُعد ممراً آمناً للتنفس الاقتصادي في ايران.
ولفت نورا إلى قرب ميناء جابهار من أفغانستان وباكستان وآسيا الوسطى، واطلالته على ممرّي النقل الاستراتيجيين “الشمال – الجنوب” و”الشرق – الغرب”، مما يعزز قدراته في مجال العبور البحري والترانزيت؛ مبيناً أن الربط السككي المرتقب سيعزز دور هذا الميناء في التجارة الإقليمية والدولية.
كما نوّه حاكم مدينة جابهار بالأهمية التاريخية للميناء، مذكراً بوجود معلم أثري مثل قلعة البرتغاليين في “تيس”، والتي تدل على اهتمام القوى التجارية الأوروبية قديماً بهذه المنطقة لسيطرتها على طرق التجارة الشرقية.
وأشار إلى ميزة الموقع الطبيعي لميناء جابهار، حيث عمق المياه في خليج جابهار يسمح باستقبال السفن الضخمة مع تكاليف أقل، وهو ما لا تتمتع به كثير من الموانئ العالمية، وبما يضمن قدرته على التوسع مستقبلاً.
وذكر هذا المسؤول أن موانئ جنوب سيستان وبلوشستان، مثل جابهار وغواتر وبريس، كانت نشطة تجارياً في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل العشرين، ولديها آثار جمركية وبريدية تدل على ازدهارها البحري آنذاك.
وخلص إلى أن ميناء جابهار اليوم، بفضل موقعه التاريخي والجغرافي، يُعتبر محركاً للتنمية في شرق إيران وحلقة وصل بين الاقتصاد الوطني والأسواق العالمية، مشيراً إلى أن سواحل مكران وميناء جابهار مدرجان ضمن الأولويات الرئيسية للحكومة في سياق تطوير البنية التحتية والنقل واللوجستيات، مؤكداً على أن جابهار ليس فقط أهم ميناء تجاري إيراني خارج منطقة الخليج الفارسي، بل أيضاً من أهم المراكز الستراتيجية بالنسبة لمستقبل الاقتصاد الإيراني.