وصرّح علي توسطي قائلاً: إن تحقيق التنمية المستدامة والمتوازنة في المناطق الحرة يتطلب الانتقال من النهج التقليدي إلى النماذج الاقتصادية الحديثة.
وأضاف: إن شركة الاستثمار والتنمية في قشم، انطلاقاً من فهمها الدقيق لإمكانات أكبر جزيرة في الخليج الفارسي، قد أعدّت خارطة طريق شاملة لجذب المستثمرين المحليين والأجانب، يمكن تلخيصها في تسعة محاور رئيسية؛ فهذه المحاور لا تكفل الربحية للقطاع الخاص فحسب، بل ستشكل أيضاً محركاً للتنمية الوطنية في ممر الشمال – الجنوب.
تحويل قشم إلى مركز للطاقة والبتروكيماويات
وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة الاستثمار والتنمية في قشم، أن وجود حقول الغاز في “غورزين” و”سلخ” قد خلق ميزة تنافسية لقشم، وقال: وإن أولويتنا هي إنشاء تجمع للتموين بالوقود وتقديم الخدمات الجانبية لآلاف السفن العابرة من مضيق هرمز.
وأضاف: إلى جانب ذلك، يُدرج في جدول الأعمال استكمال سلسلة القيمة للميثانول والبروبيلين وبناء وحدات «مصافي مصغرة» البيع الخام.
كما أن الاستثمار في إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونياك كوقود مستقبلي للشحن العالمي، وتطوير محطات الطاقة الشمسية، مع النظر إلى طاقة المستقبل، يُعد من أكثر الفرص جاذبية في المستقبل.
وقال توسطي: إن ربط جزيرة قشم بالمياه المفتوحة ووقوعها على مسار الممرات يجعل تطوير ميناء “كاوه” لاستقبال سفن “باناماكس” و”بوست-باناماكس” أمراً حتمياً، ونحن نسعى إلى تحويل مطار قشم الدولي إلى مركز للشحن الجوي في المنطقة لنقل المنتجات القابلة للتلف.
كما إن بناء حدائق لوجستية ذكية ومستودعات تبريد ثنائية الحرارة واسعة النطاق يُعد بنى تحتية تكفل أمن الغذاء والتجارة في المنطقة.
الاقتصاد القائم على البحر؛ من بناء السفن إلى إعادة التدوير الأخضر
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة الاستثمار والتنمية في قشم، أن الشريط الساحلي لقشم وعمق المياه المناسب يشكلان أرضية فريدة للصناعات البحرية، وقال: إلى جانب بناء وإصلاح السفن، نركز على إنشاء مواقع لإعادة تدوير السفن وفق معايير بيئية؛ وهي صناعة يمكنها توفير المواد الخام لمصانع الصلب في البلاد. كما تم تعريف بناء الجاكتات والمنصات النفطية ضمن هذا السياق.
وأشار توسطي إلى أن الانتقال من الصيد التقليدي إلى تربية الأحياء المائية الصناعية يُعد استراتيجية حاسمة لشركة الاستثمار والتنمية هذه، وأوضح قائلاً: إن تطوير مزارع تربية الأسماك في الأقفاص وتربية الروبيان بطرق فائقة الكثافة مصمم بهدف التصدير إلى أسواق الصين وأوروبا.
كما أن الصناعات التحويلية المتقدمة واستخلاص المواد الدوائية من الطحالب وخيار البحر سيخلقان قيمة مضافة تفوق بأضعاف مضاعفة قيمة بيع الأحياء المائية الخام.
السياحة العالمية في ظل المتنزه الجيولوجي الوحيد في الشرق الأوسط
كما أشار توسطي إلى أن وجود المتنزه الجيولوجي العالمي لليونسكو قد ميّز جزيرة قشم، وتذكير بأن فرص الاستثمار في هذا القطاع تشمل بناء فنادق خمس نجوم، ومنتجعات ساحلية، وفنادق صديقة للبيئة.
كما إن تطوير السياحة البحرية من خلال بناء مراسٍ بحرية وأرصفة ترفيهية، وكذلك إنشاء قرى صحية لجذب السياح العلاجيين من دول حوض الخليج الفارسي، يُعد من الأولويات الرئيسية.
وأكد قائلاً: إن مواكبة نمو الصناعة تفرض الحاجة إلى التطوير الحضري، وإن بناء مراكز التسوق الكبرى (ميغامولز)، وأبراج مكاتب تجارية، ومدن سكنية ذكية لموظفي الصناعات، يشكل سوقاً آمناً للمستثمرين في مجال الإسكان.
كما أن بناء محطات تحلية مياه واسعة النطاق ومحطات معالجة مياه الصرف الصناعي في القطاع التحتي البنيوي يُعد فرصاً نادرة.
وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة الاستثمار والتنمية في قشم: إن استغلال مناجم الحجر الجيري والجبس لإنتاج الإسمنت والكلينكر الصالح للتصدير، وكذلك إنشاء خطوط تجميع الأجهزة المنزلية والإلكترونية وإنتاج المنتجات التجميلية بعلامات تجارية عالمية، سيُحدث تحولاً في قطاع الصناعة في قشم.
التجارة الرقمية والنظر إلى المستقبل
وأشار توسطي إلى أن وصول قشم إلى الألياف الضوئية البحرية يشكل أرضية مناسبة لإنشاء مراكز بيانات دولية، وأعلن قائلاً: إننا مستعدون لاستضافة شركات التكنولوجيا المالية، ومركز تبادلات مالية رقمية، وتعدين العملات المشفرة بشكل قانوني مع توفير طاقة كهربائية مستقرة. كما أن الزراعة الحديثة (الإيروبونيك والهيدروبونيك) ستكون نقطة التقاء التكنولوجيا وأمن الغذاء في الجزيرة.
التجارة الدولية وخدمات التجارة
وأفاد الرئيس التنفيذي لشركة الاستثمار والتنمية في قشم بأن تعزيز موقع مركز المعارض الدولية في قشم، وإنشاء مكاتب بورصة السلع والطاقة، وتأسيس شركات إدارة التصدير، تشكل حلقات مكملة لهذه السلسلة القيمية.
وأكد، معربًا عن أن جزيرة قشم اليوم أكثر استعدادًا من أي وقت مضى للقفزة، قائلًا: إن الشفافية في العمليات، والحوافز القانونية للمناطق الحرة، ووجود البنى التحتية المتطورة، قد خفضت مخاطر الاستثمار إلى أدنى حد ورفعت العائدات إلى أقصى مستوى.
مضيفاً: إن شركة الاستثمار والتنمية في قشم تمد يدها بحرارة إلى جميع النشاطات الاقتصادية للمشاركة في بناء مستقبل مشرق في لؤلؤة الخليج الفارسي.
قشم.. أكثر الجزر الاستراتيجية في إيران والخليج الفارسي
إن جزيرة قشم الجميلة تطل على مضيق هرمز ومدخل الخليج الفارسي وبحر عمان. هذه الجزيرة، التي تُعد أكبر جزيرة في الخليج الفارسي، تعد بفضل قربها من المحيط الهندي، ووجود موارد النفط والغاز، ووحدات البتروكيماويات والتكرير، والمعدات البحرية، وتوافر التسهيلات المينائية للسفن الكبيرة “من فئة باناماكس”، واحدة من أكثر الجزر الاستراتيجية في إيران والخليج الفارسي، حيث اكتسبت شهرة عالمية بفضل خدمات تزويد السفن العابرة من الممر المائي الدولي بالوقود، وحدائق الطاقة والتكنولوجيا الحيوية فيها.
من جهة أخرى، جعلت الخصائص الطبيعية والتاريخية لهذه الجزيرة قشم واحدة من الوجهات السياحية الرئيسية في إيران.
المنطقة الحرّة التجارية-الصناعية في قشم
تتمتع هذه المنطقة، بفضل موقعها في نقطة استراتيجية على ممر الترانزيت الشمال – الجنوب، وإمكانية الوصول إلى ممر الرحلات الجوية الدولية الشرق – الغرب، وتسهيلاتها المينائية التي تُعد مكملة لميناء الشهيد رجائي إلى حد كبير، بدور بارز في التجارة والأنشطة التجارية العالمية.
وتشمل الأهداف والمحاور الرئيسية لأنشطة هذه المنطقة الحرة التجارية-الصناعية تطوير وتوسيع صناعة الترانزيت والنقل والمواصلات، توسيع التجارة والخدمات التجارية، الصناعات كثيفة استهلاك الطاقة، الصناعات البيوتكنولوجية والموارد البحرية، صناعات السياحة، الثروة السمكية والصيد الصناعي، خدمات دعم النفط، وحدائق الطاقة.