على أعتاب ذكرى إستشهاد «أحمد كاظمي»

«أحمد».. السينما والكتاب في خدمة الذاكرة الوطنية

الثقافة، عبر السينما والكتاب والموسيقى، تتحول هنا إلى جسر يربط الماضي بالحاضر، ويمنح المجتمع فرصة لإعادة قراءة تاريخه من خلال رموزه الإنسانية.

في أجواء ثقافية مميزة، شهدت مدينة أصفهان مساء الخميس 25 ديسمبر، إزاحة الستار عن الملصق الرسمي لفيلم «أحمد» بحضور وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، سيد عباس عراقجي، إلى جانب محافظ أصفهان مهدي جمالي‌نجاد، وسط حضور جمع من الفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي. هذا الحدث الفني جاء على أعتاب ذكرى إستشهاد الشهيد كاظمي الذي يصادف 9 يناير القادم، ليؤكد مكانته في الذاكرة الوطنية، وليعيد إلى الواجهة دور السينما في توثيق لحظات البطولة والتضحية، كما تم بدء عرض فيلم «أحمد» منذ الأربعاء 24 ديسمبر، فبهذه المناسبة نقدّم نبذة عن الفيلم والكتب التي في هذا المجال.

 

فيلم «أحمد»

 

الفيلم، من إخراج وكتابة أميرعباس ربیعي وبمشاركة رضا محبي‌نوري في الكتابة، يروي قصة الساعات الثمانية عشرة الأولى عقب زلزال بم في عام 2003، حيث تولى الشهيد أحمد كاظمي إدارة مطار بم لنقل الجرحى وإنقاذ الأرواح في ظروف استثنائية. العمل الفني لم يكتف بسرد الأحداث، بل يضع المشاهد في قلب الأزمة، ليعيد طرح سؤال جوهري: كيف يمكن للسينما أن تكون أداة للتوثيق والوعي المجتمعي؟ وقد حصد الفيلم ثلاث جوائز «العنقاء البلورية» في مهرجان فجر، إضافة إلى نيله شهادة تقديرية، ما يعكس قيمته الفنية والإنسانية.

 

كتاب «حوالي أحمد»

 

 

إلى جانب السينما، يطل الأدب كرافد آخر لإحياء شخصية الشهيد كاظمي. كتاب «حوالي أحمد» للكاتبة «فائزة غفارحدادي» يقدّم روايات جديدة من المقربين للشهيد، بما فيها شهادات لم تُنشر من قبل، مثل رواية عقيلته وذكريات شخصيات لم يسبق لهم الحديث من قبل. على خلاف كثير من الكتب المشابهة، حيث لا يقتصر هذا العمل على المدح والثناء، بل يتضمن نقداً صريحاً لبعض المواقف والقرارات، تاركاً الحكم النهائي للقارئ.

 

كتاب «حاج أحمد»

 

 

أما كتاب «حاج أحمد»، لـ «محمدحسين علي جان‌زاده»، فيوثّق مسيرة الشهيد منذ طفولته، مروراً بفترة ما قبل الثورة الإسلامية ومشاركته في النضال ضد نظام الشاه البائد، وصولاً إلى تدريباته العسكرية في سوريا ولبنان، ثم تشكيل لواء «النجف الأشرف» ومشاركته في العمليات العسكرية المختلفة. يمتاز الكتاب بأسلوبه السلس وقدرته على التواصل مع الجيل الشاب، ما يتيح لهم التعرف على أبعاد شخصية الشهيد كاظمي واتخاذه قدوة في حياتهم.

 

فيديو كليب

 

ولم يقتصر الحضور الثقافي على السينما والكتاب، بل امتد إلى الفن السمعي والبصري، حيث تم إطلاق الفيديو كليب الرسمي لفيلم «أحمد» من إعداد سيدعلي نوروزيان، ليضيف بعداً عاطفياً للعمل، ويعيد استحضار لحظات البطولة في الساعات الأولى بعد الزلزال، محولاً إياها إلى رمز ثقافي يتجاوز حدود الشاشة.

 

قيم التضحية والإيثار

 

يتزامن عرض الفيلم وإصدار هذه الأعمال الأدبية مع إقتراب ذكرى إستشهاد الشهيد أحمد كاظمي، ليصبح الحدث الثقافي أكثر من مجرد مناسبة فنية؛ فهو استدعاء لذاكرة جماعية، ودعوة للتأمل في قيم التضحية والإيثار التي جسدها الشهيد في حياته، والتي ما زالت تلهم الأجيال الجديدة. إن الثقافة، عبر السينما والكتاب والموسيقى، تتحول هنا إلى جسر يربط الماضي بالحاضر، ويمنح المجتمع فرصة لإعادة قراءة تاريخه من خلال رموزه الإنسانية.

 

 

المصدر: الوفاق