وأوضح الدكتور بورخلیل، مسؤول الفريق البحثي والمسؤول عن إنتاج هذا المنتج، مشيراً إلى المشكلة الرئيسية في العلاج الموضعي لأمراض المفاصل مثل التهاب المفاصل الروماتويدي باستخدام الأدوية الجهازية، قائلاً: في هذا المرض، يُؤخذ الدواء عادةً عن طريق الفم أو عبر حقن الميثوتريكسات، وهذه الطرق توصل الدواء إلى الجسم بأكمله، مما يؤدي إلى آثار جانبية شديدة مثل الغثيان وتساقط الشعر وتلف الكبد والمشكلات الهضمية. أما رقعة الإبر الدقيقة التي تم إنتاجها، فإنها توصل الدواء مباشرةً عبر الجلد إلى المفصل الملتهب فقط، لذا تكون آثارها الجانبية ضئيلة جداً، ويتركز تأثير الدواء بدقة في الموضع الذي يعاني من الألم والالتهاب.
وأعرب عن أن هدف إجراء هذا البحث وإنتاج المنتج هو مساعدة مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي. وأضاف: إن هؤلاء المرضى مضطرون لسنوات إلى تناول الدواء أسبوعياً عن طريق الفم أو الحقن، مما يقلل بشكل كبير من جودة حياتهم بسبب الآثار الجانبية للدواء، لذا كان هدفنا ابتكار طريقة علاجية بسيطة، خالية من ألم الحقن وذات آثار جانبية قليلة جداً، يمكن للمريض من خلالها، دون الحاجة إلى زيارة المراكز العلاجية، لصق الدواء بسهولة على المفصل في المنزل، حيث يتم إطلاق الدواء تلقائياً على مدى عدة أيام.
وفي شرح الابتكار التقني وتصميم هذا المنتج، قال: إن هذه الرقعة تشبه ملصقاً صغيراً يُوضع على المفصل “مثل الركبة أو المعصم”. في هذه الرقعة، تم استخدام مواد خاصة جداً وقابلة للتمدد الشديد “فائقة المرونة” وبنية ذكية أوكزيتيكية بدلاً من المادة اللاصقة العادية، مما يجعل الرقعة تبقى ثابتة ومحكمة حتى عند حركة المفصل أو تورمه، دون أن تنفصل.
وواصل عضو هيئة التدريس في كليات العلوم والتكنولوجيات متعددة التخصصات بجامعة طهران حديثه عن خصائص الإبر الدقيقة في هذه الرقعة، قائلاً: إن الإبر الدقيقة صغيرة جداً “بقطر شعرة تقريباً” ومصنوعة من هيدروجيل. حالما تُوضع الرقعة على موقع المفصل، تدخل هذه الإبر الجلد بلطف “دون ألم”، ثم تتورم بامتصاص ماء الجسم وتثبت في الجلد كخطافات صغيرة لتبقي الرقعة ثابتة دون حركة. وكانت أكبر مشكلة في الرقع السابقة أنها تنفصل بسرعة عن المفاصل المتحركة المتورمة، أو تنفصل عن الجلد عندما تبتل اليد، لكن التصميم الجديد يجعل الرقعة تبقى محكمة حتى في حالة الحركة أو التبلل أو تورم المفصل.
أما الدكتور بورخلیل، فقد تحدث عن آلية إطلاق الدواء والتحكم فيه من قبل هذه الرقعة على النسيج المستهدف قائلاً: إن الدواء “الميثوتريكسات” موجود داخل الإبر الدقيقة الهيدروجيلية. عندما تدخل الإبر الجلد وتمتص كمية قليلة من الماء، تُطلق الدواء تدريجياً وعلى مدى عدة أيام مباشرة تحت الجلد وقرب المفصل. هذا يجعل الدواء يؤثر فقط في موقع الالتهاب بدلاً من انتشاره في الجسم كله.
كما عدّ الدكتور بورخلیل أكبر مزايا هذا المنتج مقارنة بالحقن أو الأقراص في التقليل الملحوظ للآثار الجانبية الجهازية، وإزالة ألم الحقن، وإمكانية الاستخدام في المنزل، وتحسين التزام المريض بالعلاج، معتبراً هذه المزايا الرئيسية. ووصف الالتصاق العالي جداً في الظروف الواقعية، وعدم الحاجة إلى مادة لاصقة كيميائية، وإطلاق الدواء بشكل مستقر، والتصميم المتوافق مع حركات المفصل، بأنها مزايا فريدة لهذه الرقعة.
كما أجاب الدكتور بورخلیل على سؤال حول ما إذا كانت هذه الرقعة يمكن أن تحسن الوصول إلى العلاج في المناطق النائية أو للمرضى الذين لا يملكون إمكانية الوصول إلى الحقن المنتظمة، قائلاً: بالضبط. يأخذ المريض بضع رقعات فقط من الصيدلية ويستخدمها بنفسه في المنزل. لم يعد هناك حاجة إلى الحقن في العيادة أو السفر المتكرر، وهذا الأمر مفيد جداً خاصة في القرى والمدن البعيدة.