أعلن محافظ شادكان عن إنشاء جزيرة «مدينة القصب» بمشاركة القطاع الخاص. هذه الجزيرة ما زالت بحاجة إلى الكثير من العمل، ذلك أن هناك جزر أخرى تابعة يمكن تحويلها إلى مقاصد سياحية في حال جذب المستثمرين.
وقال يعقوب مقدم، محافظ مدينة شادکان، وخلال زيارة صحفيي وسائل الإعلام المحلية والأجنبية لهذه المدينة قبيل انطلاق الدورة الرابعة من مهرجان ميراث خوزستان الثقافي الدولي متعدد الوسائط، حين شرح القدرات السياحية الفريدة في شادکان، وتحدث أيضا عن وضع برامج واسعة لتطوير البنية التحتية وتحويل هذه المنطقة إلى واحدة من أهم وجهات السياحة في البلاد.
وقال مقدم: مدينة شادکان لديها إمكانيات واسعة في مجال السياحة. منها: المستنقع الدولي في شادکان، حقول القصب، النظام البيئي الخاص، والرحلات القصيرة بالقوارب إلى الجزر وسط المستنقع، كلها توفر جاذبية فريدة للسياح. ونحن بدورنا نستضيف العديد من السياح على مدار العام، وتبلغ هذه الزيارات ذروتها في أيام النوروز.
وبحسب قوله، زار أكثر من 113 ألف سائح مدينة شادکان خلال نوروز 2025، منهم حوالي ألفي سائح أجنبي من دول مثل النرويج، السودان، سلوفاكيا، والنمسا.
أفضل وقت لزيارة شادکان
وأشار محافظ شادکان إلى الظروف المناخية في المنطقة وشرح قائلاً: أفضل وقت لزيارة السياح للمدينة هو خلال أشهر الشتاء الباردة. نحن الآن في شهر ديسمبر، ونعيش أجواء ربيعية. في أشهر السنة الحارة، تجعل الحرارة والرطوبة العالية الظروف صعبة، ورغم ذلك، وفي تلك الأيام الحارة، يأتي الكثير من السياح لركوب القوارب في المستنقع.
تجربة مفضلة لدى السياح
واعتبر مقدم ركوب القوارب أهم تجربة للسياح، وأضاف: الرحلة القصيرة بالقارب إلى جزر المستنقع تجربة لا تُنسى لدى السياح. كانت تكلفة الذهاب والعودة إلى الجزيرة هذا العام حوالي 500 ألف تومان، وهو مبلغ لا يُعتبر كبيراً لعائلة مكونة من أربعة أو خمسة أشخاص. ومعظم القوارب هي قوارب صيد ومحلية، لكن لدينا خطة لإدخال قوارب سياحية ذات معايير متطورة أيضاً.
جزيرة «مدينة القصب»؛ مشروع قيد التطوير
وأعلن مقدم عن إنشاء جزيرة «مدينة القصب» بمشاركة القطاع الخاص، وقال: هذه الجزيرة لا تزال بحاجة إلى الكثير من العمل. هناك جزر أخرى أيضاً في المستنقع، يمكن تحويلها إلى مقاصد سياحية في حال جذب المستثمرين. المعوقات البيئية لا تسمح لنا بالبناء الثقيل، لكن باستخدام الألواح الشمسية والهياكل المحلية، تم توفير الإمكانيات الأساسية.
وقال: يشتهر أهالي شادكان بالضيافة، وكل مسافر غير محلي يتلقى عدة دعوات للإقامة في منازل الأهالي خلال أقل من عشر دقائق. لكن مع نمو السياحة، أصبح من الضروري توفير أماكن إقامة رسمية.
وأضاف: في مجلس التوظيف بالمحافظة، صادقنا على إنشاء فندق للضيوف. هناك عدة أماكن للإقامة البيئية قيد الإنشاء والتكميل في المدينة والقرى التابعة، وسيتم افتتاحها قريباً. وفي القسم المركزي أيضاً تم إنشاء أماكن سياحة بيئية توفر إمكانية المبيت الليلي.
من المستنقع إلى الخليج الفارسي
وأشار مقدم إلى الموقع الجغرافي المميز لمدينة شادكان وقال: تقع شادكان بين طريقين رئيسيين، أهواز–آبادان وآبادان–ماهشهر، وتتمتع بسهولة الوصول. بالإضافة إلى المستنقع، لدينا ٥٥ كيلومتراً من الحدود المائية مع الخليج الفارسي. رصيف الصيد والتجارة في الحقيقة نشط، وقد تم اتخاذ القرار ببناء رصيف سياحي على ساحل الخليج الفارسي وستبدأ العمليات التنفيذية قريباً، وبحسب قوله، مع اكتمال هذا المشروع، ستقدم شادكان السياحة المستنقعية، والسياحة الريفية، والسياحة الساحلية في آن واحد.
تسجيل قرية صراخية عالمياً
وأعلن محافظ شادكان عن التخطيط لتسجيل قرية صراخية عالمياً، حيث تُسجل هذه القرية كوجهة سياحية عالمية، وهو ما يُعد فخراً كبيراً للمحافظة. وتتمتع القرى العديدة الواقعة ضمن نطاق المنطقة الرطبة بإمكانات عالية نظراً لقربها من هذا المسطح المائي، ويعتمد سكان هذه القرى على القوارب لكسب رزقهم.
وأشار مقدم إلى إحدى أهم مشاكل المحافظة، مذكراً أن شادكان تعاني من نقص المياه العذبة رغم وقوعها بين نهرين كبيرين في البلاد. وقد أدى التوسع غير المنضبط في الزراعة في أعالي نهر مارون إلى تقليل حصة المياه المخصصة للمحافظة. وقد صُمم سد مارون لري خمسين ألف هكتار، لكن في العام الماضي تم زراعة أكثر من مئة وخمسين ألف هكتار في أعالي النهر، ما تسبب في مواجهة الإنتاج الزراعي في شادكان لمشاكل خطيرة.