|
الشرق الأوسط في 2026: تراجع الكيان الصهيوني وفشل فرض الوقائع
اعتبرت صحيفة «جمله» الإيرانية أن «وجه الشرق الأوسط في عام 2026» يتشكل في ظل عجز الكيان الصهيوني عن فرض رؤيته الخاصة، رغم الضجيج السياسي والإعلامي الذي يرافق تحركات قادته، وفي مقدمتهم بنيامين نتنياهو، الذي يتوجه إلى واشنطن محاولاً إنقاذ مشروعه الإقليمي عبر إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخطط لم تنضج شروطها الدولية ولا الإقليمية.
وأضافت الصحيفة: أن تل أبيب تحاول تسويق ما تسميه «النظم الجديد في الشرق الأوسط» باعتباره مساراً حتمياً، غير أن هذا المشروع يصطدم منذ بدايته بجملة عوائق كبرى، أبرزها تراجع شهية الولايات المتحدة للدخول في حروب طويلة، وتشابك المصالح الاقتصادية الأميركية مع دول الخليج الفارسي، إضافة إلى الانقسام الأوروبي والانشغال الغربي بالحرب في أوكرانيا.
ولفتت الصحيفة إلى أن إصرار رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو على تسريع فرض وقائع ميدانية جديدة يعكس حالة استعجال سياسي وأمني داخل الكيان الصهيوني، لا موقع قوة، خصوصاً بعد فشل الردع الذي كشفت عنه عملية «طوفان الأقصى»، وما تبعها من استنزاف عسكري وأمني غير مسبوق.
وأشارت الصحيفة إلى أن سلوك قادة الكيان الصهيوني يؤكد أن تل أبيب باتت تتصرف من موقع القلق، إذ لم تتردد في خرق التفاهمات، بما فيها وقف إطلاق النار في غزة الذي تمّ برعاية أميركية، وهو ما أدى إلى توتر واضح مع واشنطن وأثار اعتراضات داخل الإدارة الأميركية نفسها.
ونوهت الصحيفة إلى أن تصريحات وزير حرب الكيان الصهيوني حول استمرار العمليات في سوريا وغزة، ورفض الانسحاب من منطقة جبل الشيخ، والحديث عن خلع سلاح حماس وحزب الله، تعكس محاولة تعويض الفشل السياسي باندفاع عسكري، في وقت تتزايد فيه الشكوك داخل الأوساط الغربية بقدرة إسرائيل على تحقيق هذه الأهداف.
وذكرت الصحيفة أن الحديث عن مفاوضات أمنية سرّية بين حكومة أحمد الشرع في سوريا والكيان الصهيوني لا يعكس تفوقاً إسرائيلياً، بقدر ما يكشف عن سعي تل أبيب لتطويق أزماتها عبر ترتيبات هشة، تفتقر إلى ضمانات الاستدامة.
وأكدت الصحيفة أن الرهان الإسرائيلي على تفكيك محور المقاومة بالكامل يبدو بعيداً عن الواقع، في ظل إدراك طهران لطبيعة التهديدات، وهو ما عبّر عنه وزير الخارجية الإيراني “عباس عراقجي” بتأكيده الجاهزية الكاملة لأي اعتداء، ضمن استراتيجية ردع تهدف إلى منع الحرب لا الانجرار إليها.
واختتمت الصحيفة بالتشديد على أن وجه الشرق الأوسط في 2026 لن يُرسم وفق رغبات نتنياهو، بل وفق موازين قوى دولية وإقليمية معقدة، تُظهر الكيان الصهيوني في موقع الدفاع، وتكشف محدودية قدرته على فرض مشروعه، مهما ارتفعت حدة خطابه أو تسارعت تحركاته.
|
|
إيران في صدارة الطب النووي: الأدوية المشعة إنجاز علمي يتحدى الحصار
رأى الكاتب الإيراني أمير إسماعيلي أن الأدوية المشعة المنتجة في إيران تمثل إنجازاً علمياً بارزاً في مجال الطب النووي، وتعكس تقدماً نوعياً في توظيف التكنولوجيا النووية للأغراض التشخيصية والعلاجية، مؤكداً أن هذا القطاع تحول إلى إحدى ركائز القوة العلمية والطبية في البلاد رغم العقوبات والضغوط الدولية.
وأضاف الكاتب، في مقال له في صحيفة «آكاه»، أن الأدوية المشعة تعد من أكثر أدوات الطب النووي تطوراً، إذ تقوم على دمج نظائر إشعاعية مع مركبات دوائية محددة، ما يتيح تشخيصاً دقيقاً وعلاجا موجهاً يستهدف الخلايا المصابة مباشرة، ويقلل في الوقت نفسه من الأضرار التي تلحق بالأنسجة السليمة مقارنة بالعلاجات التقليدية مثل العلاج الكيميائي.
ولفت الكاتب إلى أن هذه المستحضرات تستخدم على نطاق واسع في تصوير الأعضاء والأنسجة وتشخيص الأمراض، إضافة إلى علاج العديد من الحالات، من بينها السرطانات المختلفة، واضطرابات الغدة الدرقية، والآلام العظمية الناتجة عن النقائل، وبعض الأمراض الالتهابية، مشيراً إلى أن هذا النهج العلاجي أسهم في إنقاذ حياة ملايين المرضى وخفض التكاليف العلاجية بشكل ملحوظ.
وأوضح الكاتب أن تطوير صناعة الأدوية المشعة في إيران بدأ منذ عقود، وتمكّن بفضل جهود منظمة الطاقة الذرية والشركات التابعة لها من التحول إلى نقطة قوة أساسية في البرنامج النووي السلمي، مستنداً إلى مفاعل طهران البحثي وعدد من المسرعات المتقدمة التي تشكل البنية التحتية الرئيسة لإنتاج هذه المستحضرات.
ونوه الكاتب إلى أن تخصيب اليورانيوم يمثل الحلقة الأولى في سلسلة إنتاج الأدوية المشعة، إذ إن تأمين المواد الإشعاعية الأولية من دونه غير ممكن، معتبراً أن تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال، رغم القيود الدولية، يعكس مستوى عالياً من الاستقلال العلمي والتقني.
وذكر الكاتب أن إيران تنتج حتى نهاية عام 2025 أكثر من 70 نوعاً من الأدوية المشعة بشكل مستمر، مقارنة بنحو 50 نوعاً في السنوات السابقة، إضافة إلى قرابة 20 نوعاً آخر في مراحل البحث والتجارب السريرية، ما يلبي احتياجات أكثر من 250 مركزا للطب النووي في مختلف أنحاء البلاد.
وأشار الكاتب إلى أن هذه القدرة الإنتاجية تتيح حقن أكثر من مليون جرعة دوائية مشعة سنوياً، وإجراء ملايين الفحوصات التشخيصية والعلاجية، مؤكداً أن إيران باتت ضمن الدول الثلاث الأولى عالمياً في إنتاج الأدوية المشعة، إلى جانب الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، مع منتجات تضاهي المعايير الدولية المعتمدة.
ولفت الكاتب إلى أن من أبرز هذه المنتجات مولد التكنسيوم-99m المستخدم في أكثر من 80 بالمئة من عمليات التصوير التشخيصي عالمياً، إضافة إلى مستحضرات علاجية مشعة مثل اليود-131 لعلاج أمراض وسرطان الغدة الدرقية، واللوتيتيوم-177 لعلاج سرطان البروستات والأورام العصبية الصماء، والساماريوم-153 والرينيوم-186 لتسكين الآلام العظمية الناتجة عن الانتشار السرطاني، والإيتريوم-90 لعلاج أورام الكبد.
وأكد الكاتب أن الإنجازات الإيرانية تشمل أيضاً ستحضرات تشخيصية مشعة متقدمة مثل الفلورين-18 والغاليوم-68، إضافة إلى مركبات حديثة تستخدم في تشخيص أكثر من 30 نوعاً من السرطان، معتبراً أن هذه التطورات تمثل إحدى أبرز مفاخر الطب النووي الإيراني.
واختتم الكاتب بالتأكيد على أن صناعة الأدوية المشعة تشكل نموذجاً واضحاً للاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية، مشيراً إلى أن إيران لم تكتف بتأمين احتياجاتها الداخلية، بل تحولت إلى مصدر لهذه المستحضرات إلى أكثر من 15 دولة، محققة عائدات اقتصادية مهمة، ومؤكداً أن مستقبل هذا القطاع، مع التركيز على أجيال جديدة وأكثر دقة من الأدوية المشعة، يبدو واعداً على المستويين الإقليمي والدولي.
|