وقال مصدر بالجيش السوداني إن “الجيش استعاد السيطرة على بلدة الدانكوج، شمال مدينة الأُبَيِّض عاصمة ولاية شمال كردفان، بعد معركة عنيفة مع مليشيا الدعم السريع التي اجتاحت البلدة فجر السبت”.
وكانت مليشيا الدعم السريع قد دخلت البلدة قبل أن تضطر للانسحاب صوب مدينة “بارا”، ثاني أكبر مدينة بالولاية.
وتقع بلدة الدانكوج الإستراتيجية بين مدينتي الأُبَيِّض الخاضعة لسيطرة الجيش وبارا الخاضعة لسيطرة الدعم السريع.
كما أعلن الجيش السوداني أنه قتل عشرات من أفراد الدعم السريع في قصف بالمسيرات أدى لتدمير 8 مركبات قتالية قرب بلدة “برنو”، في ولاية جنوب كردفان.
وأضاف الجيش السوداني أن عناصر الدعم السريع كانت تحتشد جنوب بلدة “برنو” للهجوم على الجيش في محطة “التقاطع”، القريبة من مدينة كادوقلي، عاصمة جنوب كردفان.
في الأثناء، أعلنت القوة المشتركة للحركات المسلحة في دارفور غربي السودان، عن تصديها لهجوم شنته مليشيا الدعم السريع على عدد من المناطق الشمالية بولاية شمال دارفور غربي البلاد.
وقالت القوة التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني في بيان، إن “مليشيا الدعم السريع تواصل التصعيد الإجرامي ضد المدنيين العزل في عدد من مناطق شمال دارفور، وعلى رأسها مناطق أبو قمرة ومحيطها، بهدف فرض واقع بالقوة عبر القتل والتهجير القسري وترويع المواطنين والنازحين الذين فرّوا من مدينة الفاشر (عاصمة ولاية شمال دارفور)”.
“جرائم عرقية”
وفي سياق متصل، اتهمت شبكة أطباء السودان مليشيا الدعم السريع بقتل أكثر من 200 شخص، بينهم أطفال ونساء، على أساس عرقي وإثني في منطقتي أمبرو وسربا بشمال دارفور.
وأفادت بأن استمرار هذه الانتهاكات سيدفع بالآلاف من المدنيين نحو تشاد في أكبر عملية لجوء ستشهدها هذه المناطق، مشددة على أن “الصمت الدولي والتقاعس عن اتخاذ إجراءات رادعة يمثلان مشاركة غير مباشرة في هذه المآسي الإنسانية”.
وطالبت شبكة أطباء السودان بـ” وقف فوري للهجمات لوقف عمليات النزوح التي بدأت بهذه المناطق جراء عمليات القتل الجماعي”، داعية إلى “وصول إنساني آمن وغير مقيد للمساعدات الطبية والإغاثية، مع تقديم دعم عاجل للنازحين واللاجئين”.
وفي التداعيات الإنسانية للمعارك، قالت “منظمة الصحة العالمية” إن أكثر من 21 مليون شخص في السودان يعانون من مستوياتٍ عالية من سوء التغذية الحاد وانعدام الأمن الغذائي.
وأوضح ممثل المنظمة في السودان أن المنظمة تُقدّر أن 800 ألف طفل عانوا من سوء التغذية الحاد خلال عام 2025.