رحل السينمائي الإيراني البارز بهرام بيضائي عن عمر ناهز 87 عاماً، في يوم ميلاده، تاركاً وراءه إرثاً فنياً وثقافياً لا يُنسى. وُلد بيضائي في ديسمبر 1938 م، وكان كاتباً ومخرجاً للأفلام والمسرحيات، كما عمل في مجالات أخرى مثل إعداد وتحرير الأفلام، الشعر، كتابة المقالات، ترجمة عدد من المسرحيات، البحث التاريخي والأدبي، والتدريس الجامعي.
دور بارز في توسيع نطاق السرد الإيراني
قال وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي سيد عباس صالحي في رسالته: إن وفاة الأستاذ بهرام بيضائي، الكاتب المسرحي والباحث وكاتب السيناريو، أثارت الأسى. فقد كان خلال سنوات طويلة من نشاطه الفني، يبدع أعمالاًمسرحية وسينمائية، مع إهتمامه العميق بالجذور الثقافية والأسطورية، مما منحه دوراً بارزاً في توسيع نطاق السرد الإيراني.
وأكد صالحي في رسالته على أن إهتمام الراحل بيضائي بالبحث وتطوير المعرفة المسرحية، إلى جانب دوره المؤثر في تربية جيل جديد، شكّل جزءاً من الإرث الثقافي لهذا الفنان الكبير. وستظل أعماله وبحوثه وكتاباته، من المؤلفات إلى المسرحيات والأفلام، حاضرة في ذاكرة الفن الإيراني وخالدة.
وأضاف: أقدم عزائي إلى أسرته الكريمة، وطلابه، والفنانين، ومحبي الفنون المسرحية والسينما، وأسأل الله تعالى أن يتغمد الفقيد برحمته ومغفرته، وأن يمنح ذويه الصبر والسلوان.
سيرته
يُعد بيضائي من أبرز المخرجين أصحاب الأسلوب الخاص، ومن كبار المفكرين والكتّاب في المسرح والأدب الفارسي الحديث. تُرجمت بعض مسرحياته إلى لغات مختلفة، وطُبعت وعُرضت في آسيا وأوروبا وأمريكا وأستراليا. وتشكل عشرة أفلام طويلة وأربعة أفلام قصيرة وما يقارب سبعين كتاباً وأربع عشرة مسرحية منذ عام 1962 م، القسم الأكبر من مسيرته الفنية. ويعتبر كثير من النقاد أن مسرحيته وفيلمه “موت يزدكرد” هو عمله الأبرز، كما كتب وأخرج مسرحيات عديدة.
رسائل تعزية
في أعقاب وفاة بهرام بيضائي، الكاتب والمخرج البارز في السينما والمسرح الإيراني، عبّر عدد من الفنانين والسينمائيين عن حزنهم العميق، حيث نشروا كلمات مؤثرة ورسائل تعزية، مؤكدين أن هذه الخسارة تمثل ضربة موجعة لعالم الفن والثقافة.
كما قدّمت بيت السينما والنقابات والمديرون الثقافيون رسائل تعزية، جاء فيها: إن السينما الإيرانية، وببالغ الأسف، تنعى رحيل الأستاذ الخالد وغير القابل للتكرار بهرام بيضائي، وتقدم التعازي إلى أسرته، وخاصة زوجته الفنانة مژده شمسائي، وإلى محبي الثقافة والفن في إيران. بلا شك، فإن أعماله في مختلف مجالات الفنون المسرحية وكتاباته، صفحة ذهبية في ثقافة بلدنا الغنية، ولن تُمحى من الذاكرة. سيبقى اسمه خالداً في عالم الفن، لأنه هو نفسه أراد للثقافة الإيرانية أن تبقى خالدة ومستمرة.