وتم استلام أول إشارة من القمر الصناعي عبر هوائي المحطة الأرضية بعد وقت قصير من إطلاقه إلى مدار الأرض، حيث أفادت الإشارات الواردة عند الساعة 21:27 بسلامة قمر «كوثر» الصناعي.
وتُظهر البيانات المستقبلة من قمر «كوثر» الصناعي أن حالة البطاريات مستقرة وجيدة، كما تم التأكد من فتح جميع الهوائيات الستة القابلة للنشر بنجاح. وقد بدأت عملية تحليل البيانات الواردة، على أن تستمر خلال الأيام المقبلة، وذلك بهدف التحقق الشامل والدقيق من الحالة الفنية وسلامة قمر «كوثر».
رمز لتقدّم صناعة الفضاء في البلاد
واعتبر وزير الاتصالات أن الإطلاق المتزامن لثلاثة أقمار صناعية محلية هي «بايا» و«ظفر‑2» والنسخة المطوّرة من «كوثر»، يمثّل رمزاً لتقدّم صناعة الفضاء في البلاد، مؤكداً أن «الأمل والمعرفة والجرأة الإيرانية قد وُضعت في مدار الأرض»، قائلاً: إن صناعة الفضاء تُعدّ محركاً أساسياً للإدارة الذكية للأرض وللتنمية العادلة في مجال الاتصالات، مؤكداً أن إرسال الأقمار الصناعية إلى الفضاء يمثّل رمزاً للأمل والمعرفة والجرأة الإيرانية التي وجدت اليوم مكانها في مدار الأرض.
وقال هاشمي: إن صناعة الفضاء تُعدّ صناعةً استراتيجية وضرورة لا غنى عنها لتحقيق الحوكمة الذكية، وإدارة الموارد الوطنية، والتنمية المتوازنة في قطاع الاتصالات. وأضاف: إن حضور النخب والناشطين في صناعة الفضاء خلال هذا الحدث يُشكّل مصدر فخر واعتزاز، مؤكداً إن «الإنجازات التي تحققت اليوم هي ثمرة سنوات طويلة من الجهود المتواصلة والسهر والعمل الدؤوب، واستناداً إلى رصيد تاريخي راسخ في صناعة الفضاء الوطنية، وهي إنجازات لا تقتصر على يوم واحد، بل سيستمر مسارها بقوة وثبات».
استخدام قدرات الأقمار الصناعية لإقامة الاتصالات في المناطق الوعرة
وقال وزير الاتصالات: إن إحدى المهام المحورية لوزارة الاتصالات تتمثل في توفير البنى التحتية للاتصالات لخدمة القرى والمناطق النائية والوعرة في مختلف أنحاء البلاد. وأضاف: إننا شهدنا لحظة تاريخية، إذ شكّل إطلاق ثلاثة أقمار صناعية إلى مدار الأرض خطوة كبيرة على طريق تطوير صناعة الفضاء الوطنية. وأكد أن هذا الإنجاز يحمل بشائر تطورات نوعية في المستقبل، من شأنها أن تُحدث تأثيراً ملموساً، لاسيما في مجالات الزراعة، وتحسين البنى التحتية للاتصالات، وتوظيف التقنيات الحديثة داخل البلاد.
وقال هاشمي: إن أحد المحاور الاستراتيجية لوزارة الاتصالات يتمثّل في تعزيز صناعة الفضاء وتطوير الأقمار الصناعية الاتصالية. وأضاف: كما تعلمون، تم في وقت سابق إطلاق قمر ناهيد–2 الصناعي، ويأتي ضمن جدول أعمالنا في المرحلة المقبلة العمل على إطلاق قمر ناهيد–3 الصناعي إلى جانب أقمار صناعية أخرى تمتلك قدرات استشعارية واتصالية عالية الدقة والجودة. وأعرب عن أمله في أن يتم إرسال هذه الأقمار الصناعية إلى المدار خلال الأعوام القادمة، بما يسهم في الارتقاء بالبنية الفضائية والاتصالية للبلاد.
وأشار وزير الاتصالات إلى الأهمية البالغة لهذه المشاريع بالنسبة لإيران، مؤكداً أن إحدى المهام الخاصة والمحورية لوزارة الاتصالات تتمثّل في إيجاد منصّات وبُنى اتصالية فاعلة لخدمة القرى والمناطق النائية والوعرة في مختلف أنحاء البلاد. وأوضح: أنه نظراً لافتقار هذه المناطق إلى خدمات اتصالات مناسبة، فإن الاستفادة من قدرات وخدمات الأقمار الصناعية من شأنها أن تُحدث تحولات جوهرية في هذا المجال، وتسهم في سدّ الفجوة الاتصالية وتعزيز العدالة في الوصول إلى الخدمات الرقمية.
وشدّد هاشمي على أنه «في الحكومة الرابعة عشرة، ينصب تركيزنا على توظيف الطاقات والإمكانات المتاحة في صناعة الفضاء والاستفادة منها في بناء بنى تحتية اتصالية تشمل جميع مناطق البلاد». وأكد أن القرى والمناطق النائية على وجه الخصوص يمكن أن تستفيد من الخدمات الفضائية والاتصالات عبر الأقمار الصناعية بوصفها حلاً عملياً وفعالاً يسهم في دفع مسار التنمية والتقدم الشامل في البلاد. وأضاف: أن وزارة الاتصالات تؤدي دوراً مؤثراً في هذا المجال، وفي إطار تعزيز صناعة الفضاء، تم وضع أقمار صناعية مثل «بايا» و«ظفر» و«كوثر» في متناول العاملين والناشطين في هذا القطاع.
وأكد وزير الاتصالات قائلاً: نحن على الدوام مستعدون لتوفير هذه المنصات والبنى بصورة عادلة أمام جميع الفاعلين في صناعة الفضاء الوطنية، كما نولي اهتماماً خاصاً بدعم الشباب والقطاع الخاص وتشجيعهم على العمل والنشاط في هذا المجال.
يذكر أن إيران أطلقت الأقمار الصناعية المحلية الثلاثة «بایا» و«ظفر 2» والنموذج الثاني لـ«كوثر» إلى الفضاء باستخدام حاملة الأقمار الصناعية «سويوز» من قاعدة «فوستوتشني» الفضائية الروسية؛ وهي مهمة نُفذت في إطار برنامج تطوير التطبيقات الفضائية لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وبهدف تعزيز خدمات الاستشعار عن بُعد وتطوير التطبيقات القائمة على البيانات.