وأعلن محمد أحمدي، في لقائه مع عمار سلمان جابر، عن استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لنقل المعرفة الفنية والتكنولوجية، والاستفادة من إمكانيات مركز الابتكار البريدي الإيراني بهدف تمكين البريد العراقي. وقد عقد هذا اللقاء بالتزامن مع زيارة الوفد العراقي لمركز الفرز والمبادلات البريدية في بلادنا، حيث أكد أحمدي على الجذور الثقافية والدينية والتاريخية المشتركة بين الشعبين، وقال: يمكن تحديد وتفعيل مجالات تعاون مشتركة بين البريد الإيراني والبريد العراقي في ثلاثة ميادين محددة.
وأشار أحمدي إلى التجربة والإمكانيات التطويرية التي يتمتع بها البريد الإيراني في مجال التجارة الإلكترونية، مضيفًا: من خلال تدشين التجارة الإلكترونية عابرة الحدود، يمكن افتتاح فصل تعاوني جديد مشترك يهدف إلى تلبية احتياجات شعبي البلدين، لاسيما في مجال السلع والمنتجات الصغيرة الحجم المنتجة محليًا.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة البريد الوطني على التقدمات الحاصلة في المجالين العتادي والبرمجي في إطار تذكية عمليات البريد، ولاسيما استخدام الروبوتات المفرزة والأنظمة الذكية للفرز، مضيفًا: إن العقوبات الجائرة المفروضة على إيران، إلى جانب القيود المصاحبة لها، قد شكلت أرضية خصبة لنمو الإبداع والابتكار في الشركات القائمة على المعرفة، وقد قدمت هذه الشركات مساهمات جليلة في العديد من المجالات، بما في ذلك تطوير التكنولوجيات اللازمة لشبكة البريد الوطنية.
وبحسب قوله، يوجد حاليًا نحو مائة شركة قائمة على المعرفة محلية تابعة لمركز الابتكار التابع لشركة البريد الوطني، تقوم بتقديم مخططات ومشاريع إبداعية ومبتكرة تحل جزءًا كبيرًا من المشكلات التشغيلية لهذه الشبكة.
وأشار أحمدي إلى المشروع الوطني «جينف» وتخصيص رمز بريدي لكل وحدة مكانية، قائلاً: نظرًا إلى أن إنشاء الهوية المكانية يشكل الأساس لحوكمة البيانات القائمة على المعطيات، فإننا على استعداد تام لوضع معارفنا وتجاربنا في هذا المجال تحت تصرف البريد العراقي.
تطوير التعاون مع إيران
من جانبه، أعرب القائم بأعمال سفارة العراق في إيران عن سروره بالنهج الإيجابي والإرادة المشتركة لدى مسؤولي البريد في البلدين نحو تطوير التعاون، وقال: إن إيران تتمتع بإمكانيات ملحوظة في مجال نقل المعرفة والتكنولوجيات الاتصالية، ولاسيما الخدمات والمعرفة الفنية البريدية.
وأكد عمار سلمان جابر على ضرورة تشكيل فريق عمل فني مشترك في أسرع وقت ممكن، مضيفًا: أن الانتقال إلى مرحلة تنفيذ التفاهمات الموقعة عمليًا، خاصة إطلاق البريد البري بين البلدين، يُعدّ من أهم الإجراءات الضرورية وأكثرها إلحاحًا في سبيل تطوير التعاون البريدي.
كما رحب عمار سلمان جابر بإنشاء منصات للتجارة الإلكترونية بهدف تلبية احتياجات شعبي البلدين، معبرًا عن أمله في أن نشهد، من خلال صياغة خارطة طريق للتعاون المشترك، وإطلاق ممثلية للبريد الإيراني في العراق، والاستفادة من منصات المتاجر الإلكترونية، تطويرًا وارتقاءً بخدمات البريد العراقي.
