بإنتاجها 72 دواءً مشعاً متقدّماً

إيران تحتل المرتبة الثالثة عالمياً في إنتاج الأدوية المشعة

الوفاق: صرّح عضو هيئة التدريس في جامعة الشهيد بهشتي، أن إيران بفضل إنتاجها المحلي لـ72 دواءً مشعاً متقدماً، احتلت المرتبة الثالثة بين أبرز المنتجين العالميين، وتعالج سنوياً أكثر من 1.5 مليون مريض سرطاني.

وبلغت إحصائيات إنتاج الأدوية المشعة في إيران 72 صنفاً، مما وضع البلاد ضمن قائمة أفضل 10 منتجين للأدوية المشعة في العالم. وإن دوائين مشعين جديدين يتم إنتاجهما محلياً في البلاد قادرين على علاج نحو 30 نوعاً من السرطان، ويخضع سنوياً قرابة مليون ونصف المليون مريض في إيران للتشخيص والعلاج باستخدام هذه الأدوية المشعة.

 

ووفقاً لمحمدعلي قدسي راد، اختصاصي الطب النووي وعضو هيئة التدريس في جامعة الشهيد بهشتي للعلوم الطبية، فإن استخدام هذه الأدوية المشعة قد سرّع عملية تشخيص وعلاج المرضى السرطانيين في مستشفى شهداء تجريش، وزاد من فعالية العلاجات بشكل ملحوظ.

 

وأشار قدسي راد إلى حداثة نسبية جزء كبير من الأدوية المشعة المنتجة محلياً، وقال: إن العديد من الأدوية المشعة المتوفرة لدينا حالياً يقل عمر إنتاجها عن سنتين، ومن أبرزها يمكن الإشارة إلى «غاليوم فابي» و«لوتيشيوم»، اللذين تم تقييمهما في تشخيص أنواع السرطان المختلفة، خاصة سرطان الثدي، وحققا نتائج مذهلة للغاية. وأضاف: يستطيع غاليوم فابي تحديد الأورام الأولية وجميع الآفات النقيلية للعديد من الأورام الصلبة بدقة عالية؛ وهي قدرة تلعب دوراً هاماً في التشخيص المبكر للسرطان وزيادة فرص نجاح العلاج. وفي مستشفى شهداء تجريش أيضاً، تم تسجيل حالات عديدة من التشخيص المبكر والعلاج الناجح باستخدام هذا الدواء.

 

كما ذكر قدسي راد «مرهم رينيوم ١٨٦» كأحد الأدوية المشعة الفعالة الأخرى المنتجة محلياً، وأضاف: هذا الدواء، الذي يُستخدم في علاج سرطانات الجلد، أصبح متاحاً منذ العام الماضي، وحقق نتائج علاجية مرضية للغاية.

 

وأشار عضو هيئة التدريس في جامعة الشهيد بهشتي إلى الدور المتزايد للطب النووي في علاج السرطانات على المستوى العالمي، وقال: إن حصة الطب النووي في علاج السرطانات تتزايد باستمرار، وهذا المجال يُعد الآن ضمن الصناعات الثلاث الرائدة في الطب عالمياً. حالياً، يتم إجراء نحو ١٥ بالمئة من علاجات السرطان باستخدام الأدوية المشعة، وتُشير التوقعات إلى أن هذه الحصة سترتفع في المستقبل القريب إلى ٣٠ إلى ٤٠ بالمئة.

 

وأكد قدسي راد على تلبية احتياجات المرضى بالكامل، وقال: إن جميع هذه الأدوية المشعة تُنتج داخل البلاد بأسعار مناسبة جداً وتُوضع تحت تصرف المرضى، وحالياً لا يُحرم أي مريض من الخدمات التشخيصية والعلاجية بسبب نقص أو عدم توفر الأدوية المشعة. كما لا توجد قوائم انتظار طويلة الأمد للاستفادة من هذه الخدمات.

 

وأوضح بشأن مكانة إيران في إنتاج الأدوية المشعة: إن جزءاً من النظائر المشعة المستخدمة مستورد، لكن الجزء الدوائي والسريري لهذه المنتجات، الذي يُعد أهم وأعقد مرحلة في الإنتاج، يتم بالكامل على يد المتخصصين المحليين. إيران حالياً رائدة في إنتاج الأدوية المشعة في المنطقة، وتحتل مكانة ضمن أفضل ١٠ دول على المستوى العالمي.

 

وأعلن قدسي راد عن دخول البلاد مرحلة إنتاج الجيل الجديد من الأدوية المشعة، وأضاف: سيبدأ قريباً إنتاج الأدوية المشعة الألفا-ذات النشاط في البلاد؛ وهي أدوية تستخدم إشعاع ألفا بدلاً من إشعاع بيتا، وتمتلك قدرة تدميرية أعلى بكثير. وتُعرف هذه الأدوية المشعة في العالم بأنها ثورة علاجية في مجال السرطان، وعلى الرغم من أنها باهظة الثمن للغاية، إلا أنها حالياً في مرحلة التجارب في بلادنا.

 

وفي جزء آخر من حديثه، أشار عضو هيئة التدريس في جامعة الشهيد بهشتي إلى انخفاض تكاليف علاج السرطان بشكل ملحوظ بفضل استخدام الأدوية المشعة المحلية، وقال: إن إجراء مسح قياسي للسرطان في الخارج باستخدام هذه الأدوية يكلف بين ٧٠٠ وألف دولار، وهو مبلغ مرتفع جداً بسعر الصرف الحالي، في حين يُقدم الخدمة نفسها داخل البلاد بحوالي ٢٠ مليون تومان؛ وهو فرق يلعب دوراً حاسماً في زيادة إمكانية وصول المرضى إلى الخدمات العلاجية.

 

المصدر: الوفاق

الاخبار ذات الصلة