برسالة مدوّية، ردّ أكثر من 10 ملايين إيراني على امتداد أكثر من 900 مدينة وأجزاء في البلاد، يوم الجمعة، على الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن ومن يتوهم من إدارته والدولة العميقة في بلاده بل والمعسكر الغربي بأسره، بالقدرة والإمكانية على اسقاط النظام الإسلامي. وذلك خلال اليوم الوطني لمقارعة الإستكبار العالمي، الذي أحياه الإيرانيون في ذكرى مرور 43 عاما، على اقتحام مقر السفارة الأميركية في طهران واحتجاز موظفيها رهائن.
وفي طهران ردد أهاليها الذين تجمعوا أمام مقر السفارة السابق، الذي يطلق عليه اليوم وصف “وكر التجسس”، هتافات مثل “الموت لاميركا” و “الموت لإسرائيل” و “الموت للمنافق” و “هيهات منا الذلّة” و”استقلال، حرية، جمهورية إسلامية”، معبّرين عن غضبهم تجاه سياسات المعسكر الغربي، التي زادت من وتيرتها خلال الأيام السابقة، في دعم أعمال الشغب والتخريب والتعدّي على المدنيين ورجال الدين والعسكريين ورجال الشرطة.
وكان لافتاً، المشاركة الكبيرة لقوات الشرطة والاحتفاء الشعبي الكبير بهم وبقادتهم، كما جرى تغطية الحدث من قبل أكثر من 3500 صحفي ومصور، 110 منهم أجنبي.
السيد رئيسي: قوة إيران ليست بالصواريخ بل بالناس
وقد شارك في المراسم أيضاً، رئيس الجمهورية الإسلامية السيد إبراهيم رئيسي، الذي قال في خطاب له في المراسم: “إيران قد تحررت منذ 43 عاماً، وأميركا تلعب الدور الرئيسي في الحروب وأراقة الدماء”، مبدياً استهجانه من الأمريكيين: “هل نتوقف بعد تهديداتكم وحظركم؟ إنكم تسعون إلى إبطاء وتيرة التطور في إيران، والولايات المتحدة تعلم أن إيران في حال التقدم، ولهذا تسعى لعزل إيران عن المجتمع الدولي، لكنهم فشلوا في كل خططهم ضد بلدنا”. مذكّراً بجهود الشهيد الفريق قاسم سليماني واستشهاده ومظلوميته، مشدداً على أن ظنّ أمريكا وأعداء إيران الإسلامية قد خاب، وفشلت مؤامراتهم وذهبت مخططاتهم هباءً منثوراً، بحيث أصبح الحاج قاسم سليماني رمزاً لمحاربة الإرهاب في العالم. مضيفاً بأنه “فليعلم الجميع أن العدو اليوم استهدف وحدتنا وتماسكنا وتقدمنا وأملنا والاقتدار في إيران الإسلامية”. محذراً “كل من يتخذ خطوات في مجال اعمال الشغب في البلاد وجعلها غير آمنة، حتى لو كان أصغر عنصر في هذا المسار، عليه أن يعلم أنه يسير في اتجاه أعداء الثورة الإسلامية”.
من جانب آخر أكد السيد رئيسي أن قوة إيران ليست بالصواريخ والصناعات الدفاعية فحسب، بل إن قوتها تكمن في “حضور الملايين من الناس في مراسم اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي في جميع أنحاء البلاد الإسلامية”. مبيناً بأن الأمريكيين اعتقدوا بأن ما طبقوه في دول مثل سوريا وليبيا وبعض الدول والمناطق الأخرى، يمكن تنفيذه في إيران أيضاً، لكنهم أخطأوا في حساباتهم. مشيراً إلى ضرورة الكشف عن المخططات الفتنوية الأميركية عبر جهاد التبيين، لأن “الإستكبار يريد البلاد أن تكون أبقاراً لحلبها، ولكن الشعب الإيراني لن يخضع للغرب وسيبقى صامداً أمام المخططات والمؤامرات”.