خسارة نتنياهو الصراع الداخلي ستزج به في السجن على خلفية ملفات الفساد، والحكومة الحالية جانحة إلى أكثر القرارات تطرفاً، بل تسير بقرارات إقصاء وإلغاء وحرب ضد المسجد الأقصى لأسباب سياسية و”تلمودية”.
ليس هناك قرار دولي من شأنه أن يكف عبث الإسرائيليين مع أهل فلسطين وحيال رمز من رموز المسلمين في العالم، ففيتو الولايات المتحدة الأميركية حاضر، لو لأنها غير متوافقة مع نتنياهو “وقلقة على الانقسام الإسرائيلي الداخلي”. ووسط ما يجري، اقتضى الدفاع عن الأقصى بأجراس إنذار انطلقت من لبنان وسوريا والداخل الفلسطيني، وكادت تنجح من سيناء، لو لم يعثر الجيش المصري على الصواريخ.
الرسالة من لبنان كانت مغامرة. لا ينفي ذلك أصحاب الشأن، فالضربة كانت كبيرة في عدد الصواريخ، وفي الأهداف، بل موجعة، وربما كانت ستؤدي أيضاً إلى مغامرة إسرائيلية بجولة حرب سريعة لا تُعرف عقباها.
بالطبع، لا يبدو ذلك، فالسباق مع الرهان على المأزق الإسرائيلي الداخلي فاز بلعبة حظ! هل كان لبنان ليتحمل حرباً في ظل الانهيار الاقتصادي الحاصل والانقسام المعهود حول المقاومة وفراغ المؤسسات؟ لا شك في أن أرضية الكل غير حاضرة بعيداً من الإمكانيات العسكرية الجاهزة.
استبعدت “إسرائيل” الرد الذي يتطلب من حزب الله الرد عليه، وذهبت إلى سوريا، عبر استهداف الجيش السوري، وهي من المرات القليلة التي يحدث فيها ذلك. رسائل الأيام الماضية لم تفتح الحرب بين لبنان و”إسرائيل”، لكنها لن تنتهي عند هذه النقطة.
من الواضح أن غرفة العمليات المشتركة بين الفصائل الفلسطينية، على رأسها حركة حماس وحزب الله، بدأت بمرحلة جديدة من التنسيق والتنظيم، من خلال البيانات التي تتضمن المفردات ذاتها، ومن خلال عدم تبني أي جهة إطلاق الصواريخ والاستعراضات.
هي مرحلة جديدة في التكاتف الفلسطيني الفلسطيني ومرحلة جديدة في التنسيق المتكامل مع حزب الله من دون أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء، فلا “فتح لاند” عائدة، وهي التي تكاد تكون خارج الصراع مع “إسرائيل”، ولا الكفاح المسلح له مكانه في شوارع لبنان، ما دام حزب الله يدير عقارب تلك الساعة.