أمريكا تواصل سعيها الفاشل للترهيب من ايران

2023-05-16

في إستعراض هوليودي جديد كان متوقعاً من أزلام بايدن في البيت الأبيض، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي مؤخراً أن الدفاع الأمريكية تتخذ سلسلة من الإجراءات لتعزيز وضعنا الدفاعي في الخليج الفارسي. وادعى “كيربي” أن امريكا شهدت تهديدات وهجمات متكررة من جانب إيران ضد السفن التجارية. كما أعلن الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية المتمركز في البحرين أن البنتاغون يخطط لزيادة عدد السفن والطائرات التي تقوم بدوريات في مضيق هرمز، وذلك في مسوّغ على مايبدو لإتخاذ إجراءات عدائية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

*مزاعم لا صحّة لها

يدعي الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية أن هدف واشنطن من هذا القرار هو منع استيلاء إيران على المزيد من السفن. بالتزامن قال “براد كوبر” القائد المركزي للقوات البحرية الأمريكية: “يجب وقف تصرفات إيران غير المسؤولة وغير القانونية وغير المبررة في مضايقة السفن التجارية”. تلتزم الوحدة البحرية الخامسة وشركاؤنا بحماية الحقوق البحرية. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين في لقاء مع نظيره الكويتي: “تدخل إيران في السفن التجارية مخالف للقوانين الدولية، ويخل بأمن واستقرار المنطقة”. بالتزامن مع هذه الفضائح الإعلامية ضد القوات البحرية الإيرانية في الخليج الفارسي، زعمت الولايات المتحدة ضبط بارجة محملة بالمخدرات نسبتها وسائل إعلام أجنبية إلى إيران بحسب مزاعمهم!

ويأتي هذا التصعيد الترهيبي ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الوقت الذي تخيّم فيه أجواء إيجابية على المنطقة لا سيما في ظلّ عودة العلاقات بين ايران والسعودية وتسارع وتيرة عودة العلاقات بين الجمهورية الإسلامية وبعض الدول العربية.

*أمن الملاحة البحرية

في السياق قال المتحدث باسم الخارجية: “إن الادارة الأمريكية تعمل من خلال اللجوء إلى الإجراءات التي تخالف قوانين البحار، وتوقيف بعض شحنات النفط الإيراني ومصادرتها، على تهديد أمن الملاحة والتجارة الرسمية والدولية وتوجه بكل وقاحة الاتهام الى إيران”. وتابع كنعاني ردّاً على تصريحات “جون كيربي”: ان المزاعم والاتهامات المتكررة للسلطات الأمريكية ضد إيران فيما يتعلق بسلامة الملاحة في الخليج الفارسي ومضيق هرمز مرفوضة ولا أساس لها. وأشار إلى أن إيران هي الدولة الأكثر فاعلية في توفير الأمن البحري في الخليج الفارسي والمياه الإقليمية والدولية، وقال : لقد ضمنت الجمهورية الإسلامية الايرانية دائمًا المرور الآمن للسفن عبر مضيق هرمز.

*أسباب واضحة

ورداً على هذه الادعاءات التي لا أساس لها ، اعتبر كنعاني الإجراءات الأخيرة التي تم اتخاذها بشأن السفينتين المحتجزتين بانها بسبب انتهاك هاتين السفينتين، واستناداً إلى أحكام قضائية وبهدف التصدي للسلوكيات والأفعال التي تنتهك المقررات البحرية الدولية.

وكانت قد ضبطت البحرية التابعة لحرس الثورة الإسلامية ناقلة نفط في مياه مضيق هرمز في 3 مايو. كما نشرت القيادة المركزية الاميركية مقطع فيديو لحظة توقيف ناقلة النفط هذه وأعلنت اسمها “نيوفي” وكانت تبحر تحت علم بنما عبر مضيق هرمز. وفي الثامن والعشرين من مايو، احتجزت البحرية التابعة للجيش ناقلة نفط أجنبية منتهكة في بحر عمان. ووفقًا لإعلان جيش الجمهورية الإسلامية الايرانية، اصطدمت ناقلة النفط المخالفة التي ترفع علم جزر مارشال بسفينة إيرانية في مياه الخليج الفارسي، مما أدى إلى فقدان شخصين وإصابة العديد من أفراد الطاقم الآخرين.

*مُبرّرات واهية

وتعتبر الجمهورية الإسلامية أن الاتهامات المناهضة في هذا السياق أثيرت في الوقت الذي تعمل فيه أمريكا ولعقود طويلة ومن خلال سياساتها التدخلية والمدمرة على خلق وتكريس حالة عدم الاستقرار وانعدام الأمن في منطقة الخليج الفارسي وان توجيه الاتهامات الجديدة لإيران هي تأتي كذريعة وبهدف تبرير استمرار أو زيادة الوجود التدخلي في المنطقة. وقال كنعاني: خلافا لتصريحات المسؤول الأمريكي فإن الادارة الأمريكية، تعمل من خلال اللجوء إلى الأجراءات التي تخالف قوانين البحار وتوقيف بعض شحنات النفط الإيراني ومصادرتها، على تهديد أمن الملاحة والتجارة الرسمية والدولية وتوجه بكل وقاحة الاتهام الى إيران”. كما ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية: الجمهورية الإسلامية لديها أوسع حدود وأكبر قدر من المصالح والمسؤولية في الحفاظ على الأمن وتوفيره في الخليج الفارسي ومضيق هرمز ، وان وجود القوات الأمريكية وأعمالها المزعزعة للاستقرار تزيد من مسؤولية إيران في ضمان أمن المنطقة ومضيق هرمز في التصدي للمخالفين ومنتهكي القانون.

تحاول واشنطن في إطار عرض هوليودي إستعراض قوتها وهيمنتها في الخليج الفارسي بذريعة الترهيب من ايران، بينما وفقًا للقوانين الدولية ، يحق للجمهورية الاسلامية الدفاع بشكل شرعي عن أمنها ومصالحها في المياه الإقليمية، في حين تصر أمريكا على تسمية هذه المناطق بـ “المياه الحرة” ، وهو ما يتعارض مع القوانين الدولية في مجال الشؤون البحرية.

تعتبر إيران بصفتها دولة تمتلك جزءًا مهمًا من مياه الخليج الفارسي حتى بحر عمان وفقًا للقوانين الدولية، نفسها ملزمة بتنفيذ القوانين الخاصة بالمرور غير الآمن للسفن عبر هذه الممرات المائية بناءً على نفس القوانين . إن تطور العلاقات الإيرانية السعودية، والاتفاقيات الأمنية الإيرانية مع الإمارات والعراق، والاتفاقيات العسكرية والأمنية بين طهران ومسقط، إلى جانب نهج جامعة الدول العربية لإحياء العلاقات مع سوريا كحليف استراتيجي لإيران، دليل واضح على ما ذكرناه سالفاً. على هذا النحو يمكن النظر إلى ادعاءات الأمريكيين المعادية لإيران على أنها تكرار لنفس السلوكيات والمواقف غير المبدئية، والتي تهدف إلى التستر على إضعاف مكانة أمريكا على الساحة الدولية وتكثيف المطالبة بطرد أمريكا من غرب آسيا.

*الحظر يتعارض مع القانون الدولي

الى ذلك، وردّاً على الحظر الأمريكي الأخير على ايران، قال مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية “رضا نجفي”: ان الحظر يتعارض مع القانون الدولي ومعاهدة الحد من الاسلحة الكيمياوية. “نجفي”، قال ذلك خلال المؤتمر الدولي الاعلى، حول “اعادة النظر في معاهدة الحد من الاسلحة الكيمياوية”، الذي عقد لجولته الخامسة في لاهاي الاثنين. واضاف: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية، باعتبارها اكبر ضحية للسلاح الكيمياوي في العصر الحاضر، تعتبر ان اي حظر يُفرض على الاعضاء المستقلين لهذه المنظمة من قبل الاعضاء الاخرين، نقضا للقانون الدولي ومعاهدة الحد من الاسلحة الكيمياوية. واشار الدبلوماسي الايراني رفيع المستوى، في تصريحه خلال الاجتماع، الى طبيعة الحظر غير القانوني واللا انساني.