تعد طمرة من أقدم القرى والبلدات في منطقة الجليل فقد ظهر اسمها في الوثائق التاريخية التي تعود إلى العهد الكنعاني في “رسائل تل العمارنة” حيث ذكرت كبلدة من الجليل أقبل الناس على الاستيطان بها لقربها الجغرافي من الطريق التجاري الساحلي والمراكز المدنية مثل عكا.
وحسب معطيات ما يسمى اللجنة المركزية الإسرائيلية للإحصائيات، والمثبت لنهاية عام 2015 فقد بلغ عدد سكان المدينة 32,500 نسمة، 99.9% من سكانها من المسلمين.
وكانت طمرة قرية حتى عام 1995 عندما انتزع أهلها لقب مدينة.سميت بهذا الاسم لكثرة أشجار النخيل فيها، كذلك نسبة إلى بائع تمر مر بها. لكن يعتقد أيضا أن تسميتها تعود إلى ياعل تومر، وهو أمير كنعاني، أو نسبة إلى التمر ومنها اشتق اسم “تمرة” أو “طمرة”، وكان اسمها الروماني “كفر تيمارتا”.
يعود تاريخ طمرة لآلاف السنين، حيث وجدت فيها آثار من العصرين البيزنطي والروماني كما وجدت فيها مقابر وغيرها من هذين العصرين، ووجدت آثار قديمة تعود للعصر البيزنطي إلا أن سلطة آثار الاحتلال قامت بطمر مكانها بعد أن جمعت منه الآثار التي تريد.
ويوجد في طمرة مبان قديمة يعود بناؤها إلى مئات السنين ما زالت قائمة إلى اليوم إلا أنها قليلة. وفي التاريخ الفلسطيني تعرف طمرة بأنها المكان الذي توفي فيه شاعر “ثورة البراق” نوح إبراهيم الذي عرف بقصيدته “من سجن عكا طلعت جنازة” حيث قتل في “معركة الصنيبعة” التي وقعت على أطراف مدينة طمرة في جبل الصنيبعة ودفن في المقبرة القديمة في المدينة عام 1938، وما زال قبر نوح إبراهيم موجودا ومعروفا فيها.
تتميز طمرة بمواقع جغرافية مثالية، إذ تكشف منطقة التل عن المنظر العام لسهول المدينة الخضراء، والطبيعة التي تطل على مدينتي عكا وحيفا وبحرهما، إلا أن سياسة التمييز العنصري التي تمارس ضد السكان الفلسطينيين تحول دون ترميم هذه المواقع، وقد وصفت هاتان المنطقتان بأنهما “قطعة من جنة الله على الأرض” بحسب دبلوماسي فرنسي زار المنطقة، لكنها قطعة مهملة ولا تحظى بأي اهتمام إسرائيلي.
تمتاز طمرة مثل باقي القرى والبلدات الفلسطينية بأن كل حي أو حارة في المدينة يشكل وحدة جغرافية واجتماعية، حيث تضم كل الحارة حمولة واحدة أو عدة عائلات صغيرة تجمعها علاقة متينة، ومع تطور القرية وازدياد عدد سكانها بعد نزوح سكان القرى المجاورة إليها وتوسع المساحة المبنية باتجاه الغرب والجنوب فقد أصبحت الأحياء نوعا من الخليط السكاني.
عين في عام 1955 أول مجلس محلي في القرية، وفي أواخر عام 1973 أجريت آخر انتخابات محلية بحسب الصيغة السابقة حيث تم انتخابات الرئيس بأغلبية أعضاء المجلس المحلي وتشكيل ائتلاف لإدارته، وفي عام 1980 أجريت أول انتخابات مباشرة لاختيار الرئيس، بحسب الصيغة المعدلة الجديدة إضافة إلى انتخاب قوائم العضوية للمجلس البلدي.ومن ناحية المساحة فقد بلغت مساحة أراضي طمرة الكلية 30,560 دونما ومساحة منطقة البناء 206 دونمات، كما هو الحال في معظم القرى العربية تكونت داخل القرية القديمة “النواة” التي تتميز بازدحام مبانيها وأزقتها الضيقة وبيوتها التقليدية .
ويحيط بأراضيها أراضي قرى كابول وكوكب وكفر مندا واعبلين والرويس والدامون وشفاعمرو وميعار.
ولا يملك اليهود في طمرة أية ملكية. وقد فشلت جميع محاولات تهويد وطمس ماضي مدينة طمرة، إذ لا يزال جزء من المباني القديمة موجود حتى وقتنا الحالي كدليل على عراقة وأصالة مدينة طمرة.