عزيز ملا هذال
سنة الحياة تقضي بضرورة ان ينجب الانسان طفلاً يحمل اسمه واسم عائلته، وبهذه الحتمية صار لزاماً على الابوين ان ينجبوا ويحموا اولادهم من اشواك طريق الحياة، فالهم كله ان لا ينحرف الاولاد وهذه معاناة يتحملها الاهل في تربيتهم لأطفالهم سيما المراهقين منهم لكونهم في اخطر مراحل عمر الانسان واشدها حذراً وهو ما يستدعي اتباع طرق سليمة تراعي وضعهم النفسي وتقلباتهم المزاجية ونظرتهم لأنفسهم التي هي في الغالب مشوهة وما الى ذلك من الامور التي ينبغي الالتفات لها ووضعها في الحسبان عند التصرف مع المراهق.
اغلب المراهقين ان لم يكن جميعهم غير جيدين في التواصل مع والديهم بسبب الهوة الكبيرة بين ما يريده الابوين وبين ما يريدونه هم، ومن هنا تتأزم العلاقة بينهم الى حد القطيعة في حالات كثيرة، لذلك ليس من المستغرب القول إن محاولة التحدث مع صبي في سن المراهقة يمكن أن تمثل تحديا كبيرا على أقل تقدير.
قواعد السلوك مع المراهق
لكون الناشئين هم الفئة الاخطر من بين الفئات العمرية فمن الضروري التعامل معهم بحرفية وبعيداً عن الاهواء الشخصية التي لا تخلو من التشنجات والقسوة او الافراط في التدليل فما ينبغي هو الموازنة للوصول الى الاهداف التي نبتغيها، فكيف نتعامل معهم؟
اول الخطوات في طريق التعامل مع المراهقين الابتعاد عن النهي المباشر الذي يغلف بالرفض والقوة فهذا الرفض سيقابل برفض اخر ربما اكثر قوة وشراسة وبالتالي فلن يصل الوالدين الى الامر الذي يريدان تحقيقه عبر ابنهم ما يجعل من الابن معانداً ومن الابوين محبطين مما عليه ابنائهم.
ومن الجيد ان يضع الوالدين قواعد سلوك عامة بالاتفاق مع ابنائهم المراهقين، فتكون هذه القواعد بمثابة عقد سلوكي يلتزم بها الطرفين ويترب عواقب على خرق القواعد على سبيل المثال، عندما يحضر ابنك المراهق للمنزل متأخراً عن الوقت المتفق عليه قد تكون عقوبته هي البقاء في المنزل في عطلة نهاية الأسبوع القادمة وهذا الامر يجعل المقاومة اقل على اعتبار انك الزمتهم بما الزموا به انفسهم.
ومن الاهمية بمكان ان يوازن الوالدين بين الحزم واللين ولا يبقون ابواب التعاطف مفتوحة على الدوام لكون الاطفال في مرحلة المراهقة لديهم قدرة بارعة على اكتشاف أي علامة تشير إلى ضعف الوالدين، وعندما تستسلمون لمناشداتهم من أجل التساهل، فإنهم يتوقعون نفس الاستجابة في كل مرة يسيئون فيها التصرف أو يخالفون قواعد السلوك التي تم الاتفاق عليها لكن ذلك لا ينفي الحاجة للتعاطف الحذر فالقليل من التعاطف يقطع شوطاً طويلاً عند تأديب المراهقين ويزيد من تقوية الروابط بين الاباء والابناء.
ويتحتم على الوالدين تحميل ابنائهم المسؤولية وتعليمهم كيفية اتخاذ القرار لان الانسان حين يحمل مسؤولية ما سيبتعد عن اثارة المشكلات او انه يبتعد عن الجماليات ويركز ما يجعله ناجحاً بنظر نفسه وبنظر الاخرين اليه، ولابأس بالتحدث اليهم عن نماذج ناجحة قريبة منهم وهذا ايضاً جزء من تحميلهم المسؤولية والوصول بها الى مستويات عالية من النضج الانساني الذي يصل اليه الانسان مع تقادم السنين وهذا هو المطلب الذي نبحث عنه جمعنا نحن البشر.