موناسادات خواسته
التطبيع مع الإحتلال الصهيوني أو مقاطعته؟ هذا السؤال الذي يتردد منذ زمن طويل، ومن جيل إلى جيل يجيب عليه كل شخص حر شريف بالرفض القاطع، ويتخذ طريقه للمقاومة في هذا المجال.
أما ماكينة الإعلام الغربي التي تخدم الصهاينة وبدعم مالي كبير، يحاول تلميع صورة الإحتلال والتطبيع مع هذا الكيان المحتل، فنشهد إنتاج أفلام ومسلسلات وبرامج تطبيعية تضخ على القنوات الفضائية، لإعطاء الشرعية لهذه الغدة السرطانية التي زرعتها قوى الغطرسة في الشرق الأوسط.
“lbc” و “معلوف” و “التطبيع”
أخيراً سمعنا وشهدنا على منصات التواصل الإجتماعي أن قناة “lbc” المطبّعة إستضافت عبر شاشتها الإعلامية المطبّعة “ماريا معلوف” في برنامج وفتحت القناة منبراً للإعلامية لكي تتجاهر بالتطبيع مع العدو الصهيوني وهذه ليست تهمة ولا إفتراء وأجرت “معلوف” مقابلة مع “أفيخاي أدرعي” المتحدث باسم الجيش الصهيوني، وغرّدت أكثر من مرّة لصالح العدو، وقبل زمان نشرت فيديو وهي تحضر حفل صهيوني بالولايات المتحدة وهي لابسة القلنسوة اليهودية و تقول: “سلام”، إذا افترضنا أن معلوف خائنة لبلدها ولجميع داعمي قضية فلسطين، فكيف إستضافتها قناة “إل بي سي”؟ ولماذا سمحت لها الحوار مع شخص صهيوني عبر شاشتها؟
في حين أن المـعروف عن “معلوف” جملة من العناوين منها التطبيع وإثارة النعرات والتواصل مع العدو وغيرها، فهل صار من الطبيعي أن يظهر العملاء على شاشات القنوات اللبنانية وهل هذه مقدمة تعملها “إل بي سي” حتى تفتح الهواء للمطبّعين، وتريد تقول أن التطبيع شيء عادي؟
هذا ما لا يقبله الرأي العام حيث واجهت هذه القضية ردّات فعل وتغريدات كثيرة على تويتر، منها ما غرّد أحدهم:
“يحظر على كل شخص طبيعي او معنوي أن لا يعقد بالذات او بالواسطة إتفاقاً مع هيئات او أشخاص مقيمين في الكيان الصهيوني أو منتمين إليها بجنسيتهم او يعملون لحسابها او لمصلحتها وذلك متى كان موضوع الإتفاق صفقات تجارية او عمليات مالية او أي تعامل آخر أيّاً كانت طبيعته”، كما أنه نرى هناك تقدم المحامي غسان المولى، بوكالته عن الأسرى المحررين نبيه عواضة واحمد طالب وشوقي عواضة، والإعلاميين خليل نصرالله وحسين مرتضى، بإخبار أمام النيابة العامة العسكرية، ضد ماريا المعلوف، بجرائم الإتصال والتعامل مع العدو الصهيوني، فهذه كانت نبذة عن ردّات الفعل التي شهدتها وما قامت به “ماريا معلوف”.
لماذا الإصرار على التطبيع؟
عندما ننظر إلى سابقة “ماريا معلوف” نشهد بأنها عملت خلال الأعوام الماضية أيضاً للتطبيع مع العدو الصهيوني، خارقة القانون اللبناني، إذ ظهرت في مقابلة على قناة صهيونية، قالت فيها أنها تتمنى أن تزور الكيان الصهيوني!
فلماذا تصر معلوف على التطبيع وتخطو خطوات تطبيعية واحدة تلو الأخرى؟ وهي ضاربة بعرض الحائط القانون اللبناني الذي يحظر التعامل مع العدو والتطبيع معه، وتواصل أعمالها وتجري مقابلة مع الإعلام والشخصيات الصهيونية، وترى أن هذه ليست عمالة بل انفتاح!.
مقاطعة الكيان الصهيوني
كما ذكرنا سابقاً هناك حركة “بي دي إس” أي مقاطعة الكيان الصهيوني تواصل نشاطاتها بجد في جميع أنحاء العالم والتي تعتبر حركة عالمية في مواجهة موجة التطبيع الذي يروّج البعض لها، فهي حركة عالمية تعمل لفضح جرائم وممارسات الإحتلال الصهيوني، كما أنها تبذل جهدها لوقف كافة أشكال التطبيع مع العدو المحتل الذي نشهد جرائمه كل يوم.
فهذه الحركة تُدعم في جميع أنحاء العالم مِن قِبَل الأحرار الذين يخوضون مواجهة هذا الإحتلال ومقاطعته في جميع المجالات الإقتصادية والرياضية والثقافية والعلمية وغيرها، في الحقيقة أينما يوجد صهيوني، في المسابقات أو أي مكان، فعندما يُعرف هويته الصهيونية، يترك الآخرون السباق والإجتماع معه، بل يتركون الساحة، وهذا ما شهدناه مراراً في كثير من المنافسات الرياضية الدولية بمختلف فروعها، وحتى في الألعاب الأولمبية القطرية، رأى الجميع كيف رفض المراسل الحوار مع الشخص الذي كان صهيونياً، وكثيرة هذه الأنباء وكل يوم نسمع عنها، فهذه أصبحت ظاهرة عالمية لكل داعمي الحق والأحرار الذين لا يخدعون بوسائل الإعلام المطبّعة التي تحاول تلميع صورة الكيان الصهيوني.
وهناك شخصيات ثقافية وفنية وأدبية حتى أوروبية وغير مسلمة قامت بمقاطعة الكيان الصهيوني وهي كثيرة لا يسع المجال لذكرها .
حرب التطبيع الإعلامي
هناك حرب ناعمة وحرب إعلامية، من جهته الإعلام التطبيعي يحاول تلميع صورة الكيان الصهيوني وتلميع صورته، ومن جهة أخرى الإعلام الحر والإعلام المقاوم يقوم بفضح جرائم الإحتلال، فلماذا تنتشر مساعي التطبيع بين بعض الإعلاميين اللبنانيين كالخليّة السرطانيّة، ويسعى هؤلاء، للتعمية على التبرير لجرائم العدو؟
محاولات “ماريا معلوف” في الترويج للتطبيع ستفشل دون شك، كما هو الحال مع “نديم قطيش” الذي قدم قبل فترة برنامجه “الليلة مع نديم” في حلقة تحت عنوان “إسرائيل تساعد مزارعي لبنان” يقوم بتمجيد وتبرير أعمال العدو الصهيوني!، فالسؤال هو أنه هل يعرف قطيش كم مرّة أطلق جيش الكيان الصهيوني رصاصات في الهواء لترهيب المزارعين؟ وهل يعرف عدد المرّات التي اختطف فيها جيش الاحتلال رعاة ماشية على الحدود؟ فلماذا هذا التضليل للرأي العام وتبرير أعمال وممارسات الكيان الصهيوني المجرم؟
وأخيراً يمكننا القول أن الجميع يعرف مدى نشاطات مجاهدي المقاومة في لبنان وجميع دول محور المقاومة بمختلف المجالات، وكذلك ما هو موجود في التشريعات اللبنانية حول مقاطعة الكيان الصهيوني، والتأكيد عليه، فبما أن التطبيع الثقافي والإعلامي يساعد أكثر على شرعنة الكيان أكثر من أي إتفاقية اخرى ويمهّد الطريق لتقبّل هذا الكيان المحتل، إذن لماذا قناة “إل بي سي” اللبنانية تفتح الهواء للمطبّعة “ماريا معلوف” لكي تقوم بإجراء حوار مع صهيوني؟
ولماذا تسمح القناة للتواصل مع الصهاينة عبر وسائل الإتصالات، أو مقابلتهم شخصياً ومصادقتهم، فالأفضل أن لا تقوم القناة بتلميع صورة الكيان أو التطبيع معه، إلى جانب نقاط كثيرة أخرى.
وأخيراً يمكننا القول أن العالم ساحة المواجهة بين الخير والشر منذ القِدَم حتى الآن، ففي هذه الحرب التطبيعية من الفائز؟
ما رأيكم؟ التطبيع أم المقاطعة للمحتل الذي لا يترك جرائمه يوم واحد؟ دون أي شك سيختار كل إنسان حر وكل ضمير حي في البشرية مقاطعة الكيان الصهيوني وفضح جرائمه، كما أنه تتواصل العمليات الجهادية كل يوم لطرد هذا الكيان من أرض فلسطين التي أصبحت بوصلة لجميع أحرار العالم.