في ذكرى استشهاده الأليم

 الإمام محمد الباقر (ع).. مستودع علوم اهل البيت (ع)

استطاع الامام الباقر (ع) خلال تلكم الأعوام أن يقدّم للأمة الاسلامية أبرز معالم مدرسة أهل البيت عليهم السلام.

2023-06-26

يصادف اليوم الإثنين الموافق لـ 7 ذي الحجة 1444 هـ.قـ، 26 يونيو/حزيران، ذكرى استشهاد الإمام محمد بن علي الباقر (ع) خامس الأئمة المعصومين عليهم السلام.

الإمام محمد الباقر (ع) هو خامس الأئمة الاطهار الذين نصّ عليهم رسول الله (ص) ليخلفوه في قيادة الأمة الاسلامية ويسيروا بها الى شاطئ الأمن والسلام الذي قدّر الله لها في ظلال قيادة المعصومين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.

إعتراف العلماء بعلمه

وقد شهد الامام محمد الباقر (ع) واقعة كربلاء وهو صغير، كما أنه يعتبر المؤسس للثورة العلمية الشيعية الكبرى التي بلغت ذروتها في زمن نجله الإمام الصادق (ع). روي عنه عليه السلام روايات كثيرة في مجالات شتی كالفقه، والتوحيد، والسنة النبوية، والقرآن، والأخلاق، كما بدأت المعتقدات الشيعية تتبلور في فترة إمامته وذلك في مختلف الفروع كالفقه والكلام، والتفسير.

واعترف علماء أهل السنة بفقه الإمام الباقر (ع)، ومن ثم قيل فيه هو باقر العلم وجامعه وشاهر علَمه وأنّه عمّر أوقاته بطاعة الله وكان يحظى بمراتب عالية في مقامات العارفين. إنّ شخصية الإمام الباقر (ع) لم تكن الفريدة من نوعها في رأي الشيعة الإمامية فحسب، بل إنّ علماء أهل السنة أيضاً يعتبرونه فريداً من نوعه.

لقد عانى الإمام الباقر (ع) من ظلم الاُمويين منذ ولادته وحتى استشهاده، عدا فترة قصيرة جدّاً هي مدّة خلافة عمر بن عبد العزيز التي ناهزت السنتين والنصف، وعاصر أشدّ أدوار الظلم الأموي، كما أشرف على اُفول هذا التيار الجاهلي وتجرّع من غصص الآلام ما ينفرد به مثله وعياً وعظمة وكمالاً.

واستطاع الامام الباقر (ع) خلال تلكم الأعوام أن يقدّم للأمة الاسلامية أبرز معالم مدرسة أهل البيت عليهم السلام في جميع الأصعدة وأخذ على عاتقه تربّية عدة أجيال من الفقهاء والرواة وبنى قاعدة صلبة من جماعة صالحة تتبنّى خط أهل البيت عليهم السلام الرسالي السليم وتسعى جاهدة لتحقيق أهدافهم المثلى.

وقد تخرج من مدرسة هذا الإمام العملاق مجموعة من العلماء الكبار الذين جابوا الأرض شرقا وغربا ناشرين فيها العلم والمعرفة وطأطأت لشخصياتهم المتفوقة الاُمة الاسلامية بشتى قطاعاتها.

واستشهد الإمام الباقر (ع) بالسم في السابع من ذي الحجة عام 114 هـ.قـ عن عمر57 عاماً بالمدينة المنورة على يد هشام بن عبد الملك أحد الخلفاء الأمويين، ودفن في البقيع إلى جوار المرقد الطاهر للإمام الحسن (ع) والإمام السجاد (ع)، ورثاه كثير من الشعراء في قصائدهم ومنها:

قف بالبقيع ِ وجنـَّة الأطهار

وانع المطهرَ باقرَ الأنوار ِ

وتوله إنَّ الولاية منحة ٌ

لذوي العقول من العزيز الباري

شمس تكفلها الإله وصانها

عن ظلمة الأوهام والأوزار ِ

ورث التقى من جده سبط الهدى

ذاك الحسين وشعلة الأحرار

بدمائه الإسلام أصبح شامخا ً

فوق الطباق السبع والأستار ِ

بقر العلوم الباقيات كحيدر ٍ

ملأ الدنيا علماً كضوء نهار ِ

إن كنت تجهله فتلك معرة ٌ

هو حافظ الدنيا من الأخطار ِ

لولاهم ساخ الوجود فهل ترى

شيئاً يقوم بغير وجه الذاري

مشكاة بهجتها وموطن نورها

وبيان أمر الواحد الجبار ِ

لكنما إبليس هيأ جنده

لقتال نسل المرسل المختار ِ

فعدا هشام الجاهلية باعثا

بالسم إيهٍ عصبة الغدار ِ

وإذا به نحو البقيع مسيره

جنبا بجنب مراقد الأخيارِ

وكأنها الزهراء نادت إبنها

أبـُنيَّ دعها واسكننَّ جواري

فغداً نقوم إلى القضاء وبيننا

حكم الإله الواحد القهار

فهناك موطن من أراد قتالنا

جمعا بأسفل سافل ٍفي النهار

 

 

 

المصدر: الوفاق/ وكالات

الاخبار ذات الصلة