غالانت في باكو.. الصهاينة يواصلون التأجيج في القوقاز

2023-07-14

الوفاق – يواصل العدو الصهيوني حربه العدائية والتحريضية ضد الجمهورية الاسلامية الإيرانية سواء كانت سرّاً أو من وراء الكواليس، الدبلوماسية والعسكرية منها، إذ يواصل تحركاته الخبيثة والتحريضية في دول المنطقة لا سيما تلك المجاورة لإيران بهدف زعزعة الإستقرار وتأجيج الإنقسام والشقاق بين الدول الجارة، فلا يخفى على أحد تلك النشاطات الإرهابية التي مارستها تل أبيب عبر أدواتها وجواسيسها في كل من كردستان العراق وجمهورية أذربيجان وعدّة دول أخرى بهدف دق إسفين في العلاقات بين هذه الدول وايران، خير مثال على ذلك الزيارة التي يقوم بها وزير الأمن الصهيوني يوآف غالانت إلى باكو أمس الأول الخميس. حيث استُقبل غالانت في مقر وزارة الدفاع في باكو، على بعد 100 كيلومتراً من أراضي الجمهورية الاسلامية الايرانية، في زيارة يعتبرها الكيان المؤقت مهمة للغاية، على صعيد التعاون الاستخباراتي والعسكري والعملياتي، لا سيما أنها جاءت بعد اللقاء الأخير الذي جمع وزير الخارجية حسين أميرعبداللهيان وعلييف على هامش اجتماع وزراء خارجية دول حركة عدم الإنحياز في باكو، والذي أكد خلاله البلدان الجاران على حسن النوايا بينهما وعلى حفظ العلاقات والأواصر التاريخية بينهما، ناهيك عن تأكيد علييف “الذي خرج في آونات سابقة عن طور المتعارف عليه بين الجيران” أن بلاده لن تسمح لأحد بإستخدام أراضيها ضد ايران، وهو ما أثار قلق الصهاينة دون شك.

*تصريحات بالية واُواربة

حيث إلتقى غالانت الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بذريعة بحث التعاون الاستراتيجي بين تل أبيب وباكو. وتحدث في مؤتمر صحافي عُقد في باكو، الخميس، عن التعاون الأمني بين البلدين والتعاون في مجالات أخرى، كما تحدث عن عمليات زعم أنّ إيران كانت تنوي تنفيذها ضد الصهاينة في عدة مناطق في العالم.

لا يمكن وضع هذه المزاعم سوى على قائمة تلك التخرصات المُنتهية الصلاحية والمُواربة والبالية، فالتصريحات التي أطلقها وزير أمن العدو من باكو لا تتعدّى كونها محاولة أخرى للترهيب من ايران وتبرير الإنتهاكات والجرائم الصهيونية المستمرة في المنطقة ضد محور المقاومة والجمهورية الاسلامية الايرانية، إذ أن الهدف غير المعلن من زيارة غالانت، التي بدأت الأربعاء وتستمر ثلاثة أيام، هو حاجة العدو الصهيوني لذريعة مُقنعة أمام الرأي العام في المنطقة “الذي يرفض فكرة مُعاداة ايران” لتبرير سياساته العدائية ضد طهران، وذلك ليس فقط على صعيد الدفاع، وإنما أيضاً للتضييق على تلك الدول لتقوم بفتح أجوائها أمام الكيان الصهيوني وتمكينها من الوصول بأمان مستقبلاً، لتنفيذ إعتداءات في الجمهورية الاسلامية الايرانية.

*علاقات مشبوهة وتمدّد صهيوني

القراءة التي أوردناها فيما سلف لم تك مجرد حدس فحسب، إنما أقر بذلك إعلام العدو الصهيوني نفسه، حيث أورد المراسل العسكري للقناة “12” الإسرائيلية نير دفوري، أمس الجمعة، “أن إسرائيل تحتاج أيضاً إلى الولايات المتحدة وتأثيرها على دول المنطقة، بما يخدم القدرات العملياتية لسلاح الجو الصهيوني وهذا هو السبب المركزي للتقارب السريع بين تل ابيب وباكو”. في الحقيقة يثير توطّد العلاقات الهدّامة والمُثيرة للجدل بين تل ابيب وباكو قلق طهران، فالتقارب بين تل أبيب وباكو بات يحظى بأهمية أكثر من أي وقت مضى، على خلفية القرب الجغرافي لجمهورية اذربيجان من إيران، والتسلّح الكبير لجيش أذربيجان، والذي يضخ الأموال إلى الصناعات الأمنية الصهيونية، بالإضافة إلى تصدير الطاقة من جمهورية أذربيجان إلى الكيان المؤقت، بحيث إنّ نحو 30% من النفط المستهلك في “إسرائيل” يصل من آبار جمهورية اذربيجان.

جمهورية أذربيجان ليست الوحيدة التي يحرض العدو الصهيوني على تعزيز العلاقات معها، وهناك مؤشرات على تعزز العلاقات مع دولة تركمانستان، التي لها حدود مع ايران أيضاً. وهو ما يثير الشكوك بشأن نوايا الصهاينة الخبيثة ضد البلاد، وكل ما يجري يحدث بضوء أخضر أمريكي – غربي.

*ساحة لتهديد الأمن القومي لإيران

يُذكر أنّ وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، التقى في وقت سابق من الشهر الجاري، علييف، على هامش مؤتمر وزراء خارجية دول عدم الانحياز، الذي عُقد في العاصمة الأذربيجانية باكو، وذلك في خضمّ التوتر في العلاقات الثنائية بين البلدين. حيث أكد الرئيس الأذربيجاني خلال لقائه أمير عبد اللهيان أنّ بلاده “لن تسمح باستخدام أراضيها لتشكيل تهديد ضد المنطقة وإيران”.

وكانت الجمهورية الاسلامية الايرانية قد اتهمت أكثر من مرة، الكيان المؤقت بأنه يسعى إلى تحويل أراضي جمهورية أذربيحان إلى “ساحة لتهديد الأمن القومي لإيران”، على إثر ذلك دعت أكثر من مرّة الجارة باكو للإستماع الى صوت العقل، والإبتعاد أن أي من مسببات زعزعة الأمن بين البلدين، مؤكدة حسن نيّة الجمهورية الإسلامية الايرانية تجاه جمهورية اذربيجان.

وكان قد علق المستشار الأعلى لقائد الثورة الإسلامية في الشؤون الخارجية علي أكبر ولايتي في وقت سابق على التوترات المُصطنعة بين ايران وجمهورية اذربيجان، وأكد أن الشعب الإيراني من جميع القوميات والأعراق هو واحد ويعتبرون أنفسهم إيرانيين، ثانياً، لم يكن لدة إيران أبداً أطماع تجاه الدول المجاورة، بل على العكس من ذلك، فكرت دائماً في وجود علاقة جيدة وتقديم المساعدة لجيرانها، وفي معرض تأكيده على حسن العلاقات مع باكو وضرورة الحفاظ عليها وتجاوز الخلافات وعدم السماح للأجانب بتعكير صفو العلاقات بين البلدين الجارين، حذّر ولايتي روسيا من نوايا الغرب في القوقاز في ظلّ استمرار التدخل الامريكي والصهيوني في دول هذه المنطقة.

لكن يظلّ أن نقول أن محاولات الصهاينة الخبيثة ستصطدم بحائط حسن العلاقات والجوار الذي شيّدته ايران مع جارتها الشمالية وستحافظ عليه دون أدنى شك.