غضب ايراني من تكرار الإساءة للقرآن الكريم

2023-07-21

إستعرّت مشاعر المسلمين من مواطنين ومسؤولين في الجمهورية الاسلامية الإيرانية على خلفية سماح السويد للمرّة الثانية لمتطرف إرهابي بحرق نسخة من المصحف الشريف أمام السفارة العراقية في ستوكهولم، وطالب الشعب الإيراني حكومة السويد بمنع تكرار الاعتداء على مقدسات المسلمين، إثر ذلك استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير السويدي لدى طهران وابلغته احتجاجها الشديد على هذه الجريمة النكراء.

*المسؤولية تقع على عاتق ستوكهولم

وادانت وزارة خارجية بشدّة الإساءة المتكررة الى القرآن الكريم والمقدسات في السويد، محملة الحكومة السويدية المسؤولية الكاملة عن عواقب إثارة مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم. وردّا على الإساءة المتكرّرة أيضاً خرج الملايين من الايرانيين في عموم البلاد بعد أداء مراسم صلاة الجمعة، كما أطلق المحتجون شعارات ضد الإنتهاكات المستمرة للقرآن الكريم في السويد من أمام سفارتها في طهران. وقال حجة الإسلام محسن محمودي، نائب شؤون المحافظات في مجلس التنسيق للاعلام الإسلامي، مساء الخميس: ان الإساءة مرة اخرى للقرآن الكريم في السويد، بإذن من حكومتها، جرحت قلوب العالم الإسلامي وأتباع الديانات التوحيدية، ويجب على العالم الإسلامي أن يدين هذا السلوك المستهجن.

*الشعب الايراني يُندّد

وفي إشارة إلى هذه الجريمة الوقحة، قائلا: بهذه المناسبة ندّد الشعب الايراني المسلم بعد صلاة الجمعة في جميع أنحاء البلاد، تصرفات هذا العنصر المرتزق ودعم الحكومة السويدية له. وأضاف: ان المتوقع من الجهاز الدبلوماسي للجمهورية الإسلامية الإيرانية ان يتصدى بحزم لهذا السلوك المهين، وعلى العالم الإسلامي أن يتعامل بصورة حازمة مع الحكومة السويدية لتكون عبرة لمن يعتبر. كما اصدر مجلس التنسيق للاعلام الاسلامي في الجمهورية الاسلامية الايرانية بيانًا أدان فيه مجددًا إصدار الحكومة السويدية تراخيص لجماعات وتيارات متطرفة وفرق شيطانية لحرق القرآن الكريم، وجاء في البيان الصادر: خلال أيام العزاء على سيد شهداء كربلاء أبي عبد الله الحسين عليه السلام ، شهدنا مرة أخرى تطاول العناصر الشيطانية في السويد على القرآن الكريم، الكتاب المضيء والصانع للانسان.

*تصرف مهين بدعم من قادة الصهيونية

واشار البيان الى قيام العناصر الشيطانية الشريرة بحرق القرآن الكريم والاساءة للمقدسات الاسلامية بدعم وحماية الحكومة السويدية وشرطتها المرتزقة، وقال: “اننا لا يساورنا الشك بان هذا التصرف المهين قد تم بدعم من قادة الصهيونية العالمية وفرقهم الشيطانية ولم يتحملوا ابدا عظمة العزاء الحسيني ووحدة المسلمين، وكشفوا عن وجههم القبيح وسمحوا مرة اخرى بوقاحة كاملة لحرق القرآن الكريم من قبل العناصر المتطرفة في سياق بث الكراهية ضد المقدسات”. واضاف: مما لا شك فيه أن هذه الأفعال التي لا تغتفر والاساءة للقرآن الكريم هي صراع منظم من قبل قوى الاستكبار والصهيونية الدولية ، وحدثت بدعم سخيف من الحكومة السويدية ونفذت بهدف تخريب الإسلام ولا تتوافق مع تعاليم الاديان السماوية ولا يمكن تحملها.

* رسالة للأمم المتحدة

من جانبه، وجّه وزير الخارجية حسين امير عبداللهيان، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش طالب فيها باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار الاساءة للقرآن الكريم، ومطالبة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة للتصدي بحزم للآمرين بهذا العمل المسيء والمنفذين له. وجاء في هذه الرسالة التي وجهها امير عبداللهيان، أمس الخميس: إن الأخبار المؤسفة عن تكرار الاساءة للقرآن الكريم في السويد أضرت بشدة باحاسيس ومشاعر المجتمعات المسلمة في العالم وأتباع الديانات السماوية، وان الصدمة والقلق من جراء هذه الأفعال المهينة آخذ بالاتساع. وكتب وزير الخارجية في هذه الرسالة: إن إيران اذ تدين بشدة إصدار السلطات السويدية ترخيصًا بارتكاب العمل المهين والاستفزازي المتمثل في إهانة القرآن الكريم – الكتاب المقدس لمسلمي العالم – والذي حدث للمرة الثانية في الشهر الاخير، تحذر بشدة من أن استمرار هذا العمل تحت ستار حرية التعبير يعد اهانة صارخة لجميع المسلمين ، واستفزازا لمختلف المجتمعات ويجري بهدف معاداة الاسلام ونشر التطرف.

*معاداة الإسلام

واضاف: مما لا شك فيه أن إصدار الإذن بإهانة القرآن، أو التجرؤ على القرآن أو أي كتاب مقدس للديانات السماوية، كلاهما ينبع من نفس التفكير، الذي يسعى إلى معاداة الإسلام ومحو الإسلام من خلال إساءة استخدام حرية التعبير، وستترتب عليه عواقب لا يمكن التعويض عنها ، بما في ذلك انتشار الكراهية والعنف وكراهية الأجانب في المجتمعات المختلفة، وتابع امير عبداللهيان: ان استمرار مثل هذه الأعمال سيعرض في نهاية المطاف السلام والتعايش السلمي لأتباع الديانات السماوية المختلفة لمخاطر جسيمة.

*دعوة ايرانية- عراقية

كما ادان وزيرا الخارجية الايراني والعراقي حسين أمير عبد اللهيان وفؤاد حسين، يوم الخميس بشدة تدنيس القرآن الكريم في السويد. وفي محادثة هاتفية بين الوزيرين حسين امير عبداللهيان وفؤاد حسين، جرت مساء الخميس، وصف الطرفان الاساءة للقرآن الكريم بأنها اساءة للعقلانية وحرية التعبير ، وأدانا السلوك غير المسؤول للحكومة السويدية. وأكد وزيرا خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية العراق على ضرورة عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي للبحث في هذه القضية.

في السياق، قال سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في العراق”محمد كاظم ال صادق”، ردا على تدنيس القرآن الكريم في ستوكهولم بالسويد: مرة أخرى سقط النقاب عن وجه الغرب الذي يختبئ وراء العنوان الزائف لحرية التعبير.

الى ذلك، قال خطيب صلاة الجمعة في طهران، آية الله سيد أحمد خاتمي: أن عدم ارتداء الحجاب لن يصبح القاعدة لأن العرف الإسلامي في إيران هو الحجاب، مضيفا: يتوقع الناس الحجاب من السلطات حتى تشتم رائحة الدين من كل ركن من أركان البلاد. وأشار آية الله خاتمي في خطبة صلاة الجمعة بالقول: حدث هذا بدعم من الحكومة والشرطة ولو ارتكب معتوه هذا الفعل الشنيع لما كما نحمل الحكومة مسؤولية ذلك، لكن الشرطة السويدية أيدت هذا العمل، لسنا قلقين لأن هذه الأفعال الحمقاء لا تنقص من مكانة الدين، لكن الحكومة السويدية أيدت ويجب على الشعوب المسلمة ان تجعل حكومة هذا البلد تشعر بالندم.