فيما ما تزال الحرب محتدمة بين البلدين الجارين..

متى بدأت أمريكا بإعداد أوكرانيا لمواجهة روسيا؟

مسؤول ألماني: يبيع الأمريكيون غازهم الصخري القذر وفي الوقت نفسه يزدهر قطاع الصناعات الدفاعية الأمريكية.

2022-11-29

عندما اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية 24 فبراير/شباط الماضي، ربما لم يتوقع كثيرون أن تستمر طويلا، لكن ما حدث أن هذه الحرب توشك على إكمال العام من إندلاعها من دون أن تبدو في الأفق مؤشرات على اقترابها من وضع أوزارها، ولكن يظلّ السؤال الذي راود أذهان العديد من المتابعين للشأن السياسي هو متى بدأت أمريكا بإعداد أوكرانيا لمواجهة روسيا؟

حيث تُظهر مجريات الأوضاع ميدان المعركة أن كييف كانت على إستعداد كبير ومسبق لما سيحدث، وبدعم وتخطيط هائل من قبل الجانب الأمريكي، الذي لم يترك ربما نوع من السلاح والأحابيل إلاّ وقدّمه للجانب الأوكراني في حربه ضد اوكرانيا، خصوصاً أن اصابع الإتهام تتجه نحو واشنطن في تأجيج نيران النزاع.

وفيما تتزايد الترجيحات بأن يطول أمد هذه الحرب،  يعتقد محللون أنه لا يوجد أي سبب يدعو إلى وقف الصراع، إذ لا تظهر تسويات أو مفاوضات سلام في الأفق، في ظل المواقف شديدة التناقض.

*متى بدأت أمريكا بتحضير الطبخة

في السياق، أعلن أوسكار لافونتين، الرئيس السابق للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، أن الصراع في أوكرانيا بدأ بعد حملة الاحتجاجات التي انطلقت في نوفمبر عام 2014 بكييف في “الميدان الأوروبي”.

ويقول لافونتين في حديث لـ Deutsche Wirtschafts Nachrichten، “منذ ذلك الحين تقوم الولايات المتحدة واتباعها الغربيون بتسليح أوكرانيا وإعداد وتدريب كييف بصورة منهجية للمواجهة مع روسيا. ونتيجة لذلك لم تصبح أوكرانيا بحكم القانون، بل بحكم الأمر الواقع، عضوا في الناتو. وهذا ما يتجاهلة السياسيون الغربيون ووسائل الإعلام الرئيسية عمدا”.

ووفقا لرأيه، تمكنت واشنطن من تحقيق تدهور في العلاقات بين الاتحاد الاوروبي وروسيا، وفي نفس الوقت إزاحة الخصم الجيوسياسي الرئيسي في شخص ألمانيا. وبالنتيجة حصلت الولايات المتحدة على إمكانية تحديد سياسية بلدان الاتحاد الأوروبي. ويلاحظ لافونتين: “هم (الأمريكيون) يبيعون غازهم الصخري القذر، وفي الوقت نفسه يزدهر قطاع الصناعات الدفاعية الأمريكية”. ويضيف:” ولكن من جانب آخر، لم تتمكن واشنطن من تحقيق كامل خططها المضادة لروسيا”.

ويقول: “لدي شعور بأن الولايات المتحدة بدأت تدرك أنها كسرت أسنانها بنفسها. لأنه على الرغم من امدادات الأسلحة الكبيرة لأوكرانيا، مع العدد الكبير من المستشارين العسكريين، اتضح لهم أن روسيا دولة عظمى وقوة نووية لا يمكن هزيمتها عسكريا. كما إن العقوبات المفروضة على روسيا ارتدت على الغرب نفسه”.