زيارة عبداللهيان إلى بيروت ودمشق.. تعزيز دول محور المقاومة في مواجهة العدو

خلال زيارته بيروت استقبل الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيراني حسين أمير عبداللهيان والوفد المرافق له.

2023-09-01

الوفاق/خاص/مختار حداد- قام وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية بجولة إقليمية إلى سوريا ولبنان في ظل تطورات إقليمية ودولية هامة، خاصة مما نشهده من تطورات في ظل تعزيز العلاقات الإيرانية-السعودية، وكذلك التحركات الأمريكية الفاشلة في المنطقة والتهديدات الصهيونية الخاوية، وكذلك تعزيز حضور محور المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني وتهديداته والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني. كما كان جانب مهم لهذه الزيارات هو التأكيد على تعزيز العلاقات مع سوريا ولبنان، خاصة متابعة الإتفاقيات الذي توصل إليها الرئيسين الإيراني والسوري.

*اللقاء مع السيد حسن نصرالله

وخلال زيارته بيروت استقبل الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيراني حسين أمير عبداللهيان والوفد المرافق له بحضور السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني، حيث جرى التباحث في آخر المستجدات والتطورات السياسية في لبنان والمنطقة.

وتم في هذا اللقاء بحث وتبادل التطورات السياسية في لبنان والمنطقة، بما في ذلك التطورات في فلسطين وسوريا وأوضاع جبهة المقاومة، وبعض التطورات المهمة في العالم الإسلامي. وفي هذا اللقاء، أبلغ أمير عبداللهيان الأمين العام لحزب الله لبنان عن محادثاته الأخيرة مع السلطات السعودية. ووصف أمير عبداللهيان تقييمه للمباحثات مع المسؤولين السعوديين بأنه إيجابي، وقال: إن عملية تنفيذ الإتفاقيات بين البلدين ستكون مؤشراً لموقف البلدين في الصفحة الجديدة من العلاقات بين طهران والرياض.

*تفعيل دور الإرهابيين

وأشار أمير عبداللهيان إلى محادثاته مع الرئيس السوري وكبار المسؤولين في هذا البلد، وأوضح أنه في ظل ظروف عودة علاقات سورية مع الدول العربية إلى وضعها الطبيعي، فإن التحركات الأجنبية في تفعيل دور الإرهابيين في سوريا تشير إلى أهداف الأعداء والكيان الصهيوني ضد سوريا وأمن المنطقة.

وجرى في هذا اللقاء بحث آخر الأوضاع في فلسطين والأزمات الأمنية والاجتماعية المتجذرة في الأراضي المحتلة، وقال الأمين العام لحزب الله لبنان: اليوم المقاومة في لبنان وفلسطين في أقوى حالاتها، وإذا تصرف الصهاينة بناء على حسابات خاطئة فسيرتكبون حينها خطأ فادحاً، وسيواجهون رد فعل المقاومة الصارم.

وأشار السيد نصرالله إلى دور إيران البناء تجاه المنطقة ولبنان، وفي معرض تقديره لذكرى شهداء المقاومة في المنطقة سيما لبنان وإيران، وصف دور الشهيد الفريق سليماني في استقرار أمن المنطقة ضد الصهيونية والإرهاب بأنه لا ينسى.

*اللقاء مع رئيس مجلس النواب اللبناني

من جانب آخر، قال وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، لدى لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري: إن تقييمنا لتحسين العلاقات بين إيران والسعودية إيجابي، مؤكداً أن لذلك آثار إيجابية على المنطقة والتطورات الإقليمية.

وقال أمير عبداللهيان: إن تقييمنا حول تقدم العلاقات مع السعودية إيجابي، وتحسين العلاقات بين رياض وطهران فضلاً عن نتائجها الإيجابية للبلدين له آثار إيجابية على التطورات الإقليمية.

وبالإشارة إلى ذكرى اختطاف الإمام موسى الصدر والاحتفاء بدوره المركزي والدائم في التطورات السياسية والمقاومة في لبنان وفلسطين، ثمّن وزير خارجية بلادنا الجهود المتواصلة التي يبذلها السيد نبيه بري في متابعة مصير الإمام موسى الصدر.

*الأهمية الأساسية لاستقرار لبنان

وشدد على الأهمية الأساسية لاستقرار لبنان وأمنه بالنسبة لإيران والمنطقة بأكملها، وقال: إن انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة لبنان الجديدة أمر في غاية الأهمية. ولفت أن هذا الموضوع شأن داخلي ويخص الشعب اللبناني وقادته، مؤكداً إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم جهود رئيس البرلمان والتيارات السياسية اللبنانية لانتخاب رئيس الجمهورية.

وبالإشارة إلى الأعمال المشينة في إهانة القرآن الكريم في السويد والدنمارك وفي معرض شرحه لإجراءات الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تنديد هذه الأعمال، نقل وزير الخارجية لبري مقترح رئيس المجلس الشوری الإسلامي محمد باقر قالیباف بخصوص المبادرة المشتركة لبرلمانات الدول الإسلامية.

من جانبه، أكد نبيه بري أن القضية الأهم في لبنان هي موضوع الرئاسة، وقال: الجهود للتوصل إلى اتفاق بين الأطراف اللبنانية في هذا المجال مستمرة. وأضاف: في حال انتخاب الرئيس، فان لبنان بلد غني ويمكنها الخروج من الظروف الاقتصادية الصعبة الحالية خلال فترة قصيرة.

*أسباب الضغط على لبنان

وشدد بري على أن أهم أسباب الضغط على لبنان هو استهداف المقاومة، وأضاف: إن المقاومة التي تقف إلى جانب لبنان في مواجهة التهديدات وإلى جانب الجيش هي الركيزة الأساسية لأمن البلاد. وأعرب بري عن ارتياحه للتطورات الإيجابية التي شهدتها العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية واعتبرها مفيدة للمنطقة بأكملها.

*لقاء قيادتا حماس والجهاد في بيروت

كما أكد وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، عقب اجتماع مغلق في بيروت مع قيادتي حركتي حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، أكد تمسك طهران باستراتيجية دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته وقضية تحرير الأرض. أمير عبد اللهيان ذكّر قيادتي الجهاد الإسلامي وحماس، بإعلان قائد الثورة الإسلامية ضرورة دعم الضفة الغربية، مؤكداً للقيادتين بأن “الجمهورية الإسلامية لن تتراجع عن خياراتها الفلسطينية واستمرار دعمها المقاومة بقوة”.

بدورها، جددت القيادات الفلسطينية في اجتماعها مع أمير عبداللهيان تمسكها بخيار المقاومة “خياراً استراتيجياً للشعب الفلسطيني”، وأكدت قيادتا حماس والجهاد خلال اللقاء “عدم التراجع عن عمليات المقاومة في الضفة الغربية كأولوية في هذه المرحلة”.

*لقاء وزير الخارجية اللبناني

كما التقى أمير عبداللهيان مع وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبدالله بو حبيب. وأشار وزير الخارجية أمير عبداللهيان إثر لقائه عبد الله بوحبيب الى أن “موضوع إنتخاب رئيس للجمورية شأن داخلي والقادة اللبنانيين يمتلكون الكفاءة والحكمة اللازمة من أجل التوصل إلى إتفاق لحسم ملف إنتخاب الرئيس”، وقال: ناقشنا الملفات الثنائية كافة ومستعدون لتعزيز التعاون الاقتصادي مع لبنان، كما أننا مستعدون للتعاون مع لبنان لحل أزمة الكهرباء. ولفت الى أن التعاون بين إيران ولبنان سيصب في مصلحة المنطقة بأكملها. كما عقد وزير الخارجية الايراني مؤتمراً صحفياً لوسائل الإعلام اللبنانية والدولية.

*لقاء الأسد

في سياق آخر، أكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان في دمشق، أن ما يشهده العالم اليوم يثبت أن القضايا التي دافعنا عنها ودفعنا ثمناً لها كانت صحيحة وأن سياساتنا كانت سليمة. وبيّن أنّ الصورة الدولية أصبحت أكثر وضوحاً على وقع التطورات والتغييرات الحاصلة في العالم، وهي تعزز ثقتنا بالنهج الذي نسير عليه، مشيراً إلى أن العلاقة السليمة بين إيران والدول العربية تساهم في استقرار المنطقة وازدهارها.

من جهته، أكد أمير عبداللهيان ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، مشدداً على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين سوريا وإيران، وحرص بلاده على تنفيذ الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال زيارة رئيس الجمهورية آية الله إبراهيم رئيسي إلى دمشق.

وبحث الأسد مع أمير عبداللهيان العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة والجهود المتعلقة بعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، إضافة لموضوع الانسحاب التركي من الأراضي السورية وحتمية حصوله كشرط لابد منه لعودة العلاقات الطبيعية بين دمشق وأنقرة.

المصدر: الوفاق/وكالات