في لبنان

مهرجان ريف السينمائي البيئي.. أفلام كثيرة وجوائز

مهرجان "ريف" ينطلق بدورته الخامسة في لبنان، ويقدّم للجمهور الكثير من العروض الفنية والثقافية فضلاً عن مسابقة سينمائية مفتوحة للجميع.

الدورة الخامسة لمهرجان “ريف”- أيام بيئية وسينمائية – أفعمت أجواء الصيف اللبناني بالعروض الفنية والثقافية التي تزاوج الفنون والثقافة بالهموم البيئية، بتنظيم من مجلس البيئة – القبيات، و”أفلامنا” (بيروت دي سي سابقاً)، وبالتعاون مع مجموعة “كهربا”، و”لامي كونسرفاتوار”.

وقد اختتمت الجولة الأولى من فعاليات الدورة التي جرت في القبيات العكارية، أقاصي الشمال اللبناني، وجرت بين 31 آب/أغسطس المنصرم، و 4 أيلول/سبتمبر الجاري، بينما ستجري فعاليات الجولة الثانية من المهرجان في الهرمل بين 8 و 10 الجاري.

وشهدت الجولة الأولى مشاركة واسعة من فاعليات فنيّة وأهلية وبيئيّة وشعبية من عكار، وبيت جعفر، والهرمل، ومناطق لبنانية مختلفة.

واتّخذت الدورة عنوان “تحوّلات” بعد مرور 5 سنوات على انطلاق المهرجان، وبنظر منظمي المهرجان، فإن العنوان يشير إلى “التحولات التي طرأت على المستويات الجيولوجية، والمناخية، وتلوث المياه، والتصحر الناجم عن الحرائق، والجرف المديني، وهجرة الحيوانات، كعوامل أدت إلى تحولات ديمغرافية وثقافية متعدّدة”.

كما اعتُمِدت “السلحفاة” رمزاً للدورة الحالية، لحثّ المجتمعات الريفية على الحفاظ على البيئة الحيوانية التي تقوم في محيطهم، وترمز السلحفاة لها، وقد تعرّض الكثير منها للأذى والنفوق والهجرة خلال التعديات الواسعة التي تعرضت لها مواطنها بطرق مختلفة، وفي مقدمها قطع الأشجار، والحرائق الهائلة التي ضربت البيئة في القبيات وعندقت والجوار.

وجرت العروض في مختلف دورات المهرجان في ردهات وصالات “معمل الحرير” وسط بلدة القبيات، بعد أن تحوّل إلى معلم سياحي محافظاً على طابعه التراثي، وقد أسسه مستثمر من آل فرعون، ثم انتقل إلى فرنسي تزوّج من قبياتية في ذروة اهتمام الريفيين اللبنانيين بإنتاج الحرير، وكانت القبيات من طلائع البلدات والقرى التي اهتم سكانها بتربية دودة “القزّ” منذ القرن الــ 18، قبل أن تأفل صناعة الحرير الطبيعي على أيدي المزارعين اللبنانيين تحت وطأة منافسة الصناعة الحديثة.

وشهدت فعاليّات الدورة العديد من العروض السينمائية والأفلام، منها فيلم “دنيا وأميرة حلب”، دراما كندية من 70 دقيقة، إخراج: ماريا ظريف، وأندريه قاضي، وتحكي قصة هجرة فتاة بعمر 6 سنوات بمساعدة أميرة حلب نحو عالم جديد.

وكذلك فيلم “الأرض الأم” للمخرج اللبناني بان فقيه، ويروي قصة فتاة هي الصغرى بين شقيقاتها الثلاث، يقمعها أهلها المحافظون لمشاركتها في احتجاجات ضد السلطة الحاكمة.

ثم فيلم “غزة حبيبتي” (Gaza Mon Amour)، للمخرجين طرزان وعرب ناصر، دراما 87 دقيقة، بالتشارك مع فلسطين وألمانيا والبرتغال وقطر وفرنسا، وهو فيلم عن صراع الصياد عيسى في محاولته حيازة الفتاة سهام التي أعجب بها، وحالت أحداث دون الحصول عليها.

وأيضاً فيلم “لين وأرواح الغابة” للمخرج الألماني ديتر شومان، 94 دقيقة وهو مخصص للناشئة والأطفال، ويحكي قصة رحلة فتاة بعمر 10 سنوات في غابة للترفيه، فإذا بها تقع بين الكثير من الوحوش البرية. إضافة إلى أفلام أخرى من بينها ، Love in Galilee، The Stolen Country of Mine Mountain.

كما شهدت فعاليات المهرجان عرض فيلم السدّ (84′) لعلي شرّي، وهو حكاية سياسية في إطار ثورة السودان.

وفي الإطار السينمائي أيضاً جرت عروض أفلام “رسائل بين النساء” والرسوم المتحركة، وفيها أفلام قصيرة أنتجتها نساء من عكار والهرمل بعد مشاركتهن في ورشة فيلم الدقيقة الواحدة، من تنظيم المخرجة المصرية أمل رمسيس قبل المهرجان، إضافة إلى أفلام الرسوم المتحركة التي أنتجها شبابٌ في الهرمل تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاماً تحت إشراف فادي سرياني، مؤسس منصّة الرسوم المتحركة للشباب.
مسابقة الأفلام المتوسطة

وهدفت هذه المسابقة لنقل مهرجان “ريف” إلى المستوى العالمي، وقد وردت للمهرجان أفلام من 32 دولة مختلفة، تمحورت مواضيعها حول فكرة “التحولات” (Transformations)، كلها وثائقيات، منها “اعترافات عدّاء” (Confessions of a Runner) للبناني بشار خطار، والروسي “Haulout” 25 دقيقة، والبلجيكي “العائد” (The Returned)، والبلجيكي “وهم الوفرة” (The Illusion of Abundance)، والكولومبي “موسيقى الغابة” (Sonic Forest) الذي فاز بالجائزة، وهو من إخراج جوش توماس، وسيمون هيرنانديز.

وتكمن أهمية الفيلم في نظر “لجنة سفراء الشباب” التي حكّمت المسابقة، أنه يضيء على دور السكان الأصليين في الحفاظ على الطبيعة الأم، وصلة الموسيقى التي ابتكرها الإنسان بالطبيعة.
مسابقة الأفلام القصيرة

وتقدّم للمنافسة في هذه المسابقة 120 فيلماً قصيراً لمخرجين شباب، اختير منها 11 فيلماً وصلت الى المرحلة النهائية من التنافس، وهي: “صراع النّجاة” إخراج: أنطوان عنتابي، “الطائر المهاجر” إخراج: موران مطر،”ترينو” إخراج: نجيب كثيري، “غرق” إخراج: أمير الشناوي، “زعترة” إخراج: أديب فرحات، “كيف تحوّلت جدّتي إلى كرسيّ” إخراج: نيكولا فتوح، “غداً يأتي الحب” إخراج: ركان مياسي، “آلة المخلب” إخراج: جورج سلامة، “هون قريب” إخراج: جهاد سعادة، “ذاكرة الأرض” إخراج: سميرة بدران، “نظر إليّ” إخراج: إفلين حليس.

وتألفت لجنة تحكيم المسابقة من المخرج هادي زكاك، والممثلة ندى بو فرحات، ومحمود القرق، خبير الرسوم المتحركة وعمليات ما بعد الإنتاج.

ونال الجائزة الأولى للمسابقة فيلم “آلة المخلب” (Claw Machine) للمخرج جورج سلامة، والجائزة الثانية لفيلم “هون قريب” (Not Far from Here) لجهاد سعادة مع تنويه لجنة التحكيم بالتمثيل الرائع لممثلي الفيلم: ربيع الأحمر، وليا جريج.

وذهبت جائزة التنويه الخاصة لفيلم “كيف تحوّلت جدتي الى كرسي” للمخرج نيقولا فتوح.

وشهدت العروض نقاشات حول موضوعات الأفلام، وتقنياتها، وأدار الحوارات كل من لارا أبو سعيفان، ريما قديسي، وإيلي كمال، وهم من العاملين في المجال الفني والسينمائي.

كما أعلن منظّمو المهرجان استمرار مسابقة الأفلام القصيرة تحت عنوان “التحوّلات عبر الإنترنت” مع عامة الناس حتى 30 الجاري، عبر منصة “أفلامنا” الإلكترونية مع جائزة الجمهور، ويمكن للمشاهدين متابعة 9 أفلام عبر المنصة.

نقولا طعمة

 

المصدر: الوفاق/ وكالات