القذائف تطال مراكز الجيش.. وإصابة 5 عسكريين لبنانيين

اشتباكات” عين الحلوة” مستمرة.. قتيل و3 جرحى

قرابة الساعة التاسعة، من صباح الاثنين، تجدّدت الاشتباكات في محور حي حطين - جبل الحليب في مخيم عين الحلوة، حيث استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، ما أسفر عن سقوط قتيل وثلاثة جرحى، نقلوا إلى مستشفى "الهمشري".

2023-09-12

وطاول رصاص القنص الأوتوستراد الشرقي الذي يربط مدينة صيدا بالجنوب، ما حدا بالقوى الأمنية إلى إقفاله بالشريط الأصفر، وتحويل السير للخط الساحلي.

ويأتي هذا التصعيد في ظل إقفال تام للدوائر الرسمية ومصالح المياه والمدارس والجامعات في مدينة صيدا، التي تشهد شللًا تامًا بعد ليل شبه هادئ تخلّله إطلاق رشقات رشاشة وبضعة قذائف صاروخية.

*القطاع التربوي يعيش حالة تخبط

في سياق متصل، يعيش القطاع التربوي الخاص في مدينة صيدا حالة من الإرباك نتيجة الوضع الأمني المتدهور في مخيم عين الحلوة، والذي تجاوز بعنف الخطوط الحمراء.

وللغاية، اضطرت العديد من إدارات المدارس الخاصة لتأجيل موعد بدء العام الدراسي الجديد الذي كان مقررًا الإثنين إلى موعد آخر، بانتظار ما ستحمله الأيام القادمة على صعيد معالجة الوضع في مخيم عين الحلوة، وللغاية يجري مسؤولو المدارس اتصالات مع فاعليات صيدا والأجهزة الأمنية لتقييم الوضع الأمني، وقد تلقوا نصيحة بالتريث وتأجيل موعد بدء الدراسة إلى موعد يحدد لاحقًا.

تجدر الإشارة إلى وجود 5 جامعات و10 مدارس رسمية وخاصة، تقع بمحيط مخيم عين الحلوة يتلقى فيها عشرات آلاف الطلاب الدراسة.

*الرصاص الطائش يصل إلى صيدا

وفي الوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات لليوم الخامس على التوالي، تحدثت معلومات عن إدخال أسلحة جديدة في المعارك، في حين لم يوفر المتقاتلون أحياء مدينة صيدا، والضواحي من القذائف والرصاص الطائش، ما ألحق أضرارًا في المؤسسات، والمنازل، والسيارات، والطرقات، الأمر الذي رفع مستوى الحذر لدى المواطنيين الذين لازموا منازلهم.

وبات خط حسبة صيدا، طريق الغازية، ومستديرة سراي صيدا، من أكثر الطرقات خطرًا.

في هذه الأثناء، أجمعت الفاعليات السياسية والعلمائية والحزبية والشعبية في صيدا على ضرورة وقف القتال في مخيم عين الحلوة، بعدما تجاوزت الاشتباكات الدامية بين الفلسطينيين الخطوط الحمراء.

وقالت: “إنّ هذا الأمر يتطلب جهدًا مضاعفًا من القيادات الفلسطينية المركزية في الضفة الغربية وغزة، لعدم تمكن القيادات الفلسطينية في لبنان من ضبط الوضع في المخيم، وسط انهيار أكثر من عشرة قرارات لوقف إطلاق النار”.

وأبدت الفاعليات الصيداوية استعدادها لمواصلة الجهود مع جميع الفصائل الفلسطينية لوقف النزف الدموي بين الإخوة الفلسطينيين في مخيم وتعمير عين الحلوة.

*إصابة 5 عسكريين من الجيش

هذا وأعلن الجيش اللبناني في بيان، على حسابه في منصة “إكس”، إصابة 5 عسكريين بسبب الاشتباكات المتواصلة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، قرب مدينة صيدا جنوبي لبنان.

وجاء في بيان الجيش: “في إثر الاشتباكات المسلحة داخل مخيم عين الحلوة، قرب صيدا، سقطت 3 قذائف في مركزَيْن عائدَيْن لوحدات الجيش المنتشرة في محيط المخيم، ما أدّى إلى إصابة 5 عسكريين أحدهم بحالة حرجة، وقد نقلوا إلى المستشفيات المجاورة للمعالجة”.

وأشار البيان إلى أنّ “قيادة الجيش تكرر تحذير الأطراف المعنية داخل المخيم من مغبّة تعريض المراكز العسكرية وعناصرها للخطر”، مؤكدةً أنّ “الجيش سيتخذ الإجراءات المناسبة”.

بدورها أدانت قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان استهداف مراكز الجيش اللبناني حول مخيم عين الحلوة، والذي أوقع خمسة جرحى بصفوف العسكريين، معتبرةً أن استهداف الجيش اللبناني عمل مشبوه يضر بالقضية الوطنية الفلسطينية ويخدم أعداء الشعبين الفلسطيني واللبناني وفي مقدمتهم العدو الصهيوني.

وقالت إننا في قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية نعتز بالعلاقة الطيبة مع الجيش اللبناني وقيادته الحكيمة والحريصة على أمن واستقرار أبناء شعبنا في كل المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان.

وتمنت قيادة المنظمة الشفاء العاجل للجرحى من عناصر الجيش اللبناني.

*”حماس” ترفض الاتهامات

من جهتها رفضت حركة “حماس” في لبنان، الاثنين، “الادعاءات الباطلة التي تتهم حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله بدعم الجماعات المسلحة في عين الحلوة”.

واعتبرت “حماس” أنّ هذه الادعاءات “محاولات قديمة جديدة ضمن المحاولات اليائسة لتشويه صورة حركة حماس والمقاومة الفلسطينية”.

وأكّدت الحركة أنّها عملت منذ اليوم الأول لتفجر أحداث المخيم من أجل وقف إطلاق النار، مشددةً على أنّها ستواصل جهودها مع المخلصين كافة لتحقيق الأمن في المخيم.

وشدّدت على أنّه لا يوجد بينها وبين الفصائل الفلسطينية في لبنان “معركة صلاحيات وسيطرة على القرار الفلسطيني”، مؤكّدةً أنّ هذه الادعاءات وغيرها “لا تخدم سوى الاحتلال الإسرائيلي وأعداء المقاومة الذين يعملون على تمزيق الصف الفلسطيني الداخلي”.

وكان الناطق باسم حركة “حماس”، جهاد طه، قد وصف الأحداث الأخيرة في مخيم عين الحلوة، بأنها تمثّل “محاولات لإعادة المنطقة إلى نقطة الصفر”، مشيراً إلى أن ما يجري “فتنةُ تمارسها جهات مشبوهة تسعى إلى تفتيت وإضعاف أمن المخيمات الفلسطينية”.

وقُتل شخص الإثنين وأصيب آخرون في الاشتباكات المستمرة بين حركة “فتح” ومجموعات متشددة داخل مخيم عين الحلوة لليوم الخامس على التوالي، ليرتفع عدد قتلى الاشتباكات في المخيم إلى 6، بعد مقتل 5 أشخاص، بينهم مدني.

ومساء الخميس الماضي، جرى التوصل إلى اتفاق بين الأطراف كافةً على وقف إطلاق النار  في مخيم عين الحلوة، لكن تمّ تسجيل عدّة خروقات، وعادت وتصاعدت حدة الاشتباك.

د.ح

المصدر: وكالات