مساعد رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية للوفاق:

الدول العربية محل اهتمام خاص للنشاطات الثقافية المشتركة

خاص الوفاق: روزبه: الدول العربية كان لها دائما مكانة خاصة في مجال الدبلوماسية الثقافية.

2023-10-03

موناسادات خواسته

 

التعاون الثقافي بين البلدان من الأمور الهامة التي لها تأثير مباشر في تعريف ثقافة البلد وتقديمه للدول الأخرى ولهذا نشهد أن للمستشارين الثقافيين في البلدان الأخرى دور هام، ودون شك المستشارون الثقافيون الإيرانيون لهم نشاطات واسعة، ونظراً لأهمية دول الجوار، سيعقد يوم السبت القادم اول مؤتمر إقليمي للمستشارين الإيرانيين في دول الجوار ويواصل نشاطاته حتى يوم الخميس 12 أكتوبر، في حسينية الزهراء (س) برابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية في طهران، وسيحضر المؤتمر شخصيات ثقافية ووزراء جمهورية ايران الإسلامية إضافة إلى حضور 23 مستشارا ثقافيا إيرانيا في دول الجوار.

 

 

على أعتاب إقامة المؤتمر أقيم مؤتمر صحفي حضره الدكتور حسين روزبه مساعد رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية في الشؤون الثقافية والدولية، وجمع من المراسلين المحليين والأجانب وغيرهم، حيث شرح روزبه النشاطات التي تُقام خلال أيام إقامة المؤتمر، وبعد ذلك رد على أسئلة المراسلين، فسألته “الوفاق” عن حضور مستشاري الدول العربية، واتجاه رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية بالنسبة للدول العربية، فهكذا رد علينا بالجواب: سيشارك في المؤتمر مستشارونا الثقافيون في الدول العربية المجاورة وهم في العراق ودولة قطر وسلطنة عمان، ولدى المستشارين الثقافيين الإيرانيين أنشطة ثقافية كثيرة في الدول العربية، لأن المستشارية الثقافية تعتبر مؤسسة رسمية مقبولة من قبل المضيف، وهي تتابع جميع الأنشطة الثقافية بما في ذلك النشر، وهي جزء من واجباتهم، وهم بالتأكيد يتابعون ويروجون لمسألة النشر والكتب والسينما وكل الأمور الثقافية التي هي في نطاق أنشطتهم.

 

أما التركيز في هذا المؤتمر على الدول المجاورة وبعض جيراننا موجودون في البيئة العربية، وهذا التركيز الخاص على الجيران سيشمل البيئة العربية، سواء في التخطيط أو في الدعم.

 

لقد كانت البيئة العربية محل اهتمام خاص لرابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية منذ زمن طويل وستظل كذلك حتى اليوم بسبب مكوناتها الثقافية المشتركة.

 

القدرات الثقافية الإيرانية

 

وفي معرض رده على سؤال الوفاق حول الإتجاه الجديد للرابطة بالنسبة للدول العربية قال روزبه: من المرجح أن تتدفق القدرات الثقافية الموجودة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة العربية.

 

الدول العربية كان لها دائما مكانة خاصة في مجال الدبلوماسية الثقافية، ونظراً لهذه الامور وبعد الاتفاق مع المملكة العربية السعودية، فقد منحنا المزيد من الفرص لزيادة نطاق التعاون الثقافي.

 

وأضاف: إن خطاب الثورة الإسلامية له جماهير كثيرة في المنطقة، كما أن التطورات الجديدة التي حدثت في مجال الدبلوماسية والسياسة الخارجية خلقت فرصاً جديدة للدبلوماسية الثقافية للبلاد للتعريف بنفسها في العالم العربي.

 

وعليه، فإن المستشار الثقافي لبلادنا في المملكة العربية السعودية سيبدأ قريباً عمله في هذا البلد بعد اجتيازه الإجراءات القانونية، وسيفتح فصلاً جديداً في الدبلوماسية والتفاعلات الثقافية.

 

هذه الفرصة والنهج الجديد مع المملكة العربية السعودية يقدم الفرصة للدبلوماسية الثقافية الإيرانية حتى تتمكن من نقل رواية أكثر دقة عن نفسها إلى العالم العربي والتعبير عن هذا الجو الثقافي بطريقة أكثر وضوحا.

 

وبطبيعة الحال، فإن التطوير الرسمي لوجود المستشارين الإيرانيين في الدول العربية ومنطقة الخليج الفارسي هو أحد الإجراءات التي ستكون على جدول أعمال الرابطة، ومن الممكن الآن إعادة فتح بعض المستشاريات الثقافية التي تم إغلاقها بسبب بعض الظروف السابقة، وسنكون حاضرين في البيئة العربية بشكل أكثر تماسكاً مما كنّا عليه في الماضي وسننخرط في أنشطة واسعة من الدبلوماسية الثقافية.

 

الفرص الإقليمية وإتجاهات ثقافية جديدة

 

وأكد مساعد رئيس رابطة الشؤون الثقافية والدولية على أن الفرص الإقليمية الجديدة والقدرات القيمة في المحافظات الحدودية تحظى باهتمام خاص في المؤتمر الإقليمي للممثلين الثقافيين للجمهورية الإسلامية في البلدان المجاورة وقدّموا محتويات جديدة للعالم.

 

ووصف حسين روزبه، أوضاع المنطقة باعتبارها تتمتع بفرص كبيرة وفريدة من نوعها في مجال الدبلوماسية الثقافية والسياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية.

 

وقال: إننا نشهد ترتيباً جديداً في المنطقة الجغرافية للدول المجاورة، حيث خلقت الاتجاهات الثقافية الكلية فرصاً جديدة في مجال الدبلوماسية، وكان من الضروري اتخاذ إجراءات جادة وعملية من أجل استفادة هذه الفرص في الوقت المناسب، وإيجاد مساحة مناسبة للجهود المشتركة، ويجب إنشاء فعاليات جديدة للدبلوماسية الثقافية.

 

وذكر أن النظام الجديد في منطقة غرب آسيا هو رواية لإتجاهات سياسية وثقافية جديدة، وفي هذه المنطقة، ظهر خطاب “نحن نستطيع” وأتاح فرصاً جديدة لجمهورية إيران الإسلامية.

 

وبناءً على ذلك، تقرر عقد المؤتمر الإقليمي الأول للممثلين الثقافيين للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الدول المجاورة بطهران من أجل التعرف على الفرص الجديدة للمنطقة ومناقشة تطوراتها في القطاع الثقافي بالتعاون مع نشطاء الدبلوماسية الثقافية للبلاد.

 

وأضاف روزبه: إن نهج برامج التحول لرابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية والإتصال في هذا الوضع الجديد للمنطقة هو الاستفادة من قدرات المحافظات، وخاصة المحافظات الحدودية للبلاد.

 

التركيز على الفرص الإقليمية الجديدة وقدرات المحافظات

 

واعتبر روزبه العنصرين اللذين سيهتم بهما في هذا المؤتمر هما: الفرص الإقليمية الجديدة والقدرات القيمة في المحافظات الحدودية وقال: بطبيعة الحال، فإن تناول هذين العنصرين لن يجعلنا نتجاهل أو نترك جانباً من مكونات أخرى مهمة موجودة في مجال الدبلوماسية الثقافية والتي تركز عليها الرابطة.

 

وفي الحقيقة أن أولويات المؤتمر هي العنصران المذكوران، إلا أن قضايا أخرى ستحظى أيضاً باهتمام جدي بحضور شخصيات سياسية وثقافية واجتماعية بارزة.

 

وأكد روزبه على أن القدرات الثقافية الغنية في المحافظات الحدودية والأوضاع الإقليمية الجديدة جعلت انعقاد هذا المؤتمر في غاية الأهمية، مضيفاً: وعليه فإننا نستخدم شعار “الدبلوماسية الثقافية؛ الفرص الإقليمية والقدرات الإقليمية” لهذا الحدث الهام، ولمدة ستة أيام سنستضيف مجموعة واسعة من الأشخاص المؤثرين، بما في ذلك شبكة الدبلوماسية الثقافية في الدول المجاورة، ومجموعة من كبار مسؤولي البلاد، وسنحاول فحص وشرح الدبلوماسية الثقافية للجمهورية الإسلامية بالتفصيل حتى نتمكن من تحقيق الأهداف لها.

 

وتابع روزبه: هدفنا الرئيس سيكون تفعيل القدرات الثقافية في المحافظات الحدودية والاستفادة المثلى من هذا الكنز لتحقيق أهداف الدبلوماسية الثقافية، وعليه، فقد تمت دعوة محافظي هذه المحافظات أيضاً في هذا الاجتماع إلى العمل مع زملائهم الإقليميين في المجالات الثقافية والمتعلقة بالدبلوماسية الثقافية، على تقديم إحداثيات أكثر دقة لقدرات مقاطعاتهم المشرقة إلى مستشارينا الثقافيين في دول المنطقة.

 

فرصة ثمينة مع التنوع الديني في البلاد

 

وفي جزء آخر من هذا اللقاء، اعتبر روزبه التنوع الديني في البلاد فرصة ثمينة وقال: هذه القدرة، في الواقع، تساعد الدبلوماسية الثقافية لبلدنا، والتي تسببت في ديناميكية وتعزيز سياستنا الخارجية وسياستنا الثقافية، وفي اتجاه تعزيز الخطاب الثقافي لإيران الإسلامية، وخلقت بحراً من فرص وقدرات جديدة وقيمة.

 

وذكر: نحاول في هذا اللقاء التعرف على هذه القدرات بشكل أفضل وأكثر، وبدعم من هذه القدرة، يتم تشبيك الزملاء في مجال الدبلوماسية الثقافية مع القطاعات الثقافية الأخرى بما في ذلك الفئات الفرعية لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ووزارة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية، فلنربط بين الثقافة والسياحة والصناعات اليدوية في المحافظات حتى تصبح الإمكانات الكامنة فعلية وكذلك يصبح طريق تعزيز الدبلوماسية الثقافية أكثر سلاسة.

 

وذكر أن المهمة الرئيسية للرابطة في خارج الحدود ولذلك، في هذا الاجتماع، ينصب تركيزنا على تحديد وإحصاء وتحقيق القدرات الثقافية في المحافظات وخاصة بالمحافظات الحدودية.

 

الاهتمام الجاد بإبراز قيمنا العظيمة في المنطقة

 

واعتبر روزبه أن أساس الدبلوماسية الثقافية للجمهورية الإسلامية يقوم على الصداقة وخلق أجواء سلمية مع دول المنطقة والعالم، وقال: إن اهتمامنا الجاد في مجال الثقافة هو إبراز القيم العظيمة التي نتمتع بها في المنطقة.

 

وأكد: تربطنا علاقات اقتصادية وثقافية في المنطقة منذ قرون وعشنا معاً على هذا الأساس. وحتى الآن فإن أصالة وجهة النظر متجذرة في أجواء الصداقة والسلام والترابط، ومع النهج الجديد والتحول الذي طرأ على الحكومة الـ13، نسعى إلى حل المشكلة والتعاون بشكل أكبر مع دول المنطقة، ولدينا هذه السياسة وسنستمع الى وجهة النظر الثقافية.

 

وأشار روزبه إلى القدرات الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وتاريخها الحضاري وقال: إن هذه الجغرافيا العظيمة والمتميزة كانت لها كلمات ثقافية غنية لسكان المنطقة والعالم في جميع عصور التاريخ.

 

وفي أغلب الأحيان، قدم الإيرانيون هذه الكلمات الثقافية الرائعة والجذابة للعالم في شكل أفكار ومضامين جديدة، ولذلك فإن التاريخ الثقافي لبلادنا له مساهمة خاصة في تاريخ البشرية.

 

وأكد أننا بحاجة إلى دبلوماسية ثقافية ذكية لعرض أهدافنا وخططنا بشكل أكثر دقة، وأضاف: ولهذا الغرض لا بد من معرفة القدرات الموجودة بشكل أفضل ومعرفة المجال والمنصة التي يمكننا العمل فيها لتحقيق إنجازاتنا الثقافية. إن تحديد القدرات ونقلها بشكل صحيح ودقيق إلى الآخرين يتطلب تجمعاً فكرياً وتماسكاً تنفيذياً، وهو ما يرتكز عليه المؤتمر المقبل.

 

نبحث عن الوحدة في المنطقة

 

وأشار إلى دور رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية باعتبارها المقر الرئيسي للهيئة الثقافية في البلاد وتابع: يجب أن يكون المستشارون الثقافيون والمؤسسات المختلفة التي تعمل في المجالات الثقافية متماسكة ومتحدة في إطار شبكة ثقافية فعالة، ولذلك، من الضروري أن يكون الطرفان على دراية بخطط وأهداف واهتمامات كل منهما والتسهيلات الخاصة به، حتى يتمكنا من تنفيذ خططهما وواجباتهما بشكل أسرع وأكثر دقة.

 

وأكد أنه لأول مرة في هذا المؤتمر، سنهتم بالقدرات الثقافية للمحافظات الحدودية لتعزيز الدبلوماسية الثقافية، وقال: نظراً للقرب الجغرافي لهذه المقاطعات من الدول المجاورة، يمكننا التحدث بسرعة وفعالية أكبر، فلننقل اعتزازنا الثقافي إليهم. وبطبيعة الحال، هناك قدرة في هذه المقاطعات على تطوير أنشطة ثقافية جديدة، ونحن نتطلع إلى تحديد أفضل ونقل الخبرات إلى لاعبين آخرين في مجال الدبلوماسية الثقافية في البلاد.

 

السياحة؛ أحد المكونات الرئيسية للدبلوماسية الثقافية

 

وأكد، ان أحد المكونات الرئيسية لشبكة الدبلوماسية الثقافية هو مجال السياحة وقال: “في هذا القطاع نأخذ نظرة واسعة وشاملة وبمساعدة الناشطين في هذا المجال في البلاد الذين سيتم دعوتهم إلى القمة”. سنعين مستشارين ثقافيين في الدول المجاورة وسنعمل على جعل قدراتنا ومنشآتنا السياحية أكثر وعياً حتى نتمكن من توفير المزيد من الفرص للسياح من الدول المجاورة.

 

وأكد روزبه: بما أن السياحة أصبحت أحد القطاعات الرئيسية في صناعات بناء الهوية الثقافية، فسوف نولي هذا الموضوع اهتماماً خاصاً في مجال الدبلوماسية الثقافية، وذكر، ان المناطق الحرة أحد القطاعات التي ستكون فعالة في مجال الدبلوماسية الثقافية.

 

كما أكد على أهمية الدبلوماسية الدينية في تعزيز أهداف منظمة الثقافة والاتصال الإسلامية وقال: بناء على ذلك، سيكون للمؤسسات ذات الصلة بالمجالات الدينية في البلاد ممثلون في هذا المؤتمر وستناقش قضايا مثل الحوار بين الأديان والتقارب بين المذاهب، وسيتم قياس القدرة.

 

على سبيل المثال، لأول مرة يتم اختيار مستشار ثقافي من إخوان السنة ليكون في مصر، وهو يتابع نشاطه بجدية.

 

التقدم العلمي جزء لا يتجزأ من الدبلوماسية الثقافية

 

وفي الجزء الأخير من هذا اللقاء أشار روزبه إلى أهمية ازدهار اقتصاد الثقافة في مجال القواعد المعرفية وقال: إن الأمر الاستثنائي هو القدرة العلمية لبلدنا وتعتبر فرصة جيدة جداً لظهور مستشارينا الثقافيين في المنطقة وذكر: يجب أن نشير إلى أن التقدم العلمي اليوم أصبح جزءا لا يتجزأ من الدبلوماسية الثقافية وموضوعا جذابا لوجود بلادنا في المنطقة والعالم. في الواقع يعد تقديم الإنجازات العلمية والتكنولوجية لبلادنا إلى الدول الأخرى جزءاً مهماً من دبلوماسيتنا الثقافية.

 

واعتبر روزبه أن أحد المقاربات الجديدة التي ينبغي تطبيقها بين دول المنطقة هو موضوع التراث الثقافي وأوضح: هناك قدرات كبيرة وقيمة في مجال التراث المكتوب لدول المنطقة ويتم الاحتفاظ بالعديد من الوثائق فيها. الدول التي لا بد من تقاسمها بين دول المنطقة. وبهذه الطريقة، بالإضافة إلى الحفاظ على التراث المكتوب، فإن المعرفة الصحيحة بتاريخها ستساعد في تنمية البلدان.

 

وفي النهاية ذكر أن موضوع الإعلام هو أحد الركائز الأساسية للدبلوماسية الثقافية وقال: إن هذا القطاع كان دائما محور اهتمامنا في الدبلوماسية الثقافية، وهناك برامج خاصة في هذا اللقاء وسيعقد بحضور مسؤولين في هيئة الإذاعة والتلفزيون والوكيل الصحفي لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي.

 

أ.ش

 

المصدر: الوفاق/ خاص

الاخبار ذات الصلة