الشعب الإيراني يعلن إستعداده لإستئصال الغدّة السرطانية

وفي بقيّة المحافظات الايرانية شارك صباح الجمعة ملايين المواطنين في المسيرات المليونية في أنحاء ايران نصرةً لشعب فلسطين المظلوم.

2023-10-13

خرج أبناء الشعب الايراني المسلم في مسيرات عارمة انطلقت نحو أماكن إقامة صلاة الجمعة، في كافة أنحاء البلاد تنديدا بجرائم الكيان الصهيوني القاتل للاطفال، وتأكيدا على دعم فلسطين وإبداء الشكر لله تعالى للانتصار الذي حققه المجاهدون الفلسطينيون، وذلك بالتزامن مع مسيرات مماثلة عمّت البلدان الاسلامية، الجمعة. وإنطلقت المظاهرات في العاصمة الايرانية طهران عند الساعة العاشرة والنصف نحو جامعة طهران التي أقيمت فيها صلاة الجمعة، كما انطلقت ايضا في مراكز ومدن مختلف المحافظات الايرانية وحتى القرى والمناطق الريفية، ورفع المتظاهرون لافتات دعماً للشعب الفلسطيني، وتنديداً بالجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق المدنيين العُزّل في قطاع غزة.

*الشعب يعلن استعداده لنصرة فلسطين

وفي اليوم الأول من النجاح الباهر الذي حقّقته عملية “طوفان الأقصى” خرج الشعب في العديد من المحافظات  احتفالاً بانتصارات المقاومة الفلسطينية، وبهذه المسيرة الثانية في ايران عقد الشعب الايراني المسلم العزم على ضمّ صوته لكافة المسلمين والاحرار في العالم لإدانة الجرائم الصهيونية التي تحظى بدعم الشيطان الاكبر اميركا المجرمة، تعويضا عن ماء وجهه المهدور. وأعلن أهالي طهران بكل فخر استعدادهم للقتال مع الأحرار الفلسطينيين لإستئصال الغدّة السرطانية الصهيونية في المنطقة.

 وفي بقيّة المحافظات الايرانية شارك صباح الجمعة ملايين المواطنين في المسيرات المليونية في أنحاء ايران نصرةً لشعب فلسطين المظلوم، مُشيدين بانتصار بأبطال المقاومة الفلسطينية في عملية “طوفان الأقصى”، وردّد المتظاهرون شعارات “الموت لإسرائيل” و”الموت للكيان القاتل للأطفال” و”الموت للغطرسة العالمية” و”الموت لأمريكا” و”الموت لبريطانيا” وعبروا عن حقدهم واشمئزازهم من الظالمين.

 

*أكبر هزيمة للكيان الزائف منذ نشأته

الى ذلك، أكد القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي، الجمعة، في كلمة ألقاها امام جموع المصلين في مراسم صلاة الجمعة في طهران عقب المسيرة الحاشدة، ان اكبر هزيمة منذ تاريخ نشاة الكيان الصهيوني الزائف منذ عام 1948 وحتى الان، يتلقاها هذا الكيان وكذلك أكبر انتصار للثورة الفلسطينية، سجلت خلال عملية طوفان الاقصى.

واضاف اللواء سلامي: ان (عملية طوفان الأقصى) الحدث الجاري منذ اسبوع من الان هو صدمة عظيمة للعالم برمته وقد أغرق العالم في الدهشة والحيرة، وهو حدث غير مسبوق، فاق تصورات كافة اصحاب الرأي والمفكرين وصناع الاستراتيجيات والساسة في العالم، وقد رأينا في صباح السبت الماضي وهجا استثنائيا في الكرة الارضية، وكأنّ آيات المصحف الشريف قد فُسّرت على الأرض للفلسطينيين.

 

*الدعم الاميركي السخي للكيان الصهيوني

واعتبر اللواء سلامي عملية “طوفان الاقصى” نتاجا لتراكم المحن على شعب شرده الغاصبون لبلاده، واضاف بأن الذاكرة التاريخية لدى المسلمين لم تنس ابدا الدعم الاميركي السخي للكيان الصهيوني طوال مئة عام على غصب فلسطين، وكافة الحروب بين الدول الاسلامية والصهاينة منذ ذلك التاريخ وحتى الآن وعشرات آلاف المجازر الوحشية، وكذلك الفيتو الاميركي لكافة القرارات الاممية ضد “اسرائيل” الغاصبة، الى جانب الدعم الاميركي العسكري والاستخباري واللوجستي والحرب النفسية والاعلامية لحماية الصهاينة، فلم يتوانى الاميركيون عن تقديم اية مساعدة ممكنة والمساندة بأعلى مستوياتها.

 

*أهمية وثقل الهزيمة لاسرائيل

واكد القائد العام للحرس الثوري ان اهمية وثقل هذه الهزيمة لاسرائيل تكمن في قدرة الفلسطينيين على توجيه أشد ضربة مهلكة وقاصمة للمنظومة الامنية والجهاز الاستخباري والجيش الصهيوني، دون مشاركة من أية جهة أخرى، والقضاء على الأسطورة المصطنعة بان هذا الكيان لا يهزم، وان اهمية هذه العملية هي ايضا في اعتراف “اسرائيل” بتلقي الهزيمة وانتصار فلسطين، فالهزيمة كانت مدوية جدا وانتصار فلسطين كانت مبهرة.

وتابع ” كما نعلم جميعا فان سر حياة وبقاء الكيان الصهيوني يعتمد على 4 عناصر هي، الدعم الخارجي من بعض القوى كأميركا وبريطانيا والمانيا وفرنسا وبعض الدول الاخرى، فالكيان الصهيوني ليست له جغرافيا سياسية مستقلة، وهو جزء من الجغرافيا السياسية الاميركية، ان هذا الكيان هو ولاية اميركية منفصلة وهي ولاية مسمومة ومجرمة ومحتلة بلا رحمة، وقاتلة للاطفال وسفاكة للدماء، فاسرائيل هي ترجمة للسياسات الاميركية في العالم الاسلامي، وهزيمتها مهمة لأن لها صلة عميقة باميركا المجرمة.

 

اما العنصر الثاني هي الاسطورة الزائفة للقوة الامنية والاستخبارية لهذا الكيان الذي كان يظهر نفسه امام العالم بانه من المستحيل هزيمته، لكن قدرة حماس على ادخال اكثر من الف شخص (الى الاراضي المحتلة) يظهر عظمة انتصار فصائل المقاومة الفلسطينية. واضاف: عندما وصل المجاهدون الفلسطينيون كان هؤلاء نائمون، وهذا ليس إلاّ نصرة وإمداداً ربانيا، فهذه النصرة الالهية هي التي أغشتهم وجعلتهم لايبصرون الجنود الربانيين، ان هذه المنظومة الامنية المتواجدة في الحقيقة، قد تلقت الهزيمة في أكبر حرب استخباراتية في العالم ولا يمكن التعويض عنها وجبرها.

 

*الثقة بالجيش الصهيوني إنهارت

واشار اللواء سلامي الى العنصر الثالث وهو وجود جيش مجهّز (لدى الصهاينة)، لكن مع هذا الفعل الضعيف جدا فان الثقة بالجيش الصهيوني قد انهارت في الكيان، اما العنصر الرابع من اسرار بقاء هذا الكيان كانت القدرة على الإخافة وتنفيذ حرب نفسية قل نظيرها والمدعومة بالدعم السياسي الغربي، لكن عملية “طوفان الاقصى” نزعت هذا الغشاء وهالة الحرب النفسية، عن وجه الصهاينة، وكشفت الحجم الحقيقي لقوة هذا الكيان. واكد القائد العام للحرس الثوري ان الكيان الصهيوني قد فقد العناصر الاربعة في العملية الاخيرة التي نفذها الفلسطينيون ، كما عجز الاميركيون عن فعل أي شيء قبل بدء هذه العملية. واشار اللواء سلامي ان حالة الضياع الاجتماعي والاحباط والاضطراب والخشية الداخلية من اتساع دائرة الحرب، تلف الآن الاراضي المحتلة.

من جانبه، اعتبر خطيب جمعة طهران “حجة الاسلام السيد احمد خاتمي”: ان نهوض المسلمين في أرجاء العالم نصرة للمقاومين الفلسطينيين، ظاهرة مباركة تبعث على الثناء، ومثالا على الصحوة الاسلامية التي تدعو اليها الثورة الاسلامية في ايران. واستدل “اية الله خاتمي” في تصريحه من على منبر الجمعة بطهران، بآي الذكر الحكيم، قائلا: ان زوال الظالمين امر محتوم بناء على الوعد الالهي. واضاف: سيتم اعادة اعمار قطاع غزة بفضل الله تعالى، ومصير الصهاينة، كما وعد به سماحة قائد الثورة، الى زوال. 

 

المصدر: الوفاق