ويؤكّد الإمام الخامنئي (حفظه الله ) في هذه اللقاءات أنّ جهاد التبيين فريضةٌ لها ثلاث خصائص أساسية؛ أوّلاً أنّها فريضة حتمية لا يمكن التخلّي عنها وتركها. ثانياً أنّها فريضة فورية غير قابلة للتأجيل والتأخير، وثالثاً أنّها فريضة على الجميع لا تَسقط بقيام البعض بها عن البعض الآخر.
النقطة التي يُركز عليها الكتاب هي التوجه إلى فلسفة جهاد التبيين والسبب الرئيسي وراء هذا الاهتمام الكبير والعناية الشديدة التي نشاهدها من قبل سماحة الإمام القائد (حفظه الله) لهذا المفهوم الإسلامي العظيم. في الحقيقة، المنطلق الأساس في وجوب جهاد التبيين تكمن في مكانة “الرأي العام” لدى الإسلام وأهميته البالغة لدى الثورة الإسلامية.
في الكتاب يقول السيد القائد (حفظه الله) أن النموذج الغربي المادي في هذا المجال مبنيّ على “صناعة الرأي العام” وذلك عبر امبراطورية إعلامية تقوم بالتحريض والتحريف والتضليل، بينما النموذج الإسلامي الثوري مبنيّ على “هداية الرأي العام” (وليس صناعته)، وذلك عبر التنوير والتبليغ والتبيين.
والنموذج الغربي لا يحترم عقول الناس وقلوبهم، ورغم ادعاءاته الفارغة وشعاراته الرنّانة لا يحترم حرّية اختيار الإنسان وإرادته، فلذلك يسعى جاهداً لاقتياد الشعوب والجماهير عبر صناعة الرأي العام وفق مصالحه المادية وليس وفق الحقائق والوقائع، بينما النموذج الإسلامي ملتزم بمبدأ تكريم الإنسان وحريته في الاختيار والإرادة ويؤكّد على احترام العقول والقلوب، فلذلك بدل أن يموّه الحقيقة ويشوّه الواقع يقدّم الصورة الشفافة للأمور أمام أنظار الرأي العام لكي يرى الحقيقة كما هي والواقع كما هو ثمّ يختار الطريق بملء إرادته واختياره.
ويتألف هذا الكتاب من خمسة فصول:
1)عموميات البحث: تحدث فيها الإمام الخامنئي عن الجهاد بشكل عام، ثم تطرق الى جهاد التبيين بشكل خاص وأهمية هذا النوع من الجهاد، وآثاره وأضرار تركه، بالإضافة الى النماذج التاريخية عنه في تاريخ الأنبياء والأئمة والصحابة وفي تاريخ الثورة الإسلامية.
2)مستلزمات جهاد التبيين: التي عدّدها الإمام الخامنئي بالتفصيل والإحاطة الشاملة.
3)الأساليب والمنهجيات: استعرض الإمام العديد منها بشكل عام.
4)المواضيع التي تحتاج الى تبيين: بيّن الإمام في هذا الفصل المواضيع والإشكاليات التي يجب أن تكون لها الأولوية في الوقت الحالي، لارتباطها بمجريات الأحداث في الجمهورية الإسلامية وفي المنطقة والعالم.
5)وظائف الطبقات الخاصة: التي يتركز عليها وجوب هذا الجهاد بالدرجة الأولى، كلٍّ بحسب اختصاصه مثل: المسؤولون، النخب، الحوزات العلمية، أئمة الجمعة والجماعات، العلماء والمبلّغون، أساتذة الجامعات، الطلاب والشباب، النساء، الفنانون والشعراء، الرواديد، الصحف ووسائل الإعلام، فئاتٍ أخرى..
أ.ش