"غزال عكا"

غسان كنفاني كما عرفته رائدة طه

التوصيف للأديب والمناضل غسان كنفاني. هو: "غزال عكا"، نظراً لكل حيثيات شخصيته وأولها وسامته. لذا اختارته الفنانة رائدة طه عنواناً لمسرحيتها الجديدة التي إفتتحتها مساء الجمعة في 13 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري على خشبة مسرح المدينة

بعد عرضي مسرح المدينة في 13 و14 تشرين الأول /أكتوبر الجاري تقدم الفنانة الفلسطينية رائدة طه عملها الجديد: غزال عكا، إخراج ودراماتورجيا جنيد سري الدين، في عرضين آخرين يومي 19 و21 الجاري على خشبة زقاق – نهر بيروت، قبل أن تسافر بها إلى عدد من الخشبات العربية.

 

كاريزما مطلقة تجعل منها أيقونة مسرحية، لقدرتها على جذب الجمهور طوال مدة عرضها بأسلوبها الرائع في رواية قصصها إعتماداً على ذاكرتها الخصبة التي تحفظ كل شيء خصوصاً أسماء وعناوين الأماكن والأشخاص. وهو ما سهّل عليها مهمتها في تقديم شهادتها عبر قصص عديدة عرفتها مباشرة أو سمعتها فأسندتها.

 

افتتاح المسرحية في 13 الجاري مبرمج منذ أسابيع وإذا بالصدفة تجعله مواكباً لأكبر حدث في تاريخ الأمة: طوفان الأقصى. وهو ما تناولته في كلمة الختام المقتضبة مؤكدة على أن خيار المواجهة هو الأجدى في العملية الثورية.

المادة المسرحية تصوّب على بطل العمل – غزال عكا، الأديب والمناضل غسان كنفاني، على حضوره وسط عائلته، أصدقائه، رفاق الكتابة والنضال، وبينهم المناضل علي طه – والد رائدة – الذي كان صديقاً لـ كنفاني وناقشا مرة من منهما سيموت قبل الآخر، وإذا بالأيام تحسم الأمر ويستشهدان في تاريخ متقارب جداً عام 1972.

 

من خلال الكلام عن وحول كنفاني تروي رائدة جانباً ميدانياً من تاريخ فلسطين وتضع ملفات ومؤلفات كنفاني على الطاولة وتقوم بتشريح مواقفه وكلماته بكثير من الموضوعية، ووصل بها الأمر أن ركزت على ما يحبه من الفنون والصوت الذي يأسره في الغرب – إيرثا كيت التي عرف لاحقاً أنها أحيت حفلاً للوكالة اليهودية فقام بتحطيم جميع أسطواناتها – وعلى تسجيل للصوت أدت رائدة وصلة رقص غربية متناسقة حميمة ككل أخبارها عن الغزال الذي تنبهر به شكلاً ومضموناً.

 

وعندما تتناوله كاتباً تروي كيف أنها كلما أعادت قراءة مقالة أو كتاب له إكتشفت أنها تقرأ شيئاً جديداً لم تقرأه من قبل. وتتناول مزاياه وخصاله مزاجه منوهة برغبته الدائمة في مساحة خاصة به لا يحب أن يتدخل فيها أحد.

 

تفاعل الصالة كان مثالياً، أما هي فكانت ثابتة حازمة متمكنة واثقة مع ذاكرة لا تبرد أبداً.

 

أ.ش

المصدر: الميادين