خلال ندوة في إطار فعاليات “صالون الجزائر الدولي للكتاب”، قدّم روائيون يوم الاثنين في الجزائر العاصمة، تجاربهم المختلفة في سرد القضية الفلسطينية روائياً، من خلال أعمال تضامنت مع هذه القضية وتناولتها من جوانب موضوعاتية وفنية متعددة.
وعبّر هؤلاء الكتاب في ندوة بعنوان “الرواية الجزائرية والتغريبة الفلسطينية”، عن تعلّقهم الوجداني الكبير بالقضية الفلسطينية العادلة والتي عكستها العديد من أعمالهم الروائية، و “حزنهم الشديد” على ما يجري حالياً في فلسطين وقطاع غزة بالخصوص من عدوان وحشي.
وعبّر الروائي واسيني الأعرج عن سعادته بحضور هذه الجلسة “التضامنية”، كما سماها، والتي هي بمثابة “تحية لغزة وللشعب الفلسطيني”، مقدّماً روايته “سوناتا لأشباح القدس” (2009) التي تحكي عن النكبة الفلسطينية من خلال مواضيع التهجير والذاكرة والصمود، وهذا عبر قصة فتاة تدعى “مي” تطرد عائلتها من طرف المحتل الصهيوني في 1948 لتسافر برفقتها إلى الولايات المتحدة، غير أنها تصاب في نهاية حياتها بالسرطان فتوصي بأن يحرق جسدها ويذر رمادها بفلسطين.
أما الروائي والناقد الأدبي محمد ساري، فقال إن الكيان الصهيوني “أظهر وجهه الإرهابي الحقيقي”، وأن “الغرب الذي كان يتشدّق بحرية الرأي والتعبير وحقوق الإنسان أظهر بدل ذلك وبكل وقاحة حرية القتل ..”، لافتاً إلى أن ممارسات هذا الكيان “هي نفسها ممارسات فرنسا إبان احتلالها للجزائر”.
وعاد ساري إلى عمله الروائي “نيران وادي عيزر” (2022) التي تتحدث عن الإبادة الفرنسية للجزائريين بـ “النابالم” وتهجيرهم الجماعي في السنوات الأخيرة للثورة التحريرية والزج بهم في المحتشدات، معتبراً أن “الممارسات الإجرامية نفسها تتكرّر اليوم في فلسطين وفي قطاع غزة بالخصوص”.
ثم الروائي علاوة جلاوجي، الذي قال إن “ما يحدث في فلسطين وقطاع غزة فضيحة كبرى لأولئك (الغربيين) الذين نصّبوا أنفسهم حماة للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير، فهو وصمة عار في جبين هؤلاء الذين يعتقدون أنهم المركز المشعّ للإنسانية، رغم أن تاريخهم حافل بالمجازر والإبادات والإرهاب في كل مكان من هذا العالم”.
وعن السردية المتعلقة بالقضية الفلسطينية قال جلاوجي إن هناك نوعين من السرد، فالأول “سردية الواقع” والتي يعكسها “الحب الكبير الذي يكنّه الجزائريون لفلسطين وللشعب الفلسطيني وتضامنهم الدائم معه”، وأما الثاني فـــ”سردية تخيّليّة” تترجمها الكتابات الكثيرة لأدباء ومثقفين جزائريين عن هذه القضية.
أ.ش