المجازر المروّعة، قطع مياه الشرب، قصف المستشفيات، سيارات الإسعاف، تدمير المنازل والمساجد والكنائس، قطع الاتصالات، ضرب مراكز الإيواء، المخيمات المكتظة، استخدام الفوسفور والقذائف المحرّمة دولياً، انتهاك حقوق الإنسان إلخ….
وإلى التنديد والإدانة، والتظاهرات الشعبية في شتى دول العالم، هناك فعاليات وتحرّكات رمزية قد تغني عن بيانات مدبجة، وإدانات لا تسمن و لا تغني من جوع.
ومع تصاعد الإجرام الإسرائيلي “يتفجّر” العنفوان، ويعبّر الفنانون الفلسطينيون والعرب وغيرهم عن مكنوناتٍ مهيبة تواجه الواقع ولو بكلمة أو لوحة أو رسمة أو بصرخة….
في المضمار، انتشرت عبر وسائل التواصل رسومٌ كاريكاتيرية بسيطة ممهورة بتوقيع (سالي سميرة) نعرض منها الآتي:
اللوحة المعبّرة تحاكي المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في مخيم جباليا حيث تقول الأم: “أولادي ثلاثة يا عالم دوروا بلكي بلاقي واحد عايش”.
الصورة الثانية للشهيدة مرح مع عبارة: “هذي مرح بتحب الرسم كانت”. وتحاكي هذه الرسمة استشهاد الإعلامية الزميلة شيرين أبو عاقلة، فتظهر ميكرفوناً موشّحاً بالعلم الفلسطيني مع عبارة الشهيدة: “خلّي المعنويات عالية”. وفي لوحةٍ مؤثرة جداً، تبرز هذه اللوحة صراخ الوالدة المكلومة: “الولاد ماتوا بدون ما ياكلوا”. ووسط دموعها التي تدمي القلوب، تصرخ طفلةٌ من أطفال غزة وتقول للمنقذ “عمو أنا زعلانة كتير، أنا خايفة على ماما، بدي ماما وتيتا كتير”.
وقصة الشهيد الملاك يوسف الذي كانت والدته تبحث عنه وسط جثامين وأشلاء الشهداء، تجسّدت وهو يرد على والدته: “اسمي يوسف شعري كيرلي وأبيضاني وحلو”. وتبرز رسمة طفلة لاقت أشلاء أمها بين الضحايا فصرخت صرخة سحقت قلوب المنقذين والصحافيين ” هي أمي… بعرفها من شعرها”!
كلام الصحافي الزميل وائل دحدوح الذي فقد جزءاً كبيراً من عائلته في غارة إسرائيلية لاقى مكاناً في لوحة معبّرة مع كلامه في إثر المجزرة “بينتقموا منا في الأولاد معليش”، مع علم فلسطين فوق كلمة الأولاد.
ودخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة يومه الـ25، مع تكثيف الاحتلال قصفه المناطق كافّةً، واستهداف كلّ المنشآت من دون تفريق، والعدوان على كلّ مقومات الحياة، إضافة إلى محاولات قواته، المتكرّرة في الأيام الماضية، التسلّل عدة أمتار داخل القطاع.
يُشار إلى أنّ المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، أفاد، في بيان صحافي سابقاً اليوم، بارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 8525 شهيداً، منهم 3542 طفلاً و2187 سيدة، وإصابة 21543 مواطناً بجروح متعددة، منذ الـ 7 من تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
وقال القدرة إنّ وزارة الصحة تلقّت 2000 بلاغ بشأن مفقودين، منهم 1100 طفل، ما زالوا تحت الأنقاض.
أ.ش