إنَّ هذا الجُرح، من أوجعِ الجُراحِ
فلیس له غیر البکاءِ من الشرحِ
فلسطین غاصت في الجُراح فأینعت
بطولاتها، في غزةِ العزِّ و الفتحِ
تقاوم أقواما من الظلم أُتخموا
ولم یرتووا الاّ من القتلِ و الذَبحِ
لیعلمَ تاریخُ العروبةِ أنهم
رجالٌ، یضحّون النفوسَ الی الصبحِ
أُسود، لهم في النائبات مواقفٌ
یجللها حتی العدوّ من المدحِ
وصهیون قد فرّوا أمامَ نضالهم
أذلّاء، طافَ الذلُ منهم علی السطحِ
ولما رأت عینُ الجریمةِ شمسهم
أراقوا دم الأطفال غرقاً من السفحِ
فتَعساً لقوم، کان یوماً نبیهم
یعالجُ غُلَّ القلبِ فیهم مع النُصحِ
وموتاً لرعْدِیدٍ یری القتلَ نُصرةً
فصار مثالاً، شرُّه دام في القبحِ
وقبحاً لهم حَلُّوا بارضٍ شریفةٍ
بغصبٍ صریحٍ، في الشناعةِ والفضحِ
وبؤساً لأشباه الرجال بحربهم
علی العُزّل المرضی مع الآه و النوحِ
سینتصر الحق الذي لیس نائیاً
ویدنوه صبحٌ کاشفَ الغدرِ والفَدحِ
ویطلع فجرٌ، نابضٌ، متطلعٌ
فلسطینَها، مقرونةَ السلمِ والصلحِ
د.حسن بشیر
أ.ش