رئيس الجمهورية، مؤكداً أنه يجب على الجميع أن يحددوا الى أي جانب يقفون:

اليوم يوم اتخاذ القرار من أجل فلسطين والقدس

أكد رئيس الجمهورية أنه يجب على الجميع أن يحددوا الجانب الذي يقفون فيه

بعد 11 عاما من آخر زيارة أجراها رئيس للجمهورية الإسلامية الإيرانية الى المملكة العربية السعودية، وفي ظروف طارئة تخيّم فيها سحابة العدوان الصهيوني السوداء على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وصل رئيس الجمهورية آية الله السيد ابراهيم رئيسي إلى العاصمة الرياض وهو متوشحا بـ “الكوفية الفلسطينية” نصرة لأهالي غزة المظلومين، حيث ألقى كلمة في الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي بشأن قضية فلسطين.

لدى وصوله الى مقرّ القمّة الطارئة والتي علّقت عليها آمال كبيرة للضغط على الدول الغربية لا سيما أمريكا التي تقدّم دعماً مطلقاً للعدو الصهيوني في عدوانه على شعب غزة، رحّب ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ترحيباً حاراً بالرئيس رئيسي، وذلك لدى وصوله الى قاعة قمّة منظمة التعاون الاسلامي في الرياض.

*محاور القمّة

وتمحورت كلمات جميع القادة المشاركين في القمّة حول وقف العدوان الصهيوني على غزة، وإدامة جرائم الصهاينة بحق الفلسطينيين، كما دعا عدد من القادة المشاركين لمحاسبة الإحتلال الإسرائيلي على جرائمه، في حين سعت إيران إلى تحقيق هدفين رئيسيين. أولاً: توضيح نقطة مفادها أن الدفاع عن الحقّ المشروع لفلسطين، ويجب على الدول الإسلامية تنظيم الإجراءات العملياتية والمساعدات بالأسلحة للدفاع عن الحق المشروع للشعب الفلسطيني.

في حين تركّزت النقطة الثانية التي طرحتها إيران في الاجتماع التحضيري هي أن تقبل الدول الإسلامية والعربية مقاطعة الكيان الصهيوني. وخاصة الدول التي تقوم بتصدير النفط لهذا الكيان الصهيوني. 

في كلمته خلال القمّة، قال الرئيس آية الله السيد ابراهيم رئيسي: إجتمعنا اليوم للبحث عن اهم قضية اسلامية وهي قضية فلسطين لاتخاذ قرار مصيري، مضيفا: ان منطمة التعاون الاسلامي يمكنها ان تجمع العالم الاسلامي على كلمة واحدة. واضاف الرئيس رئيسي في كلمته السبت: اليوم هو يوم تاريخي للدفاع عن المسجد الأقصى. الحرب في غزة هي حرب بين الخير والشر. اليوم، يجب على الجميع أن يحددوا الجانب الذي يقفون فيه. وتابع قائلا: دخلت أمريكا الحرب مباشرة. وتقف أمريكا خلف الكيان الصهيوني وتشجع هذا الكيان على ارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين بحجة الدفاع عن النفس.

*الكيان الصهيوني فرعون الزمان

ووصف الكيان الصهيوني بانه فرعون الزمان حاليا، وقال : اليوم هو يوم انتصار الدم على السيف، فقد شنّ كيان الاحتلال هجوماً واسع النطاق على قطاع غزة في انتهاك صارخ للقانون الدولي، ومعظم ضحايا هذا العدوان هم من النساء والأطفال الأبرياء. واعتبر الكيان الصهيوني بانه الوليد غير الشرعي لأمريكا، واضاف : أمريكا، شجعت هذا الكيان على قتل أهل غزة، لأن الآلة الحربية ووقودها هي من أمريكا، اذا كل الشرور هي من قبل أمريكا. ولفت الرئيس رئيسي الى ان الدور الرئيسي في العدوان على غزة هو دور أمريكا فهي التي احبطت اي دور للمؤسسات الدولية، وقال: إن الهدف من إقامة كيان الاحتلال في العالم الإسلامي هو تعزيز سيطرة الدول الظالمة والاستعمارية على المنطقة. وشدّد على ان اليوم، الإجراء الأكثر أهمية هو وقف الحرب واضاف : نطالب بالرفع الكامل للحصار المفروض على غزة وإعادة فتح معبر رفح دون قيد أو شرط. وعلينا أن نطالب فوراً بانسحاب الكيان الصهيوني من غزة. ويجب على كافة الدول، بما فيها الدول الإسلامية، توفير الأمن للفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

*ضرورة التعاون الاقتصادي

وأكد ضرورة التعاون الاقتصادي مع الكيان الصهيوني وحظر البضائع الإسرائيلية، وقال: نطالب بتشكيل محكمة دولية للصهاينة والأميركيين للمشاركة في قتل أهل غزة. وتابع قائلا: على الدول الإسلامية أن تعلم أنه لولا مقاومة غزة ولبنان لتورطت معظم الدول الإسلامية في الحرب، والحلّ الدائم والمستدام للقضية الفلسطينية هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الاراضي الفلسطينية. وتابع رئيس الجمهورية انه عند عودته من طشقند، ذكر أن قضية فلسطين قد طغت على جميع القضايا في القمة الـ 16 لمنظمة التعاون الاقتصادي معربا عن امله في أن يكون صوت الشعب وأن يؤدي تقارب الدول الإسلامية ووحدتها الى حل القضية الفلسطينية.

وفي اشارة الى  أن اليوم كل الاحرار في كل أنحاء العالم نزلوا الى الميدان لنصرة فلسطين، ذكر آية الله رئيسي ان اليوم صرخة العالم أجمع ترتفع عاليا ضد مساندة أمريكا في جرائم  الكيان الصهيوني، وإبادته الشعب الفلسطيني والذي هو في الواقع جريمة حرب. وقبل مغادرته إلى السعودية، أوضح الرئيس أن الهدف الأساسي من هذه الرحلة هو المشاركة في الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي بشأن القضية الفلسطينية، مشيراً إلى سعي الجمهورية الإسلامية الإيرانية لعقد هذا الاجتماع فوراً. منذ بداية غزو النظام الصهيوني لغزة قال: القضية الفلسطينية قضية، القضية الأساسية هي قضية الأمة الإسلامية ومسلمي العالم، بل قضية الإنسانية وكل أهل الفهم والتفكير جميعا في جميع أنحاء العالم الذين خرجوا إلى الشوارع بالملايين هذه الأيام وصرخاتهم مدوية بشأن قمع النظام الصهيوني ودعم الأمريكيين لهذه الإبادة الجماعية. وقال آية الله رئيسي: إن الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة اليوم هي مثال واضح لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وأوضح: الأميركيون يزعمون في تصريحاتهم ورسائلهم أنهم لا يسعون إلى توسيع نطاق الحرب، في حين أن وهذا الادعاء لا يتوافق بأي حال من الأحوال مع أفعالهم، لأن وقود آلة الحرب الصهيونية هو الذي يوفره الأمريكان. وضرب الرئيس عرقلة اجتماع مصر وعرقلة اجتماع مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار في غزة كأمثلة على كذب الأميركيين في الأحداث الأخيرة، وأضاف: اليوم يجب على العالم أن يعرف الوجه الرئيسي للأميركيين، كيفية تفسير المرشد الأعلى للثورة ذو المظهر الحديدي والأيدي المخملية هو المؤسس والداعم للجرائم ضد الأمم المضطهدة.

*القمة تؤكد وقف العدوان

وأدان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في افتتاحية أعمال القمة، الحرب الشعواء التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، معلناً أنّ بلاده بذلت جهوداً لحماية المدنيين في غزة ووقف العدوان. وقال بن سلمان: “الأمر يتطلب منا جهداً جماعياً وتحركاً فعالاً لإنهاء الوضع المؤسف في غزة”، مطالباً “بالوقف الفوري للعمليات العسكرية وبتوفير ممرات إنسانية إلى القطاع”. بدوره، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنّ “شعبنا يتعرض لحرب إبادة لا مثيل لها على يد آلة الحرب الإسرائيلية التي تخطت كل الخطوط الحمراء في قطاع غزة”، مشيراً إلى أنّ “الضفة الغربية والقدس تتعرضان أيضاً لجرائم قتل واعتداءات على يد قوات الاحتلال والمستوطنين”. وأضاف عباس: “لا أصدق أن ما يجري في غزة يحصل على مرأى ومسمع العالم من دون وقف فوري للحرب الوحشية”، مؤكداً أنّ “أحرار العالم لن يقبلوا بالمعايير المزدوجة وأن يبقى شعبنا ضحية لحرب الإبادة الجماعية”. وتابع أنّه “سنلاحق المحتلين في المحافل الدولية وسنحاسبهم في المحاكم الدولية”، مؤكداً أنّ “الولايات المتحدة الأميركية التي لها التأثير الأكبر على إسرائيل تتحمل المسؤولية عن غياب الحل السياسي”.

*منطقتنا قد تصل إلى صدام كبير

بدوره، قال الملك الأردني عبد الله الثاني إنه “نجتمع اليوم من أجل غزة وأهلها الذين يتعرضون للقتل والتدمير في حرب بشعة يجب أن تتوقف فوراً”، مؤكداً أنّ “منطقتنا قد تصل إلى صدام كبير، وتطال تداعياته العالم كله”. وأضاف عبد الله الثاني أنّ “العقلية الإسرائيلية هدفها تحويل غزة إلى مكان غير قابل للحياة”، معتبراً “حل الدولتين هو السبيل الوحيد للاستقرار والخروج من مشاهد القتل والعنف المستمرة منذ عقود”، وأنّ “العالم سيدفع فشل حل القضية الفلسطينية ومعالجتها من جذورها”.

أمّا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فقال إنّ “المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية العمل على الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار ومحاولة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة”، معتبراً أنّ “التخاذل عن وقف الحرب في غزة ينذر بتوسع المواجهة العسكرية في المنطقة”.  ودعا السيسي إلى “صيغة لتسوية الصراع بناء على حل الدولتين وإجراء تحقيق دولي في ما جرى من انتهاكات للقانون الدولي”.

*رسالة تضامن وخطوات عملية

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من جهته قال “نجتمع لنبعث برسالة تضامن واحدة مع فلسطين سندعمها بخطوات عملية”، وإنّ “من يتشدقون بالقيم الإنسانية في الغرب لا يطالبون إسرائيل حتى بوقف إطلاق النار”. وأكد إردوغان أنّ “من يسكت حيال الظلم في غزة شريك في الدم، ويتحمل المسؤولية ذاتها التي يتحملها القتلة”، مشيراً إلى أنّ “العالم الإسلامي أظهر هذه المرة موقفاً متحداً أكثر لإيقاف النار وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة”.

كما طالب بالتحقيق في ما إذا كان هناك قنابل نووية في “إسرائيل”، ورأى أنّ “إسرائيل التي تتصرف كالولد المدلل في الغرب يجب إلزامها بدفع تعويضات عن مظالمها بحق الشعب الفلسطيني”. وأكد الرئيس التركي أنّ “القدس خطنا الأحمر”.

*تحقيق دولي لاستباحة قصف المستشفيات

أما أمير قطر فقال إنّ “المجتمع الدولي فشل في وضع حد للمجازر الإسرائيلية بحق أهالي غزة، التي تشكّل خطراً على كافة المستويات”، مستهجناً “كيف أصبح قصف المستشفيات من الأمور العادية، رؤية الجثث تنهشها الكلاب في غزة لا تؤثر فيهم”. وأضاف: “لاحظنا قبل الحرب ارتفاع مناعة بعض الدول تجاه قتل المدنيين وقصف المستشفيات والملاجىء”، مطالباً “بفتح المعابر لوصول المساعدات لكافة انحاء قطاع غزة وهذا أضعف الإيمان، وبتحقيق دولي لاستباحة إسرائيل قصف المستشفيات”.

*فلسطين هي القضية وغزة تجسيد لجوهرها

في حين قال الرئيس السوري بشار الأسد خلال القمة: غزة لم تكن يوما قضية.. فلسطين هي القضية وغزة تجسيد لجوهرها وتعبير صارخ عن معاناة شعبها. وغزة جزء من كل، والعدوان الأخير عليها هو محطة في سياق طويل يعود إلى 75 عاما من الإجرام الصهيوني. وأوضح الأسد: 32 عاماً من سلام فاشل نتيجته الوحيدة أن الكيان ازداد عدوانية والوضع الفلسطيني ازداد ظلماً وقهراً وبؤساً. وتابع: المزيد من الوداعة العربية تساوي المزيد من الشراسة الصهيونية والمجازر بحقنا.

أيضاً، قال ولي العهد الكويتي مشعل الأحمد: إنّ “جرائم إسرائيل في غزة تنذر بتداعيات سلبية على أمن واستقرار المنطقة”، مؤكداً أنّها “تمارس عقاباً جماعياً لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال بحق أهالي غزة”. وأكّد أنّ “القضية الفلسطينية تتصدر أجندة سياسة الكويت”، مطالباً بـ “دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية”.

كما أكد بقية القادة والزعماء المشاركين في القمّة على ضرورة وقف جرائم الكيان الصهيوني.

 

المصدر: الوفاق