الوفاق
تُعد الثورة الدستورية في إيران (1905-1911) حدثاً تاريخياً مهماً، وصفحة مشرقة في تاريخ إيران الحديث سواء من حيث أسلوبها الثوري أو نتائجها، ومدى تأثيرها على سير الحركة الوطنية الإيرانية، فقد أحدثت تحولات سياسية وإجتماعية كان في مقدمتها، تأسيس أول مجلس وطني إيراني منتخب بصورة ديمقراطية، وإصدار أول دستور للبلاد.
وقد بلغت الثورة الدستورية الإيرانية ذروتها في المدة من 1907 حتى 1909 والتي اعتلى سدّة الحكم فيها محمد علي شاه إبن مظفر الدين شاه.
تُعد فترة حكم محمد علي شاه (1907-1909) انعطافة تاريخية في تاريخ إيران المعاصر، لمّا شهدته تلك الفترة من تطورات خطيرة على المستوى التشريعي والسياسي، إذ أثرت تأثيراً كبيراً في بنى النظام السياسي الإيراني، لا في العهد القاجاري فحسب وإنما تعدت ذلك إلى الفترات اللاحقة.
ولأهمية هذه المرحلة التاريخية، قام الدكتور صباح الفتلاوي بدراسة ظروف الثورة الدستورية والتطورات السياسية الداخلية في إيران ضمن هذه الفترة الزمنية وذلك في مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة.
تطرق الفصل الأول إلى أوضاع إيران العامة قبيل عهد محمد علي شاه خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين والمتمثلة بالأوضاع الإجتماعية والإقتصادية والسياسية، إضافة إلى التطورات السياسية الداخلية المتمثلة بالثورة الدستورية في مرحلتها الأولى، وكذلك إيجازاً عن دور النخبة المثقفة في إيران نشأة وتطوراً.
أمّا الفصل الثاني، فقد عالج الباحث فيه، التطورات السياسية الداخلية في عهد محمد علي شاه 1907-1909م.
وبيّن الفصل الثالث المواقف الإقليمية والدولية من التطورات الداخلية الإيرانية في عهد محمد علي شاه، وخصوصاً مواقف الدول الإقليمية المجاورة لإيران والتي تميّز من بينها الموقف العراقي المتمثل بدور رجال الدين والنخبة المثقفة في توجيه مسار حركة الثورة الدستورية الإيرانية، فضلاً عن مواقف مركز الدولة العثمانية في اسطنبول، والمواقف في مصر ولبنان، واستعراض الموقف الدولي الروسي من الثورة الدستورية الايرانية وكذلك الموقف البريطاني منها، هذا بالإضافة إلى استعراض مواقف دولية أخرى من الثورة الدستورية في ضوء علاقات إيران الخارجية بكل من المانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، وغيرها من الدول الأوروبية، في حين ضمن الباحث في خاتمة دراسته هذه أبرز ما توصل إليه من إستنتاجات.