آليات العدو في مرمى نيران المقاومة.. ومقتل وجرح العديد من الجنود الصهاينة

مجزرة جديدة بالقطاع.. نحو 200 شهيد في مدرسة الفاخورة

تواصل العدوان الصهيوني على غزة لليوم الـ43، حيث قامت قوات الاحتلال بإخلاء مجمع الشفاء الطبي من معظم الجرحى والمرضى والنازحين والأطباء بعد إمهالهم ساعة واحدة.

2023-11-18

حيث بدؤوا بالتوجه نحو الجنوب سيرا على الأقدام في مشهد مأساوي، وفقا لشهادات من غادروا المجمع.

في الأثناء، استمر القصف الصهيوني على مناطق متفرقة في غزة، حيث استشهد نحو 100 فلسطيني في شمال القطاع وجنوبه خلال ساعات. كما بثت وسائل الإعلام من غزة مشاهد لمجزرة جديدة ارتكبها العدو الصهيوني في مدرسة الفاخورة شمال غزة.

في التفاصيل سقط نحو 200 شهيد جرّاء قصف للقوات الصهيونية على مدرسة الفاخورة التابعة للأمم المتحدة والتي تؤوي آلاف النازحين في مخيم جباليا شمال غزة.

وقالت حركة حماس في بيان إدانتها للمجزرة التي ارتكبتها القوات الصهيونية: “مجزرة الفاخورة تضاف لمئات المجازر التي ارتكبها الاحتلال بضوء أخضر من الإدارة الأمريكية وبعجز وصمت دولي معيب..النازيون الجدد يرتكبون مجزرة جديدة في مدرسة الفاخورة التابعة للأمم المتحدة في مخيم جباليا للاجئين”.

وشددت حماس على عزمها البقاء “على هذه الأرض ولا هجرة بعد اليوم مهما فعلتم وارتكبت من مجازر وجرائم..لن نرحل عن هذه الأرض وستحاسبون على مجزرتكم في مدرسة الفاخورة وجرائمكم المتواصة بحق الأطفال والمدنيين طال الزمن أوقصر”.

*الخارجية الفلسطينية تدين مجزرة الفاخورة

ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية “بأشد العبارات المجازر الجماعية المتلاحقة التي ترتكبها القوات الصهيونية في قطاع غزة والتي كان آخرها المجزرة بمدرسة الفاخورة المليئة بالنازحين قسرا”.

وأضافت في بيانها “نعتبرها (المجزرة) دليلا جديدا يثبت أن العدوان الصهيوني المعلن هو على المدنيين الفلسطينيين بهدف تفريغ منطقة شمال قطاع غزة بأكملها من أي وجود فلسطيني”.

وشدد البيان، على أن “حكومة الاحتلال بهذه المجرزة التي استهدفت مدرسة تابعة للأونروا توجه إهانة جديدة للمجتمع الدولي وللأمم المتحدة، وتستخف بجميع المطالبات الدولية غير المؤثرة التي تدعوا لحماية المدنيين”.

وفي وقت سابق من يوم السبت استهدفت المدفعية الإسرائيلية مدرسة تل الزعتر التي تأوي نازحين شمال قطاع غزة، وخلفت شهداء وجرحى.

وتعرضت مدرسة الفاخورة للقصف أكثر من مرة في السنوات الماضية، ففي عدوان العام 2009، قصفها الاحتلال ما أدى إلى استشهاد أكثر من 40 شخصاً، وفي عدوان العام 2014 عاد الاحتلال لقصفها ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء، وعاد لقصفها اليوم خلال عدوانه المتواصل على غزة.

وتعتبر هذه المدارس التابعة لوكالة الأمم المتحدة “أونروا” التي تعرضت للقصف الإسرائيلي من أكبر مراكز الإيواء في القطاع.

وتجاوز عدد الشهداء منذ بداية العدوان الصهيوني الـ11700 شهيد، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، إضافة إلى 29800 جريح وآلاف المفقودين تحت الأنقاض.

*استهداف آليات عسكرية للاحتلال

بدورها المقاومة الفلسطينية تواصل تصدّيها لقوات الاحتلال المتوغّلة في غزة، حيث أعلنت سرايا القدس استهداف 7 آليات عسكرية للاحتلال في تل الهوى والصبرة جنوب غرب مدينة غزة.

وأفادت مصادر إخبارية في غزة، السبت، بوقوع اشتباكات ضارية بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال في بيت حانون التي أصبحت ساحة مواجهة مباشرة من مسافة صفر.

وأكدت أنّ المقاومين تمكّنوا من اصطياد الكثير من جنود الاحتلال في بيت حانون، مشيرةً إلى أنّ الاحتلال يتفاجأ بمزيد من القوة النارية لدى المقاومة ولا سيما في المحور الشمالي الغربي.

في غضون ذلك، أعلنت سرايا القدس أنّ مقاوميها تمكّنوا، صباح السبت، من تدمير آلية عسكرية حولها عدد من جنود الاحتلال بقذيفتي “تاندوم” في مخيم الشاطئ.

وأعلنت أيضاً استهداف 7 آليات عسكرية للاحتلال في تل الهوى والصبرة جنوب غرب مدينة غزة، مضيفةً أنّ مقاتليها دمّروا دبابتين وجرافة صهيونية بقذائف “التاندوم” و الـ (RPG) خلال اشتباكات في بيت حانون وغرب بيت لاهيا.

من جهتها، أكدت قوات الشهيد عمر القاسم أنّ مقاوميها خاضوا اشتباكات ضارية مع القوات والآليات الإسرائيلية المتوغلة شمالي غرب قطاع غزة فجر السبت، كما استهدفوا تحشدات الاحتلال في موقع “كيسوفيم” العسكري بعدد من قذائف الهاون صباح السبت.

في اليوم نفسه، استهدفوا “كيبوتس نيرعام” بالهاونات من العيار الثقيل.

وفي اليوم نفسه، أسقط المقاومون طائرة مسيّرة للاحتلال الصهيوني من نوع “كواد كابتر” بعد إطلاق النار عليها في حي الزيتون شرق مدينة غزة.

*أبو عبيدة: المقاومة أعدت نفسها لدفاع طويل

وكان الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، أبو عبيدة، أكد مواصلة المجاهدين “عمليات الدفاع والتصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في مدينة غزة، من عدة محاور، والمستمرة في التوغل من غربي بيت لاهيا، وفي بيت حانون، شمالي قطاع غزة”.

وأعلن أبو عبيدة تدمير 62 آليةً عسكريةً إسرائيليةً، خلال الأيام الأربعة الأخيرة، تنوّعت بين دبابات “الميركافا” وناقلات الجند والجرافات،عبر استهدافها بالقذائف المضادة للدروع، من نوع “الياسين 105” والعبوات.

وأضاف أنّ كتائب القسام استهدفت، بالعبوات والأسلحة المتوسطة وأسلحة القنص، تجمّعات وأفراداً من قوات الاحتلال، الراجلة أو المتحصنة في بعض المباني.

وتمكّنت من الإجهاز على ما لا يقل عن 9 جنود صهاينة، خارج آلياتهم، وذلك في عمليتين منفصلتين قبل 3 أيام.

وأعلن أبو عبيدة أيضاً أنّ المقاومين دمروا جيبين عسكريين للاحتلال، بالقذائف المضادة للدروع، شمالي غربي بيت لاهيا.

وتمكنوا من تدمير شقة في بيت حانون، كانت تتحصن فيها قوات خاصة تابعة للاحتلال، عبر استهدافها بالقذائف المضادة للتحصينات والأفراد، الأمر الذي أدى إلى وقوعهم جميعاً بين قتيل وجريح.

كذلك، لفت إلى أنّ المقاومة تلاحق الاحتلال وآلياته، مسددةً ضربات قاتلة ضدها، الأمر الذي يجبرها على “التراجع في بعض المحاور، وتغيير مسارات تحركها باستمرار”.

وتابع قائلاً إنّ المقاومة أعدّت نفسها “لدفاع طويل ومستمر ومرن ومن الاتجاهات كافة”، مشيراً إلى “أنّ كل وقت تُمضيه قوات الاحتلال في غزة سيكبّدها خسائر متواصلة”.

*الناطق باسم كتائب القسام يحيّي أبناء الضفة الغربية

وقال إنّ “دخول قوات الاحتلال النازية بالدبابات مجمعاً طبياً بهدف استعراض القوة والسيطرة، أكبر دليل على فشلها، كما أنّه فضيحة لكل المنظومة العالمية من أدعياء حقوق الإنسان والقانون الدولي”.

وحيّا الناطق باسم كتائب القسام أبناء الضفة الغربية و”مقاتلي أمتنا الذين هبّوا إلى الانخراط في معركة طوفان الأقصى”، داعياً إياهم إلى تصعيد الضربات الموجعة للعدو في كل الجبهات والساحات”.

وتوجّه إلى المستوطنين الصهاينة، الذين يتعرّضون “للتضليل من حكومتهم الفاشية”، مؤكداً أنّ جنود “جيش” الاحتلال القتلى في الميدان “أكثر مما تتوقعون كثيراً، وستصلكم أخبارهم، عاجلاً أو آجلاً”.

أمّا بخصوص الأسرى الصهاينة في قطاع غزة، فأوضح أبو عبيدة أنّ المقاومة “أرادت أن تكون هذه القضية قضيةً إنسانية”، مذكّراً بأنّ من “دوافع طوفان الأقصى هجمة حكومتكم المتطرفة والمجرمة على أسرانا في السجون”.

وشدّد على “أنّنا عرضنا إتمام صفقة تبادل، منذ بداية المعركة، وحاولنا ونكافح للمحافظة على حياة أسراكم، فنجحنا أحياناً ولم ننجح في أحيان أخرى، بفعل القصف الهمجي لجيشكم”.

*استشهاد أحمد بحر

في غضون ذلك نعت حركة حماس، صباح السبت، الدكتور أحمد بحر رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة، الذي استشهد بعد إصابته من جراء قصف الاحتلال الصهيوني.

واستشهد بحر، الجمعة، متأثراً بإصابته في غارة جوية خلال العدوان الذي تشنه قوات الاحتلال على قطاع غزة.

وفي الـ23 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، استشهد نجله محمد وزوجته وأبناؤه بقصف طائرات الاحتلال لمنزلهم.

يُشار إلى أنه الشهر الفائت، استشهدت عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، جميلة الشنطي، في إثر قصف إسرائيلي في قطاع غزة.

*إخلاء مستشفى الشفاء

من جهة اخرى دانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، السبت، بأشد العبارات جريمة احتلال مجمّع الشفاء الطبي وإخلاء المواطنين والمرضى والطواقم الطبية بداخله، وتحويله إلى ثكنة عسكرية مغلقة.

وأكدت أنها “تعتبرها وجهاً بشعاً آخر من جرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال على مدار الساعة ضد المدنيين الفلسطينيين ومنازلهم ومنشآتهم وممتلكاتهم ومقومات وجودهم الإنساني في قطاع غزة”.

وأشارت إلى أن إخلاء مستشفى الشفاء الطبي يمثّل إمعاناً صهيونياً رسمياً في استكمال حلقات الإعدام والإبادة الجماعية لأي وجود فلسطيني في مدينة غزة وشمال القطاع”.

وأكدت الوزارة أن “إخلاء مجمّع الشفاء والمجازر المتواصلة وجميع أشكال الإبادة الجماعية هي ترجمة حرفية لدعوات غلاة المتطرفين الإسرائيليين الذين يحرضون ويطالبون بإحراق غزة كما طالبوا بالسابق ومارسوا إحراق حوارة”.

وكانت الطواقم الطبية أكدت مغادرة بعض الجرحى لمستشفى الشفاء فيما لا يستطيع الكثير من المرضى التحرّك أصلاً.

ووفق مصادر طبية في غزة، فإن هناك صعوبة كبيرة في نقل الجرحى وتنفيذ أمر الإخلاء الإسرائيلي لمستشفى الشفاء في ظل خطورة أوضاع المرضى، مؤكدةً بدء خروج عدد كبير من النازحين من المستشفى باتجاه شارع الوحدة.

وناشدت وزارة الصحة المجتمع الدولي التدخّل لوقف العدوان على مستشفى الشفاء لأنه ينذر بكارثة كبيرة.

وكان مصدر ميداني في غزة قد أفاد، صباح السبت، بأن “جيش” الاحتلال الصهيوني أبلغ إدارة مستشفى الشفاء بضرورة إخلائه من الموظفين والمرضى والجرحى، بالتزامن مع قيامه بعمليات تجريف للمساحات الشرقية والشرقية الغربية للمستشفى.

وقالت وسائل غعلام في غزة، إنّ طائرات الاحتلال الصهيوني نفّذت عشرات الأحزمة النارية ليلاً في مختلف أنحاء غزة ولا سيما في محيط المستشفى الإندونيسي، بالتزامن مع وصول أعداد كبيرة من الشهداء إلى المستشفى.

ولفتت إلى أنّ الاحتلال يسعى إلى إيقاف المستشفى الإندونيسي ما سيؤدي إلى كارثة حقيقية في شمال القطاع.

وأشارت إلى أنّ الخيم في محيط مستشفى شهداء الأقصى باتت مليئة بجثامين الشهداء من جراء العدوان، وجزء كبير من المرضى والأطفال الخدّج في خطر شديد في ظل انعدام كل مقومات الحياة والعلاج.

*دعوات لنقل الخدّج من “الشفاء” للضفة

من جانبها طالبت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة بالسماح بنقل الأطفال الخدج من مجمع الشفاء الطبي إلى مستشفيات الضفة الغربية أو مصر.

وقالت الكيلة إن السلطات الصهيونية تعيث فسادا في مجمع الشفاء، وبات المجمع ثكنة عسكرية، وتعمل على إجلاء من داخله تحت تهديد السلاح.

وطالبت المؤسسات الدولية بالتدخل للعمل على نقل الخدج والجرحى من الشفاء إلى مستشفيات الضفة الغربية أو إلى مستشفيات مصر.

وقالت الكيلة “لا يوجد أي مستشفى في قطاع غزة لديه القدرة على استيعاب الجرحى والأطفال الخدج”.

*جرحى بالعشرات في الطرقات

إلى ذلك استهدف كيان الاحتلال الصهيوني مبنى لعائلة الصواف في ساحة الشوا بمدينة غزة، ضمن عدوانه المستمر على القطاع.

وأفاد شهود عيان بسقوط عشرات الجرحى مؤكدين أنّ “الجثامين منتشرة على بعد عشرات الأمتار من المبنى المستهدف”.

وناشد المواطنون الدفاع المدني والإسعاف، للتدخّل لإطفاء الحريق في ساحة الشوا وإنقاذ المصابين، في ظل انقطاع الاتصالات والإنترنت عن مناطق من القطاع.

ونقلت مصادر إخبارية أنّ الاحتلال كان يقصف بشكل عشوائي، المنازل المأهولة في القطاع، بالتزامن مع توغلات القوات البرّية، مشيراً إلى أنّ الغارات الصهيونية والأحزمة النارية تتركز في المنطقة الشمالية من القطاع، وفي محيط المستشفى الإندونيسي.

*آخر تطورات الضفة الغربية

في سياق آخر استهدفت قوات الاحتلال الصهيوني بغارة جوية، السبت، مقراً لحركة فتح في مخيم بلاطة في نابلس شمالي الضفة، موقعةً عدداً من الشهداء والجرحى.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن 5 شهداء ارتقوا من جرّاء القصف على المخيم. كما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” عن جمعية الهلال الأحمر، تعاملها مع 7 إصابات خطرة جداً.

وشهد المخيم انقطاعاً للكهرباء، في الوقت الذي هرع فيه الفلسطينيون لانتشال الجثامين والجرحى.

كما أفادت وسائل إعلام فجر السبت إن مدينة طوباس شمال شرق الضفة الغربية، شهدت اشتباكات عنيفة بين مسلحين فلسطينيين والقوات الصهيونية عقب اقتحامها من قبل الأخيرة.

وأفادت مصادر محلية بأن القوات الصهيونية اقتحمت المدينة من الجهة الشرقية وسط إطلاق نار كثيف، وتحليق لطائرات الاستطلاع المسيرة في أجواء المدينة.

كما أشارت مصادر أخرى إلى أن الجيش الصهيوني نشر قناصة في عدة مبان في مدينة طوباس.

وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن شابا أصيب إصابة خطيرة برصاص الجيش الصهيوني خلال عملية اقتحام المدينة.

هذا، وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية إن القوات الصهيونية اقتحمت قرية حوسان غرب بيت لحم وتمركزت في منطقة المطينة على المدخل الشرقي، وفي بعض الأحياء والشوارع.

وأفادت أيضا بأن الجيش الصهيوني اقتحم قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس وداهم عددا من منازل المواطنين.

وأشارت إلى أن الجنود قاموا بإلقاء قنابل الصوت بين منازل المواطنين وهددوا أهالي قرية اللبن الشرقية بالمزيد من الإجراءات العسكرية والتنكيلية.

كما أوضحت أيضا أن الجيش اقتحم فجر السبت بلدتي دير الغصون وعتيل شمال طولكرم، حيث داهمت منطقة الميدان وسط بلدة دير الغصون، وعلى طول الشارع الواصل بين البلدة وبلدة عتيل إضافة إلى سهل عتيل، وسط تمشيط واسع للأحياء والأراضي الزراعية المحيطة.

 

د.ح

 

المصدر: الوفاق/ خاص