هذا ما وجده الاحتلال في مستشفيات غزة..

رسالة إنسانية طبية يوجهها الجسم الطبي في مستشفى الزهراء اللبناني الجامعي لمستشفيات غزة حيث لا كهرباء، ولا دواء، ولا معدات طبية، وبالتالي لا معقّمات ولا أدوات تخدير، وفي زاوية مظلمة على ضوء هواتف الحاضرين تتم عملية بتر لأطراف أحد الأطفال!

2023-12-02

راقب الملايين من الناس بحنقٍ وبعروقٍ متهدجة ومآقٍ باكية ما ترتكبه قوات الاحتلال من فظائع وجرائم على الهواء مباشرة.

 

 

المشاهد مروّعة، قنوات التلفزة تنقل حال مستشفيات غزة المزري، الدفق الفطري الإنساني يطفو على ما عداه، دموع مضمخة بغضبٍ متدفق عارم: “يا ناس وين العرب وين الأمم وين الإنسانية؟”

 

 

سؤال حيّر العالم… ماذا وجد الاحتلال في مستشفيات غزة؟ بعد تعنّتٍ وصلَف وقصف وحصار لها، اقتحمها ليجد ما صعق العالم ووضعه في حرج فعرّى حججه الواهية وتخرصاته التي تبناها بعض الغرب، ـقبل أن تتتكشّف جليةً:

 

 

وهذه هي الحقيقة التي شاهدها العالم:

-جرحى بالعشرات يفترشون الأرض،أطفال يبكون، يزيد في وجعهم واضطرابهم النفسي سؤالهم عن ذويهم.. دماء دماء دماء.. أشلاء أشلاء أشلاء!

-لا كهرباء، لا دواء، لا معدات طبية، وبالتالي لا معقِّمات ولا أدوات تخدير وبنج، وفي زاوية مظلمة على ضوء الهواتف تتم عملية بتر لأطراف أحد الأطفال…!

 

– قوات الاحتلال تفّذت ، كما تدعي “عملية دقيقة وموجهة”في مستشفى الشفاء، واستقدمت الإعلام الذي “يحلو لها” بناقلات الجند! ولكن صحافتها فضحتها، فما عرضته من “عيّنات” لأجهزة حاسوب محمولة وقطع سلاح خفيف، وخرائط ومنشورات كان هزيلاً ولم يقنع أحد، وكان بامكانها وضعه في المكان بكل سهولة…

 

 

– نعم دمرّت الآلة الحربية ما تبقى من غرف حضانة وإسعاف أولي، لا بل دمرّت بقصد، بحسب الإعلام الفلسطيني، ما تبقى من ماكينات طبية… وها لفت مدير عام وزارة الصحة منير البرش إلى أنّ “الاحتلال خرّب مجمّع الشفاء ودمّر أجهزة ليست موجودة في القطاع إلا في المجمّع”.

 

 

نعم وجدت قوات العدو  أيضاً، ماكينة التصوير الطبقي الوحيدة في المستشفى الإندونيسي فدمرتها!

 

 

 

-وفضلاُ عن إثارة الهلع في نفوس المرضى والجرحى، وإصابة الكثيرين بجروح خلال الاقتحام، عمدت هذه القوات إلى خطف جثامين شهداء فلسطينيين وأخذتها إلى جهة مجهولة .

 

 

طفل يتلو الفاتحة في عملية بتر من دون بنج!

 

 

الطفل الموجوع يتلو “الفاتحة” بملء الصوت للتغلّب على آلام المبضع وأدوات الجراحة خلال عملية جراحية صعبة في العظم، هنا لا تسلوا كيف فاضت مآقي الحاضرين من جسم طبيّ ومصورين وأهالي بالدموع.

 

 

هل شهد التاريخ يوماً اقتحام دبابات لقسم أطفال خدج؟  هل حوصر وقصف مستشفى لمرضى السرطان يحتاج فيه كل نزيل إلى قطرة دماء وحبة دواء ندر وجودها بسبب الحصار  المزمن ومنع وصول الإغاثات عبر معبرٍ مغلول، فإذا بالإسرائيلي يمطرهم بالرصاص والقذائف!!

 

جيش عدوٍ يقتُل ولا يقاتِل… يهرب من جبروت المقاومين ليرتكب المجازر وأبشع الموبقات بحق الانسانية.

 

 

“الشاش” المعقّم في الفم لتخفيف الألم!

“إنه الجحيم” فما حصل في مستشفيات غزة يستحق التوثيق سينمائياً وتلفزيونياً، ليعرف العالم والأجيال القادمة مدى الإجرام الوحشي الذي لم تعرفه الإنسانية.

 

 

فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الكثير من الجرحى في قطاع غزة خضعوا لعمليات بتر للأطراف دون تخدير بسبب نقص الأدوية وصعوبة الوصول إلى المستشفيات.

 

 

جاء ذلك على لسان المتحدث باسم المنظمة كريستيان ليندماير في مؤتمر صحافي بجنيف، وأضاف: “الجرحى في غزة يخضعون لعمليات بتر من دون تخدير. لا أعرف النسبة، ولكن حتى لو حدث ذلك مرة واحدة، فهو غير مقبول”.

 

 

نستحضر تصريح أحد المسعفين “نعطي للطفل المصاب الشاش المعقم لكي يقوم بالعض عليه لتخفيف الألم الذي يشعر به ونحن نعلم أن الألم الذي يشعر به هو أعلى ممّا يتصور أو أعلى مما يفوق سنه في هذا السن المبكرة”.

مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية، كان قد أعلن  أن العمليات التي أجرتها الأطقم الطبية  في مثل هذه الظروف شملت بتر أطراف وأصابع وخياطة جروح وعلاج حروق خطرة.

رسالة إنسانية- طبية من مستشفى الزهراء الجامعي في بيروت

 

 

هي رسالة أردناها مع أطباء وممرضي ومسعفي “الزهراء”، تظهر مدى الفرق بين ما يجري هنا، وبين ما يعانيه الجرحى والمرضى والجسم الطبي في مستشفيات غزة.

 

 

هي رسالة من أطباء وممرضين ومسعفين لبنانيين، بألسنةٍ تلهج بصدقٍ إنساني وواجبٍ طبيّ منقطع النظير:”قاسٍ مخاضك يا غزة، أنتِ تلدين لنا العزة، الألم لكِ وحدكِ والمولود لنا جميعا، النزف لكِ وحدكِ والعزف لنا جميعا، الآه لكِ وحدكِ، والله عبركِ لنا جميعا”، كلمات للدكتور الشاعر هاشم نور الدين، ختم به الفيديو المؤثر الذي احتوى على مشاهد  مؤثرة تحاكي ما جرى في مستشفيات غزة.

أ.ش
المصدر: الميادين