قصص صمود يومية من غزة

وفق أخر التقارير الصادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة فإن عدد المفقودين بلغ 7600 مفقود إما تحت الأنقاض أو أن مصيرهم مازال مجهولاً.

تواجه الفلسطينية سلوى شيحة تحديات الحياة الضخمة في ظل يوميات العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

 

وبين أبرز مصاعب شيحة (45 عاماً) توفير الحد لأدنى لطعام أفراد عائلتها بعد استشهاد زوجها في غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم في حي النصر غرب مدينة غزة قبل نحو شهر.

 

وشيحة التي كتب لها الحياة مرة أخرى برفقة 5 من أبنائها بعد تمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من انتشالهم أحياء بصحة جيدة.

 

وعلى وقع الهجمات الإسرائيلية التي لا تكاد لا تنقطع تضطر شيحة يومياً على إثر فقدان زوجها قبل نحو شهر، إذ تخرج إلى السوق كلما سنحت الظروف الأمنية والميدانية بذلك من أجل شراء الطعام والشراب لأبنائها، وتقول قد نزحت إلى مركز محلي للإيواء لوكالة أنباء “شينخوا” إن الحرب الإسرائيلية على غزة خلفت المعاناة والمآسي والتشريد للعائلات في القطاع، وتضيف بينما يتواجد حولها أبنائها أن الطيران الإسرائيلي قصف منزل العائلة ودمرّه بشكلٍ كامل دون سابق إنذار ما أدى لمقتل زوجي المعيل الوحيد لنا.

 

 

“الركام تطاير علينا” 

 

أما الشابة إيمان دياب فقد خرجت من منزلها في حي الشجاعية شرق غزة مسرعة تحمل طفلها الرضيع بين يديها على وقع هجمات إسرائيلية عنيفة ضربت المنطقة.

 

وكانت دياب (28 عاماً) لحظة خروجها من المنزل على عجل لم تعلم وجهتها وكل تفكيرها إنقاذ نفسها ورضيعها البالغ من العمر 8 شهور الذي رزقت فيه بعد 10 أعوام.

 

واستقر حالها بعد أن هدأت الأوضاع في مركز إيواء تابع لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) يأوي عشرات الآلاف غرب غزة.

 

وتقول دياب بينما تحتضن طفلها الذي يحمل اسم يوسف”سمعنا أصوات القصف أثناء النوم وسط صرخات الناس لنا بالخروج من المنزل وطلعنا نجري في الشوارع”.

 

وتضيف، بينما تجلس في غرفة تكتظ بعدة عائلات أن “الركام تطاير علينا أثناء الهروب ولكن في النهاية وصلنا هنا وبيننا مصابين بإصابات مختلفة جراء القصف”.

 

وتتابع أن “جثث الشهداء في الشوارع وتحت الأنقاض لم تسطيع مركبات الإسعاف الوصول لها”، مشيرة إلى أن سكان القطاع “يريدون العيش في أمن وسلام”.

 

 

فقدت أولادها الثلاثة

 

بموازاة ذلك تسببت الحرب المستمرة لليوم 63 على التوالي بفقدان سلوى مزين (42 عاما) من حي الشيخ رضوان شمال غزة ثلاثة من ابنائها ولم تعرف مصيرهم بعد.

 

وأشارت الأخبار من قطاع غزة بأنّ  عدد  الشهداء من جراء العدوان  الصهيوني المستمر لما يزيد على 65 يوماً تجاوز 18500 شهيد، فيما زاد عدد الجرحى على 50 ألفاً.

 

وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم الصليب الأحمر في غزة، هشام مهنا، أنّ ما يشهده شمالي قطاع غزة الآن “أسوأ كثيراً من الوضع قبل الهدنة”.

وقال مهنا إنّ الصليب الأحمر “يعمل على توفير كل ما يمكن إدخاله من مساعدات إنسانية وإرساله إلى المستشفيات”، مؤكّداً أنّ كل القطاعات الإنسانية في غزة “ستنهار  إذا استمرت الظروف الحالية”.

 

ووفق أخر التقارير الصادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة فإن عدد المفقودين بلغ 7600 مفقود إما تحت الأنقاض أو أن مصيرهم مازال مجهولاً.

 

 

هدنة للبحث عن المفقودين

 

وتقول مزين والدموع تنهمر من عينيها إن العائلة هربت من المنزل من جراء القصف العنيف والمتتالي وتوجهت إلى مقر وكالة الأونروا.

 

وتضيف أن العائلة المكونة من 10 أفراد اضطرت للإقامة في مقر الوكالة باعتباره المكان الآمن مقارنة بالمنزل السكني الذي قد يتعرض لغارة إسرائيلية في أي لحظة.

 

وتعرّب مزين التي يتواجد حولها زوجها وعدد من أبنائها عن أملها بالتوصل إلى “هدنة إنسانية سريعة ولو ليوم واحد للبحث عن المفقودين وانتشال جثامين الضحايا”.

 

ونزح أكثر من 1.9 مليون شخص (أو أكثر من 85% من السكان) في جميع أنحاء القطاع، بينهم نحو 1.2 مليون نازح يقيمون في 155 منشأة تابعة لأونروا في كافة محافظات القطاع الخمس، بما في ذلك الشمال ومدينة غزة.

 

وعادت نورة أسليم برفقة 5 من أطفالها إلى غزة دون أن تتمكن من النزوح إلى جنوب القطاع بعد اعتقال جيش الاحتلال زوجها على حاجز عسكري، ودفع ذلك أسليم (38 عاما) للتوجه إلى مركز إيواء تابع للأونروا غرب غزة التي تضم عشرات الآلاف من النازحين قدموا إليه من مناطق متفرقة من المدينة.

 

وتقول أسليم وهي قلقة على مصير زوجها إن الوضع داخل مراكز الإيواء “سيئ للغاية حيث لا توجد مياه ولا طعام ولا أستطيع توفير ما يحتاج الأطفال كما لو كان زوجي هنا”، ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الصليب لإبلاغها بأي معلومة عن زوجها الذي لا تعرف عنه شيئاً منذ لحظات اعتقاله قبل نحو 4 أسابيع.

 

أ.ش

المصدر: الميادين