السفن تستجيب لصنعاء لا لواشنطن: ‘لا علاقة لنا بإسرائيل’!

في الوقت الذي شددت فيه صنعاء إجراءاتها ضد السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني في البحر الأحمر، تزايد امتثال عدد من السفن الأجنبية لتوجيهات قوات صنعاء، بحيث رفعت لافتات نفت فيها أي علاقة لها بهذا الكيان، بالإضافة إلى إبقائها أجهزة التعارف الخاصة بها مفتوحة أثناء مرورها في البحر الأحمر.

2024-01-02

في الوقت الذي شددت فيه صنعاء إجراءاتها في البحر الأحمر، وكثفت دورياتها البحرية على امتداد المياه الإقليمية والدولية قبالة سواحل الحديدة وباب المندب، عادت القوات البحرية الأميركية إلى استفزازها عبر مطالبة السفن التجارية بالتوقف جنوب البحر والمرور بشكل قوافل، محاولةً أن تفرض نفسها شرطي مرور على الخطوط الملاحية، وهو ما تراقبه القوات المسلحة اليمنية، وتدعو السفن التجارية إزاءه إلى عدم الامتثال لأي قوات أخرى.

 

وفي ما يعكس فشل التحالف البحري الأميركي المُسمى “حارس الازدهار”، تزايد امتثال عدد من السفن الأجنبية لتوجيهات القوات المسلحة اليمنية، بحيث رفعت لافتات نفت فيها أي علاقة لها بكيان الاحتلال بالإضافة إلى إبقائها أجهزة التعارف الخاصة بها مفتوحة أثناء مرورها في البحر الأحمر.ططكما اكد مصدر حكومي في صنعاء، حسب ما نقل عنه صحبفة “الأخبار” اللبنانية، أن عدة شركات ملاحية تواصلت مع وزارة النقل في حكومته، وبينت عدم علاقتها بكيان الاحتلال، وسلامة وضع بعض السفن التي كانت مملوكة لشركة “زايم” الإسرائيلية قبل أن تنتقل ملكيتها إليها. وفي هذا الإطار، أضافت ناقلة الحاويات “Xin He Lu1” التي ترفع علم بنما، شعار “لا علاقة لنا بإسرائيل” على متنها، قبيل مرورها من الممر الملاحي الدولي في البحر الأحمر.

 

أيضاً، تقول مصادر ملاحية، بحسب”الأخبار”، إن “سفناً أخرى أبلغت البحرية اليمنية بعدم علاقتها بالكيان الإسرائيلي، ومرت بشكل سلس وآمن” خلال الساعات الـ48 الماضية، مشيرة إلى أن ثمة شركات من تلك التي تواصلت مع صنعاء أكدت وقف كل تعاملاتها مع تل ابيب، ورغبتها في العودة للإبحار عبر البحر الأحمر، وهو ما أزعج تحالف “حارس الازدهار”، الذي وجد نفسه معنياً بحماية السفن الإسرائيلية دون غيرها.

 

وترى المصادر أن استئناف العديد من الشركات الإبحار عبر البحر الأحمر سوف ينعكس بشكل إيحابي على الحركة الملاحية في قناة السويس وفي موانئ الدول المشاطئة للبحر الأحمر ومنها ميناء جيبوتي، فضلاً عن انخفاض رسوم الشحن الدولي التي ارتفعت بنسبة متفاوتة جراء تعليق عدد من الشركات الملاحية الدولية العبور عبر البحر الأحمر، بسبب المخاوف التي روجت لها الولايات المتحدة وبريطانيا خلال الأسبوعين الماضيين.

 

في المقابل، وفقاً لوكالة “رويترز”، فإن حلفاء واشنطن الرئيسيين بدأوا بالتخلي عن مشاركتهم في التحالف البحري. وقال تقرير نشرته الوكالة إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، كان يريد أن يقدم “رداً دولياً حازماً على هجمات القوات اليمنية على السفن الإسرائيلية والمرتبطة بكيان الاحتلال في البحر الأحمر. ولكن بعد أسبوع من إطلاق التحالف، بدأ العديد من الحلفاء بتسريب معلومات عن عدم رغبتهم في أن يكونوا مرتبطين علناً به، فيما بعضهم أعلن رفض الانخراط فيه على الإطلاق”.

 

وبحسب الوكالة، لم تتقدم نصف الدول التي تم ضمها إلى التحالف الذي يضم 20 دولة، حتى الآن، للاعتراف بمساهماتها أو تسمح للولايات المتحدة بكشف أسمائها. واعتبرت “رويترز” أن إحجام بعض حلفاء الولايات المتحدة عن المشاركة يعكس التفكك الذي يعانيه التحالف، واهتزاز صورة الولايات المتحدة، وتراجع تأثيرها.

 

وفي ظل هذه الانشقاقات، قالت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، إنها اعترضت هجوماً يمنياً جديداً في البحر الأحمر، مضيفة أن السفينة الأميركية “يو أس أس ميسون” أسقطت مُسيرة وصاروخاً باليستياً مضاداً للسفن جنوب البحر. وجاء في البيان أن الهجوم لم يسفر عن أي أضرار في نحو 18 سفينة كانت متوقفة في تلك المنطقة. وتابعت أن هذه “محاولة الهجوم، هي الثانية والعشرون التي ننفذها القوات اليمنية ضد سفن دولية منذ 19 تشرين الأول الماضي.

 

في هذا الوقت، شهدت صنعاء و12 محافظة يمنية، أمس، تظاهرات مؤيدة لخيار تنفيذ المزيد من الهجمات البحرية والجوية ضد كيان الاحتلال. وفي تظاهرة ميدان السبعين، توعد رئيس حكومة الانقاذ عبد العزيز بن حبتور، الولايات المتحدة بهزيمة أشد قسوة من هزيمتها في أفغانستان، مؤكداً أن عمليات القوات اليمنية ضد الكيان الإسرائيلي لا تزال في بداياتها. وطالبت المسيرات التضامنية مع غزة، والتي نُظمت تحت شعار “معكم حتى النصر، والأميركي لن يوقفنا”، وشارك فيها مئات الآلاف، القوات المسلحة بمواصلة العمليات البحرية ضد سفن الكيان الصهيوني وتلك المرتبطة به، بهدف رفع الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة، مستنكرين مواقف الدول العربية التي تسعى إلى فتح جسر بري لإمداد الكيان.

 

أ.ش